تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قنشر]:

صفحة 422 - الجزء 7

  والقَنَاطِرُ: د، بالأَنْدَلُس، منه أَحمدُ بنُ سَعِيدِ بنِ عَلِيٍّ القَنَاطِرِيّ.

  وقَنْطَرَ الرَّجُلُ قَنْطَرَةً: أَقامَ بالأَمْصَارِ والقُرَى وتَرَك البَدْوَ، وقِيل: أَقَامَ في أَيِّ مَوْضِع قَامَ.

  وقَنْطَرَ الرَّجُلُ: مَلَكَ مالاً بالقِنْطَارِ، وفي الحَدِيث: «أَنّ صَفْوانَ بنَ أُمَيَّةَ قَنْطَرَ في الجاهِلِيّة، وقَنْطَرَ أَبُوهُ» أَي صارَ لَهُ قِنْطَارٌ مِن المَالِ. وقال ابنُ سِيدَه قَنْطَرَ الرَّجُلُ: مَلَكَ مالاً كَبِيراً⁣(⁣١) كأَنّه يوزَنُ بالقِنْطَار.

  وقَنْطَرَ الجَارِيَةَ: نَكَحَهَا.

  وقَنْطَرَ عَلَيْنَا: طَوَّلَ وأَقَامَ لا يَبْرَحُ، كالقَنْطَرَةِ.

  والقِنْطَارُ، بالكَسْر، قال ابنُ دُرَيْد: فِنْعَالٌ من القَطْر: طَرَاءٌ لِعُودِ البَخُور، هكذا في سائر النُّسَخ، وفي اللِّسَان: طِلاءٌ لعُودِ البَخُور. قلتُ: وقد تَقَدَّم أَن القُطْرَ، بالضَّمّ: هو تَقَدَّم أَن القُطْرَ، بالضَّمّ: هو عُودُ البَخُور، فالنُّون إِذن زائدةٌ. وقال بعضُهم: بل هُوَ فِعْلالٌ. وقال الزَّجّاجُ: هو مأْخوذٌ من قَنْطَرْتُ الشَّيْءَ، إِذا عَقَدْتَه وأَحْكَمْتَه، ومنه القَنْطَرَة، لإحكام عَقْدها؛ كما نَقله شَيْخُنا عن إِعرابِ السَّمِينِ.

  والقِنْطَارُ: مِعْيَارٌ. قيل: وَزْنُ أَرْبَعِين أُوقِيَّةً من ذَهَبٍ، أَو أَلْفٌ ومائتا دِينَار، هكذا في النُّسَخ، وفي اللّسَان: «ومائة دِينارٍ». وقيل: مائةٌ وعِشْرُون رَطْلاً، أَو أَلْفٌ ومائتَا أُوقِيَّة، عن أَبي عُبَيْد، أَو سَبْعُونَ أَلفَ دينَار، وهو بلُغَة بَرْبَرٍ أَلْفُ مثْقَالٍ من ذَهَب أَو فضَّة، وقيل: ثَمَانُونَ أَلْفَ دِرْهَم، قاله ابنُ عَبّاس. وقيل: هي جُمْلَةٌ كبيرة⁣(⁣٢) مَجْهُولَةٌ من المال، أَو مائةُ رَطْل من ذَهَبٍ أَو فِضَّة، قاله السُّدِّيُّ، أَو أَلْفُ دِينَار، أَو ملءُ مَسك ثَوْرٍ ذَهَباً أَو فِضَّةً، بالسُرْيَانيَّة؛ نقله السُّدِّيُّ.

  ورَوَى أَبو هُرَيْرَةَ عن النبيّ ، قال: «القِنْطَارُ: اثْنَتَا⁣(⁣٣) عَشْرَة أَلْفَ أُوقيَّة، الأُوقِيَّةُ خيرٌ مما بَيْنَ السَّمَاءِ والأَرْض».

