تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قمر]:

صفحة 413 - الجزء 7

  غَرِيبٌ. قال: وعِنْدِي أَنَّه عَنَى باللَّيْل اللَّيْلَةَ، أَو أَنَّثَه على تَأْنِيثِ الجَمْع. وسيأْتي للمصنّف في «ظ ل م» كالمُقْمِرَةِ والمُقْمِرِ، كمُحْسِنَةٍ ومُحْسِنٍ، والقَمِرَةُ، كفَرِحَة، يُقَال: لَيْلَةٌ قَمِرَةٌ، أَي قَمْرَاءُ؛ عن ابنِ الأَعرابيّ. قال: وقِيلَ لِرَجُل: أَي النِّسَاءِ أَحَبُّ إِلَيْك؟ قال: بَيْضَاءُ بَهْتَرَةٌ، حالِيَةٌ عَطِرَةٌ، حَيِيَّة خَفِرَةٌ، كأَنَّها لَيْلَةٌ قَمِرةٌ، قال ابنُ سِيدَه: وقَمِرَةٌ، عندي، على النَّسَب.

  ووَجْهٌ أَقْمَرُ: مُشَبَّهٌ به، أَي بالقَمَرِ في بَيَاضِ اللَّوْنِ.

  وأَقْمَرَ الرَّجُلُ: ارْتَقَبَ طُلُوعَه، قال ابنُ أَحْمَرَ:

  لا تُقْمِرَنَّ عَلَى قَمْرٍ ولَيْلَتِه ... لا عَنْ رِضَاكَ ولا بالكُرْهِ مُغْتَصبَا

  وتَقَمَّر الأَسَدُ: طَلَبَ الصَّيْدَ في القَمَر، هكذا في النُّسخ، والصَّوابُ: في القَمْرَاءِ⁣(⁣١)، ومنه قول عبدِ الله بن عَنَمةَ الضَّبِّي:

  أَبْلِغْ عُثَيْمَةَ أَنّ رَاعِيَ إِبْلِهِ ... سَقَطَ العَشَاءُ به عَلَى سِرْحانِ

  سَقَطَ العَشَاءُ به عَلَى مُتَقَمِّرٍ ... حامِي الذِّمَارِ مُعَاوِدِ الأَقْرَانِ

  قال ابنُ بَرّيّ: هذا مَثَلٌ لِمَنْ طَلَبَ خَيْراً فَوَقَع في شَرٍّ.

  قال: وأَصلُه أَنْ يكونَ الرَّجُل في مفَازَةٍ، فيَعْوِي لتُجِيبَهُ الكِلابُ بنُبَاحِها فيَعْلَمَ إِذا نَبَحتْه الكلِابُ أَنّه مَوْضِعُ الحَيِّ فيَسْتَضِيفهُم، فَيَسْمَع الأَسَدُ أَو الذِّئبُ عُوَاءَهُ فيَقْصِد إِليه فيَأْكُله⁣(⁣٢).

  ومن المَجَاز: تَقَمَّرَ المَرْأَةَ: بَصُرَ بِهَا في القَمْرَاءِ، وقِيلَ: اخْتَدَعَهَا وطَلَبَ غِرَّتَهَا كما يُخْتَدَعُ الطَّيْرُ؛ قاله الأَصمعيّ. و⁣(⁣٣) قِيلَ: ابْتَنَى عَلَيْهَا في القَمْرَاءِ، أَي في ضَوْءِ القَمَر. وقال أَبو عَمْرٍو: تَقَمَّرها: أَتاها في القَمْراءِ.

  وبِكُلِّ ذلك فُسِّر قولُ الأَعشى:

  تَقَمَّرَهَا شَيْخٌ عِشَاءً فأَصْبَحَتْ ... قُضَاعِيَّةً تَأْتِي الكَوَاهِنَ ناشِصَا

  وقَمِرَ السِّقاءُ، كفَرِحَ قَمَراً: بانَتْ أَدَمَتُه مِنْ بَشَرَتِه، قال ابنُ سِيدَه: وهُوَ شَيْءٌ يُصِيبُ القِرْبةَ من القَمَرِ كالاحْتِرَاقِ.

