تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[هذر]:

صفحة 616 - الجزء 7

  فَهْي بَدّاءُ إِذَا ما أَقبَلَتْ ... فَخْمَةُ الجِسْم رَدَاحٌ هَيْدَكُرْ⁣(⁣١)

  فكأَنّ الواو حُذِفت من هيْدَكُورٍ ضَرُورةً، كذا في اللسان، ونسبَه الصاغانيّ إِلى المَرّار بن مُنْقِد وقال: وهي بَدّاءُ، وقال: ضَخْمَةُ الجسم. والبَوَاقي سواءٌ. ورجلٌ هُدَاكِرٌ، كعُلابِط، أَي مُنَعَّمٌ.

  أَو الهَيْدَكُور: المُتَدَرِّئُ. وقال ابن شُمَيْل: الهَيْدَكُور: الشّابَّةُ من النّساءِ الضَّخْمَةُ الحَسَنةُ الدَّلِّ في الشَّبَاب، كالهُدْكُورَة، بالضَّمّ، وأَنشد:

  بَهْكَنَةٌ هَيْفَاءُ هَيْدَكُورُ

  وقال أَبو عَمرو: الهَيْدَكُور: اللَّبَنُ. الخاثِرُ، كالهُدَكِر، كعُلَبِط، وأَنشد:

  قُلْت له: اسْقِ ضَيْفَكَ النَّمِيرَا ... ولَبَناً يا عَمْرُو هَيْدَكُورَا

  وقال النَّضْر: الهُدَكِرُ: اللَّبَن إِذا خَثرَ ولم يَحْمَض جِدًّا.

  والهَيْدَكُور: لَقَبُ الحَارِثِ بن عَدِيّ بن المُنْذِر، وكان شريفاً، نقلَه الصاغانيّ، وهَيْدَكُورٌ أَيضاً: لَقَبُ رَجُلٍ من كِنْدَةَ.

  ويقال: تَهَدْكَرَ الرَّجلُ من اللَّبَن، إِذا رَوِيَ منه حتّى نَامَ، وفي التكملة: فأَنامهُ كالسُّكْر، وتَهَدْكَرَ على الناسِ: تَنَزَّى، أَي تَعَلَّى. والمُتَهَدْكِرُ من الأَلْبَان: المُخْتَلِطُ بعضُه ببَعْض، وقد تَهَدْكَرَ، نقله الصاغَانيّ.

  وبَيْتٌ هَيْدَكُورُ الأَسَاطينِ، أَي ثابِتُ العُمُد، بضمَّتَيْن، كما في نُسْخَتنا، وفي التَّكْملَة محرَّكة: لا يُزاحَمُ رُكْنُه، نقلَه الصاغانيّ: والمُتَهَدْكِرَةُ من الزُّبْد: التي تَخْرُج في الصَّيْف لا يُدْرَى أَلَبَنٌ هي أَمْ زُبْدٌ، ثمّ يُصَبُّ عليها الماءُ فرُبَّمَا صَلَحَتْ.

  * وممّا يُسْتَدْرَك عليه:

  تَهَدْكَرَت المَرْأَةُ، إِذا تَرَجْرَجَت، ومنه الهَيْدَكُرُ، وهي المُتَرَجْرِجَة، نقلَه الصاغانيّ. وهَدْكَرَ الرّجُلُ: غَطّ في نَوْمه، عن ابن القطّاع، وقد هَدْكَرَ هَدْكَرةً، إِذا تَدَحْرَجَ، كتَهَدْكَر، عنه أَيضاً.

  [هذر]: هَذِرَ كَلامُه، كفَرِحَ، هَذَراً: كَثُرَ في الخَطإِ والباطِل. والهَذَرُ، محرّكَةً: الكَثيرُ الرَّديءُ، أَو هو سَقَطُ الكَلامِ، أَو الكلام الذي لا يُعْبأُ به.

  وهَذَرَ الرجلُ في مَنْطِقِه يَهْذِرُ، بالكَسْر، ويَهْذُرُ بالضّمّ، هَذْراً، بالفتح، وتَهْذَاراً، والاسم الهَذَرُ، بالتَّحْريك.

  والتَّهْذارُ من المَصادِر التي جاءَت على التَّفْعَال، وهو بِناءٌ يَدلّ على التّكثير، قد ذكَرَه سِيبويهِ في الكتاب. وفي حديث أُمّ مَعْبَد: «لا نَزْرٌ ولا هَذْرٌ»، أَي لا قليل ولا كَثِير.

  وأَهْذَرَ الرَّجلُ: هَذَى وأَكثَرَ في كَلامه، وحكَى ابنُ الأَعْرابيّ: مَن أَكْثَرَ أَهْذَر، أَي جاءَ بالهَذَرِ. ولم يَقل: أَهْجَرَ. قُلتُ: ونقل الزّمخشريّ في الأَساس: مَن أَكْثَرَ أَهْجَرَ.

  ورَجُلٌ هَذِرٌ، كَكتف، وهَذُرٌ، كنَدُسِ، وهُذَرَةٌ، كهُمَزَة، وهُذُرَّةٌ، بضمّ الأَوّل والثّاني وتَشْديد الرّاءِ المفْتُوحة، قال طُريْحٌ:

  واتْرُكْ مُعَانَدةَ اللَّجُوجِ ولا تَكُنْ ... بَيْنَ النَّدِيّ هُذُرَّةً تَيّاهَا

  وهَذّارٌ، كشَدّادٍ، وهَيْذَارٌ وهَيْذَارةٌ، كبَيْذَار وبَيْذَارَة بمَعْنىً، وهِذْرِيَانٌ، بكسر الأَوّل والثّالث، ومِهْذارٌ ومِهْذَارَةٌ ومِهْذَرٌ، كمِنْبَر، وجمعُ المِهْذار المَهَاذِيرُ، قال ابنُ سِيدَه: ولا يُجْمَع مِهْذارٌ بالواو والنون لأَنَّ مُؤنَّثه لا يَدْخُلُه الهاءُ، وهي هَذِرَةٌ وهَيْذَرَةٌ ومِهْذارٌ، أَي كثيرة الهَذْرِ من الكلام، ويقال رَجلٌ هِذْرِيانٌ، إِذا كان غَثَّ الكلامِ كَثيرَهُ، وقال الجوهريُّ: رَجلٌ هِذْرِيَانٌ: خَفِيفُ الكَلَامِ والخِدْمة. قال عبدُ العزيز بن زُرَارَة الكِلابيُّ يَصف كَرَمَهُ وكَثرةَ خَدَمِه، فضُيوفُه يأْكلون من الجَزُور التي نَحرَها لهم على أَيِّ نوعٍ يَشْتَهون ممَّا يُصْنع لهم من مَشْوِيٍّ ومَطْبُوخ وغيرِ ذلك، من غيرِ أَنْ يَتولَّوْا ذلك بأَنْفُسِهم لكثْرةِ خَدَمِهم والمُسارِعين إِلى ذلك:

  إِذا مَا اشْتَهَوْا منهَا شِوَاءً سَعَى لهمْ ... به هِذْرِيَانٌ للكِرامِ خَدُومُ

  وَيَوْمٌ هاذِرٌ: شَديدُ الحَرِّ، وقد هَذَرَ اليومُ: اشتدّ حَرُّه.


(١) البيت في التكملة ونسبه للمرار بن منقذ.