تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[كخر]:

صفحة 437 - الجزء 7

  والكَثِيراءُ، عِقِّيرٌ معرُوفٌ، وهو رُطُوبَةٌ تَخْرُج من أَصْلِ شَجَرَةٍ تكونُ بجِبَالِ بَيْرُوتَ ولُبْنَانَ في ساحِلِ الشّام، وله منافعُ وخَواصّ مذكورةٌ في كتب الطِّبّ.

  والكُثْرَى، كبُشْرَى⁣(⁣١)، من النَّبِيذِ: الاسْتِكْثَارُ منه، نقله الصاغانيّ.

  * ومما يستدرك عليه:

  قَوْلُهُم: أَكْثَرَ الله فِينَا مِثْلَك: أَدْخَلَ، حكاه سِيبَوَيْه.

  وفي حَدِيثِ الإِفْك: «ولهَا ضَرائرُ كَثَّرْن فيها»⁣(⁣٢) أَي كَثَّرْنَ القَوْلَ فيها والعَنَت⁣(⁣٣) لها. وفيه أَيضاً: «وكان حَسَّان مِمَّنْ كَثَّرَ عليها»، ورُوِيَ بالموحَّدة أَيضاً.

  وعَدَدٌ كاثِرٌ: كثيرٌ، قال الأَعْشَى:

  ولَسْتَ بالأَكْثَرِ⁣(⁣٤) منهم حَصىً ... وإِنَّمَا العِزَّةُ للكاثِرِ

  ورَجُلٌ كَثْر⁣(⁣٥) يُعنَى به كَثْرَةُ آبَائِه وضُروبُ عَلْيَائِه. وروى ابنُ شُمَيْل عن يُونُسَ: رَجُلٌ كَثِيرٌ ورِجَالٌ كَثِيرَةٌ، ونساءٌ كَثِيرَةٌ.

  والتَّكَاثُر: المكَاثَرَة.

  ورَجلٌ مَكْثُورٌ عليه، إِذا كَثُرَ عليه مَن يَطلُب منه⁣(⁣٦) المعروفَ. وفي الصحاح: إِذا نَفِذَ ما عِنْدَه وكَثُرَتْ عليه الحُقُوقُ والمطَالَبَاتُ. والمَكْثُور: المَغْلُوب، وهو الَّذِي تَكَاثَرَ عليه النّاس فقَهَروه.

  وَتَكَوْثَرَ الغُبار، إِذا كَثُرَ، قال حَسّانُ بنُ نُشْبَةُ:

  أَبَوْا أَنْ يُبِيحُوا جَارَهم لِعَدوِّهِمْ ... وقد ثارَ نَقْعُ المَوْتِ حَتَّى تَكَوْثَرَا

  وكَثرَةُ، محرَّكةً: وَاد في دِيَار الأَزْدِ. وكَوْثَرُ بنُ حَكِيم، عن نافع وآلُ بَاكَثِير، كأَمِير: قَبِيلَةٌ بحَضْرَمَوْت، فيهم محَدِّثُون، منهم: الإِمام المحدِّثُ المعَمَّر عبد المعْطِي بنُ حَسنِ بنِ عَبْدِ الله بَاكَثِير الحَضْرَمِيّ المَتَوَفَّى بأَحْمَد آباد، ولد سنة ٩٠٥ وتُوفِّي سنة ٩٨٩ أَجازه شيخُ الإسلام زَكَرِيَّا، وعنه أَخَذ عبد القَادِر بنُ شَيْخ العَيْدَروس بالإِجازة. وعبد اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ محَمّدِ بنِ عُمَرَ باكَثِير الشَّبَاميّ، ممّن أَخَذَ عن البخاريّ.

  [كخر]: الكَاخرَةُ، أَهملَه الجوهَرِيّ، وقال الأَزهريُّ: أَهملَه، اللّيثُ، وقال أَبو زيْد الأَنْصَاريّ: في الفَخِذِ الغُرُور، وهي غُصُونٌ في ظاهر الفَخَذَيْن، واحدها غَرٌّ، وفيه الكَاخِرَة، وهي أَسْفَلُ من الجاعِرَة⁣(⁣٧) في أَعالِي الغُرُورِ.

  وكَيْخَارَان، بالفَتْح: ع باليَمَنِ⁣(⁣٨) منه عَطاءُ بنُ يَعْقُوبَ الكَيْخارَانِيّ، هكذا نقله الصاغانيّ، وقال شيخُنا: الصحيح أَنَّه عَطَاءُ بنُ نافِع. قلتُ روَى عن أُمِّ الدَّرْدَاءِ، وعنه القاسمُ بن أَبي بَزَّةَ وحديثُه في سُنَنِ أَبي دَاوودَ.

  [كدر]: كَدرَ، مَثَلَّثَةَ الدَّالِ، الكَسْر والضَّمُّ في التَّهْذِيب والمحْكَم، والفَتْح نَقلَه الصّاغَانيّ، كَدَارَةً وكَدَراً، محَرَّكَةً مصدَرَا، كَدُرَ ككَرُمَ، وكُدوراً وكُدورَةً، وكُدْرَةً، بضَمِّهنَّ مصادر البَابَيْن. واكْدَرَّا اكْدِرَاراً، قال ابنُ مُعطَير الأَسَدِيّ:

  وكائِنْ تَرَى من حالِ دُنْيَا تَغيَّرَتْ ... وحَالٍ صَفَا بعدَ اكْدِرارٍ غَدِيرهَا

  وتَكَدَّرَ: نَقِيضُ صَفَا.

  وفي الصحاح: الكَدَر: نقيض الصَّفْوِ، وهوَ أَكْدَرُ وكَدِرٌ، بَيِّنُ الكُدُورَةِ والكَدَارَة. ويقال: عَيشٌ أَكْدَرُ كَدِرٌ، وماءٌ أَكْدَرُ كَدِرٌ.

  وفي الصّحاحِ: كَدِرَ الماءُ، بالكسر، يَكْدَر كَدَراً فهو كَدْرٌ وكَدِرٌ، كفَخِذ وفَخْذ، وكذلك كَدِيرٌ، كأَمِير.

  وكَدَّرَه غيره تَكْدِيراً: جَعَلَه كَدِراً، والاسمُ الكُدْرَةُ والكُدُورَة.

  والكُدْرَةُ من الأَلْوَان: ما نَحَا نَحْوَ السَّواد والغُبْرَة، وقال


(١) في التكملة: والكيثر من النبيذ: الاستكثار منه.

(٢) في النهاية واللسان: إِلّا كثّرن فيها.

(٣) في النهاية: والعيب لها.

(٤) الأكثر هنا بمعنى الكثير، وليست للتفضيل، لأن الألف واللام ومن يتعاقبان في مثل هذا.

(٥) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: ورجل كثر كذا في خطه مضبوطاً بالفتح وفي اللسان: ورجل كثير أي كأمير ولعله الأنسب بما بعده اهـ».

(٦) التهذيب: إليه.

(٧) الجاعرة: الدبر.

(٨) في معجم البلدان: «موضع بفارس» وفي اللباب فكالأصل.