  وقَمِرَ الرَّجُلُ قَمَراً: تَحَيَّرَ بَصَرُه⁣(⁣٤) في الثَّلْجِ فلم يُبْصِر.

  وقَمِرَ الظَّبْيُ: أَخَذَ نُورُ القَمَرِ عَيْنَيْه فحارَ؛ قاله ابنُ القَطّاع.

  وقَمِرَ الرَّجُلُ قَمَراً: أَرِقَ في القَمَرِ فلَمْ يَنَمْ.

  وقَمِرَتِ الإِبلُ رَوِيَتْ من الماءِ وقِيل: إِذا تأْخَّر عَشاؤهَا أَو طالَ في القَمَرِ.

  وقَمِرَ المَاءُ والكَلأُ⁣(⁣٥) وغيْرُهُمَا: كَثُرَ، وقال ابنُ القَطّاع: قَمِرَ الشَّيْءُ: كَثُرَ.

  وماءٌ قَمِرٌ، كفَرِح: كَثِيرٌ، عن ابنِ الأَعْرَابِيّ، وأَنشد:

  في رَأْسِه نَطّافَةٌ ذاتُ أْشَرْ ... كنَطَفَان الشَّنِّ في المَاءِ القَمِرْ

  وفي الحَدِيثِ أَنَّ النبيَّ ذَكَرَ الدَّجّال، فقال: «هِجَانٌ أَقْمَرُ». قال ابْنُ قُتَيْبَةَ: الأَقْمَرُ: الأَبْيَضُ الشَّدِيدُ البَياضِ، والأُنْثَى قَمْرَاءُ.

  وأَقْمَرَ الثَّمَرُ، هكذا بالمُثَلَّثَة في سائر النُّسخ، والصَّوابُ «التَّمْر»⁣(⁣٦) بالفَوْقِيّة: تَأَخَّرَ إِينَاعُه ولم يَنْضَجْ حَتَّى يُدْرِكَه البَرْدُ، فتَذْهَب حَلاوَتُه وطَعْمُه، زادَ ابنُ القَطّاعِ: من يُبْسِه.

  وأَقْمَرتَ الإِبِلُ: وَقَعَتْ في كَلإِ كثيرٍ، قاله ابنُ القَطّاعِ ونَقَلَه صاحبُ اللّسَان.

  وقَامَرَه مُقَامَرَةً وقِمَاراً فَقَمَرَه، كنَصَرَه يَقْمُرُهُ قَمْراً، وتَقَمَّرَهُ: رَاهَنَه فغَلَبَهُ، وهُوَ التَّقَامُرُ. وفي الصّحاح: قَمَرْتُ الرَّجلَ أَقْمِرُه، بالكَسْر، إِذا لأَعَبْتَهُ فيه فغَلَبْتَهُ، وقامَرْتُهُ فقَمَرْتُهُ أَقْمُرُه، بالضَّمّ، قَمْراً، إِذا فاخَرْتَه عليه⁣(⁣٧) فَغلبْتَه، وتَقَمَّر الرّچلُ: غَلَبَ من يُقَامِرُه. وقال ابنُ القَطّاع في التهذيب: قَمَرْتُه قَمْراً وأَقْمَرْته: غَلَبْتهُ في اللَّعِب.


(١) كما في الصحاح واللسان.

(٢) قيل إن سرحان هنا اسم رجلٍ، وقول ابن بري هو المشهور، قاله في اللسان.

(٣) في القاموس: «أو».

(٤) في القاموس: «من الثلج» وفي اللسان فكالأصل، وفيه: «حار بصره» بدل «تحير بصره».

(٥) في القاموس: والكلأ والماء.

(٦) ومثله في الصحاح والتهذيب، وفي اللسان «الثمر» كالأصل.

(٧) الصحاح: فيه.