تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الهاء مع الراء

صفحة 612 - الجزء 7

  وهجْرَةُ البُحَيْحِ، كزُبيْر: قُرْبَ صَنْعَاءِ اليمَنِ، نقله ياقُوت في المُعْجَم، وهَجْرَةُ ذي غَبَبٍ، مُحَرَّكةً وضَبَطه الصّاغَانيّ كصُرَد، قُرْبَ ذَمَارِ باليمَن، نقله ياقُوت. ثم إِنّ مُقْتَضَى سِياق المصنِّف أَنهما بالفتح، ورأَيْتُ الصّاغَانيّ قد ضَبطهما بالكَسْر بخطّه مُجَوّداً، وهو المشهور على الأَلْسنة.

  وذو هَجَرَانَ، الحِمْيَريّ، مُحَرّكةً، هو ابنُ نُسْمَى، بضَمّ النّون وسكون السِّين المهملة مقصور، من بَنِي مِيتَمٍ بن سَعْدٍ، كمِنْبر، من الأَذواءِ، وهو من الأَقْيَال.

  ويقال: عَدَدٌ مُهْجِرٌ⁣(⁣١)، كمُحْسِن، أَي كَثيرٌ، قال أَبو نُخَيْلَةَ السّعديّ:

  هذَاكَ إِسحاقُ وقِبْصٌ مُهْجِرُ

  قال الصاغَانيّ: هكذا أَنشدَه الأَزْهَريّ، وفي رَجزه: مُجْهِر، على القَلْب. وإِسحاق هو ابن مُسْلِم العُقَيْليُّ.

  والمُتَهجِّرُ: فَرسُ عَبْدِ يَغُوثَ بن عَمْرِو بن مُرَّةَ بن هَمّام.

  والهُجَيْرَةُ: تصغير الهَجْرَة بالفَتْح: وهي السَّنَةُ التامَّةُ، قاله ابن الأَعرابيّ. هكذا نَقلَه الصّاغانيّ عنه، كما رأَيتُه في التّكْملَة، وتَبِعَه المُصَنِّف، وهو تَصحيفٌ قَبيحٌ، وصَوَابُه على ما هو في التَّهْذيب للأَزْهَريّ نَقلاً عن ابن الأَعْرَابيّ.

  والهُجَيْرَة: تصغير الهَجْرَة وهي السَّمينَةُ التامّة⁣(⁣٢).

  * وممّا يُسْتَدْرَك عليه:

  الهَجْرُ: تَرْكُ ما يَلزَمُك تَعَاهُدُه، قاله اللَّيْث. والمُهَاجَرَة في الذِّكْر: تَرْكُ الإِخلاص فيه، فكأَنّ قَلبه مُهَاجِرٌ للسَانِه، ومنه الحديث: «ومِنَ الناس مَنْ لا يَذْكُر اللهَ إِلَّا مُهاجِراً»، يريد هِجْرَانَ القلْبِ.

  وهَجَرَه: أَغْفَلَه.

  ومُهَاجَرُ إِبراهيمَ، بفَتْح الجيم: الشَّامُ. ومنه الحَديثُ: «سيَكُون هِجْرةٌ بعد هِجْرَةٍ، فخِيَار أَهلِ الأَرضِ أَلْزَمُهُمْ مُهَاجَرَ إِبراهيمَ» وإِنما أُضِيف إِليه لأَنه # لمَّا خَرَجَ من أَرضِ العراقِ مَضَى إِلى الشّامِ وأَقام به. وهذا المكانُ أَهْجَرُ من هذا، أَي أَحْسَنُ، حكاه ثَعْلَب.

  وأَنشد:

  تَبدَّلْتُ داراً مِن دِيَارِك أَهْجَرا

  قال ابنُ سيده: ولم نَسمع له بفِعْل، فعسَى أَن يكون من بابِ أَحْنَكِ الشّاتَيْن، وأَحْنَكِ البَعيرَيْن.

  وقال هُجْراً وبُجْراً، أَي فُحْشاً.

  وهَجَرَ به في النّوْم يَهْجُرُ هَجْراً: حَلَمَ.

  والهَوَاجِرُ: جمْع هُجْر بمعنى الفُحْش، على غير قياس، وهو من الجموع الشّاذّة، كأَنّ وَاحدَهَا هاجِرةٌ، كما قالوا في جَمْع حاجَةٍ، حَوَائجُ، كأَنَّ وَاحدَها حائجَة، قالَه ابنُ جنّي وأَنشد:

  وإِنَّكَ يا عَامِ ابنَ فارِسِ قُرْزُلٍ ... مُعِيدٌ على قِيلِ الخَنَا والهَوَاجِرِ

  قال ابنُ بَرِّيّ: البَيْتُ لسلَمَةَ بن الخُرْشُب الأَنْماريّ يُخَاطِبَ عامِرَ بن الطُّفَيْل. وقُرْزُل: اسم فرسٍ للطُّفَيْل.

  والمُعيدُ: الذي يُعَاوِدُ الشّيءَ مرّةً بعد مرَّةٍ. قال: والصَّحيح في الهَوَاجِر أَنَّهَا جمْع هاجِرَةٍ بمعْنَى الهُجْرِ، ويَكُون من المَصَادر التي جَاءَت على فاعِلَة، مثل العَاقِبَة والكاذِبَة والعافِيَةِ، قال: وشاهِد هاجِرَة بمعنَى الهُجْرِ قَوْلُ الشّاعر، أَنشده المفضّل:

  إِذا مَا شِئْتَ نالَكَ هَاجِرَاتِي ... ولَمْ أُعْمِلْ بِهنَّ إِليكَ ساقِي

  فكما جُمِعَ هاجرَةٌ على هَاجِراتٍ جمْعاً مُسَلَّماً كذلك يُجْمَع هاجِرَةٌ على هَوَاجِرَ جمْعاً مُكَسَّراً.

  وهِجِّيرَى الرَّجُلِ: كَلامُه، قاله الأَزهريّ.

  وصَلاةُ الهَجِيرِ، كأَمير: صَلاةُ الظُّهْرِ، وفي الحَديث: «أَنّه كان يُصَلِّي الهَجِير حينَ تَدْحَضُ الشَّمسُ» على حَذْف مُضَاف، وقد هَجَّرَ النَّهارُ فهو مُهَجِّر. وقال اللَّيْثُ أَهْجَرَ القومُ، إِذا صاروا في ذلك الوَقت، وهجَّرُوا، إِذا سارُوا في ذلك الوَقْت.

  والهُوَيْجرَةُ، بعد الهاجرةِ بقليل، قاله السُّكَّريّ.

  والهجِير، كأَمير: المَتْرُوكُ، وقد هُجِرَ إِذا تُرِكَ، نقلَه ابنُ القَطّاع.


(١) في التهذيب: «مهتجر» وجاء صواباً في الشاهد: «مهجر».

(٢) في التهذيب أيضاً: السنة التامة.