تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[كردر]:

صفحة 444 - الجزء 7

  وفي الحَدِيثِ: «لا يَجُوزُ في الأَضاحِي الكسِيرُ البَيِّنَةُ الكَسْرِ»، وهي المُنْكَسِرَةُ الرِّجْلِ، قال ابنُ الأَثِير: المُنْكَسِرَة الرِّجْلِ: التي لا تَقْدِرُ على المَشْيِ، فَعِيلٌ بمعنى مَفْعُول، ج: كَسْرَى وكَسَارَى، بفَتْحِهما. وناقَةٌ كَسِيرٌ: مَكْسُورَةٌ، كما قالُوا كَفٌّ خَضِيبٌ، أَي مخْضُوبَةٌ.

  والكَوَاسِرُ: الإِبِلُ التي تَكْسِرُ العُودَ.

  والكُسَارُ والكُسَارَةُ، بضمِّهما، قال ابنُ السِّكِّيت: كُسَارُ الحَطَبِ: دُقَاقُه، وقيل: الكُسَارُ والكُسَارَةُ: مَا تَكَسَّر من الشَّيْءِ وسَقَطَ، ونصّ الصاغَانيّ: ما انْكَسَر من الشيءِ.

  وجَفْنَةٌ أَكْسَارٌ: عَظِيمَةٌ مُوصَّلَةٌ لكِبَرِهَا أَو قِدَمِهَا. وإِناءٌ أَكْسَارٌ كذلك، عن ابن الأَعرابيّ. وقِدْرٌ كَسْرٌ وأَكْسَارٌ، كأَنَّهم جعلوا كُلَّ جزءٍ منها كَسْرَاً ثمّ جَمَعُوه على هذا.

  والمَكْسِرُ، كمَنْزِلٍ: مَوْضِعُ الكَسْرِ من كلّ شيءٍ.

  والمَكْسِر: المَخْبَرُ، يقال: هو طَيِّبُ المَكْسِر: ورَدِيءُ المَكْسِر، ومن المجاز: رجلٌ صُلْبُ المَكْسِر، وهُمْ صِلَابُ المَكَاسِرِ، أَي باقٍ على الشِدَّةِ. وأَصلُه من كَسْرِك العُودَ لتَخْبُرَه أَصُلْبٌ أَم رِخْوٌ. ويُقال للرَّجُلِ إِذا كانت خُبْرَتُه مَحْمُودَة: إِنَّه لَطَيِّبُ المَكْسِرِ. ويُقَال: فلانٌ هَشُّ المَكْسِرِ، وهو مَدْح وذَمّ. فإِذا أَرادُوا أَنْ يَقُولُوا ليس بمُصْلِدِ القِدْح فهو مَدْحٌ. وإِذَا أَرادوا أَن يقولُوا هو خَوَّارُ العُودِ فهو ذَمّ.

  والمَكْسِرُ من كُلِّ شيءٍ: الأَصْلُ، ومكْسِرُ الشَّجَرة: أَصْلُهَا حيث تُكْسَر⁣(⁣١) منه أَغصانُهَا. قال الشُوَيْعِرُ:

  فمَنَّ واسْتبْقَى ولَمْ يَعْصِر ... من فَرْعِهِ مالاً ولا المَكْسِرِ⁣(⁣٢)

  ويُقَال: عُودٌ طَيِّبُ المَكْسِر، أَي مَحْمُودٌ عند الخُبْرَة، هكذا في سائر النُّسخ، طَيِّب المَكْسِر، والصواب صُلْبُ المَكْسِر، يُقَال ذلك عند جَوْدَتِه بكَسْره.