  ورُوِيَ عن ابن عَبّاس: القِنْطَارُ: مائةُ مثْقَالٍ، الْمِثْقَالُ عشْرُون قِيرَاطاً. وقال ثَعْلَبٌ: اخْتَلَفَ الناسُ في القنْطَار ما هُوَ، فقالت طائفةٌ: مائةُ أُوقِيَّة من ذَهَبٍ، وقيلَ⁣(⁣٤): مِنَ الفِضَّة، وقيل: أَلْفُ أُوقيَّة من الذَّهَب، وقيل: من الفِضَّة، ويُقَال: أَرْبَعَةُ آلاف دينَار، ويُقَال: دِرْهَم⁣(⁣٥). قال: والمُعَوَّلُ عَلَيْه⁣(⁣٦) عند العَرَب الأَكْثَر أَنَّه أَرْبَعَةُ آلاف دينار.

  والمُقَنْطَرُ المُكَمَّل، يقال: قَنْطَرَ زَيْدٌ، إِذا مَلَكَ أَرْبَعَةَ آلاف دِينارٍ، فإِذا قالُوا: قَنَاطيرُ مُقَنْطَرَةٌ، فمَعْنَاها ثلاثَةُ أَدْوَارٍ: دَوْرٌ ودَوْرٌ، ودَوْرٌ، فمَحْصُولُهَا اثْنا عَشَرَ أَلْفَ دِينَار.

  ويُقَال: القِنْطَارُ: العُقْدَةُ المُحْكَمَةُ من المال.

  والقِنْطِرُ، كزِبْرِجٍ: هذا الطائر الذي يُسَمَّى الدُّبْسيّ، لُغَةٌ يَمَانيَةٌ؛ قاله ابن دُرَيْد. وذكرَ أَبو حَيّانَ أَنَّ نُونَهُ زائدَةٌ، فَوزْنُه بزِبْرِجٍ غَيْرُ مُنَاسب.

  والقِنْطِرُ أَيضاً: الدّاهِيَةُ، كالقِنْطِير، وأَنشد شَمرٌ:

  وكلُّ امْريءٍ لاقٍ منَ الأَمْر قِنْطِرَا

  والجَمْعُ القَنَاطِرُ. وأَنشد محمَّدُ بن إِسحاقَ السَّعْديُّ:

  لَعَمْري لَقَدْ لاقَى الطُّلَيْليّ قِنْطِراً ... من الدَّهْرِ إِنّ الدَّهْرَ جَمٌّ قَنَاطِرُهُ

  وبَنُو قَنْطُورَاءَ، مَمْدُودٌ ويُقْصَرُ⁣(⁣٧): التُّرْك، ومنه حَديثُ حُذَيْفَةَ: «يُوشِكُ بَنُو قَنْطُورَاءَ أَن يُخْرِجُوا أَهْلَ العرَاق⁣(⁣٨) منْ عِراقهم، كأَنِّي بهم خُزْرَ العُيُون، خُنْسَ الأُنُوف، عِرَاضَ الوُجُوه»، أَو بَنُو قنْطُوراءَ: السُّودانُ، وبه فُسِّر حديث أَبِي بَكْرَة: «إِذا كان آخِرُ الزَّمانِ جاء بَنُو قَنْطُوراءَ» أَو هيِ جاريَةٌ كانَتْ لإِبراهيمَ وَلَدَتْ له أَولاداً منْ نَسْلِهَا التُّرْكُ والصِّينُ.

  * ومّما يُسْتَدْرك عليه:

  قَنْطَرَةُ قُرْطُبَةَ العَدِيمَة النَّظِير. والقَنْطَرَة التي ذَكَرَها الزمخشريّ على نَهْرٍ بين لسيو ونَهْر مَنْصُور.

  والقَنْطُورَةُ: قَرْيَة بالجيزَة من مصْرَ.


(١) اللسان: كثيراً.

(٢) في اللسان: كثيرة.

(٣) في التهذيب واللسان: اثنا عشر ألف.

(٤) في التهذيب: وقيل: مائة أوقية من الفضة.

(٥) يعني أربعة الآف درهم، عن التهذيب.

(٦) في التهذيب: والمعمول عليه.

(٧) الأصل واللسان والتكملة، وفي التهذيب: بنو قَنْطُور.

(٨) وفي رواية - كما في النهاية واللسان - أهل البصرة منها، وعليها اقتصر التهذيب في روايته للحديث.