  ومن المَجاز: كَسَرَ من طَرْفِهِ يَكْسِرُ كَسْراً: غَضَّ، وقال ثعلب: كَسَر فلانٌ على طَرْفِه، أَي غَضَّ منه شيئاً. ومن المجاز: كَسَرَ الرَّجُلُ، إِذا قَلَّ تَعاهُدُه لمَالِهِ، نَقلَه الصاغانيّ عن الفَرّاءِ. ومن المَجاز: كَسَرَ الطائرُ يكْسِرُ كَسْراً، بالفَتْح، وكُسُوراً، بالضمّ: ضَمَّ جَنَاحَيْهِ حتى يَنْقَضَّ يُرِيدُ الوُقُوعَ، فإِذا ذَكرتَ الجَناحَيْن قلْتَ: كَسَرَ جَنَاحَيْه كَسْراً، وهو إِذا ضَمَّ منهما شيئاً وهو يُرِيد الوُقُوعَ أَو الانقِضاضَ.

  وأَنشد الجوهَرِيّ للعجّاج:

  تَقَضِّيَ البازِي إِذا البازِي كَسَرْ

  وقال الزمخشريّ: كَسَر كُسُوراً، إِذا لم تَذْكُر الجَنَاحَيْن، وهذا يَدلُّ على أَنّ الفِعْلَ إِذا نُسِيَ مفعُولُه وقُصِدَ الحَدَثُ⁣(⁣٣) نفسُه جَرَى مَجْرَى الفِعْلِ غَيْرِ المتعدِّي.

  ومن المَجاز: عُقَابٌ كاسرٌ وبازٍ كاسِرٌ. وأَنشد ابنُ سِيدَه:

  كَأَنَّهَا بعْدَ كَلَالِ الزاجِرِ ... ومَسْحِه مَرُّ عُقَابٍ كاسِرِ

  أَرادَ: كَأَنَّ مَرَّها مَرُّ عُقَابٍ. وفي حديث النُّعْمَان: كأَنَّها جَنَاحُ عُقَابٍ كاسِرٍ»، هي التي تَكْسر جَناحَيْهَا وتضمُّهما إِذا أَرادَت السُّقُوطَ، ومن المجاز: كَسَرَ الرجُلُ مَتَاعَهُ، إِذا بَاعَهُ ثَوْباً ثَوْباً، عن ابنِ الأَعرابيّ.⁣(⁣٤) أَي لأَنّ بَيْعَ الجُمْلَة مُرَوِّجٌ للمَتَاع. ومن المَجَاز: كَسَرَ الوِسَادَ، إِذا ثَنَاه واتَّكَأَ عليه، ومنه حدِيثُ عُمَرَ: «لا يزَالُ أَحدُهم كاسِراً وِسَادَه عند امْرأَةٍ مُغْزِيَةٍ يَتَحدَّثُ إِليها»، أَي يَثْنِي وِسَادَه عندها وَيَتَّكِيءُ عليها.

  وَيَأْخُذ معها في الحَدِيث. والمُغْزِيَة: التي غَزَا زَوْجُهَا. قال ابنُ الأَثِير.

  والكَسْر، بالفَتْح ويُكْسَرُ، والفتح أَعلَى: الجُزْءُ من العُضْوِ، أَو العُضْوُ الوَافِرُ، وقيل: هو العُضْوُ الذي على حِدَتِه لا يُخْلَطُ به غيرُه، أَو نِصْفُ العظْمِ بما عَلَيْه من اللَّحْمِ قال الشاعر:

  وعاذِلَة هبَّت عَلَيَّ تَلُومُنِي ... وفي كَفِّهَا⁣(⁣٥) كَسْرٌ أَبحُّ رَذُومُ

  أَو عَظْمٌ ليس عَلَيْه كَثِيرُ⁣(⁣٦) لَحْمٍ، قال الجَوْهَرِيُّ وأَنْشد البيتَ هذا، قال: ولا يكون ذلك إِلّا وهو مَكْسُور. وقال أَبو الهَيْثَم: يقال لكلِّ عَظْمٍ: كَسْرٌ وكِسْرٌ، وأَنشد البيت أَيضاً،


(١) التهذيب: يُكسر.

(٢) في التهذيب واللسان: ولم يعتصر.

(٣) عن الأساس وبالأصل «الحديث».

(٤) في التهذيب: كسر الرجل إذا باع متاعه ثوباً ثوباً.

(٥) في التهذيب: وفي يدها.

(٦) الأصل والقاموس والصحاح، وفي اللسان: كبير.