تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الحاء المهملة مع الزاي

صفحة 49 - الجزء 8

  عنه الزُّهْرِيّ، الصّحابِيّينَ، وهم الأَرْبَعة المذكورُون، وحيثُ عرفْتَ أَن كُلَّهُم من بَنِي عُذْرَةَ على الصَّحِيح، وجَدُّهم وَاحدٌ، كان على المصنّف أَن يقولَ: وابنُ كاهِلٍ من عُذْرَة، مِنْهُم فلانٌ وفلانٌ، ليكونَ أَتَمَّ في السِّياق والفَائِدَة، كما لا يَخْفَى، فَتأَمَّل.

  والحَزِيزُ، كَأَمِيرٍ: المَكَانُ الغَلِيظُ المُنْقادُ، وقيل هو المَوْضِع الذي كَثُرَت حِجَارَتُه وغَلُظَت كأَنَّهَا السَّكَاكِينُ.

  وقال ابنُ دُريد: الحَزِيزُ: غَلْظٌ من الأَرْضِ. فلم يَزِدْ على ذلك. وقال ابنُ شُمَيْل: الحَزِيزُ: ما غَلُظَ وصَلُبَ من جَلَدِ الأَرْضِ مع إِشْرافٍ قَلِيلٍ. وفي حَدِيث مُطَرِّفٍ: «لَقِيتُ عَلِيًّا بهذا الحَزِيز». هو المُنْهبط من الأَرْضِ. ج: حُزّانٌ⁣(⁣١) بالضَّمِّ والكَسْرِ. ومنه قَصِيدُ كَعْبِ بن زُهَيْر:

  تَرْمِي الغُيُوبَ بعَيْنَيْ مُفْرَدٍ لَهَقٍ ... إِذا تَوَقَّدَتِ الحُزَّانُ والمِيلُ

  وفي المُحْكَم: والجَمْع أَحِزَّةٌ وحُزّانٌ وحِزّانٌ عن سِيبَوَيْه قال لَبِيدٌ:

  بأَحِزَّةِ الثَّلَبُوتِ يَرْبَأْ فَوْقَهَا ... قَفْرَ المَرَاقِب خَوْفَها آرامُهَا

  وقال ابنُ الرِّقاع يَصِف ناقَةً:

  نِعْمَ قُرْقُورُ المرُوراتِ إِذَا ... غَرِقَ الحُزَّانُ في آلِ السَّرَابِ

  وقال زُهَيْرٌ:

  تَهْوِي مَدافِعُهَا في الحَزْن ناشزَةَ الْ ... أَكْتَافِ نَكَّبَهَا الحُزّانُ والأَكَمُ

  وقد قَالُوا: حُزُزٌ، بضَمَّتَيْن، فاحْتَمَلُوا التَّضْعِيف، قال كُثيّر عَزَّةَ:

  وكَمْ قد جَاوَزَتْ نِقْضِي إِلَيْكُمْ ... مِن الحُزُزِ الأَماعِزِ والبِرَاقِ

  قالوا: وليس في القِفَاف⁣(⁣٢) ولا في الجِبَال حِزّانٌ، إِنّمَا هي جَلَدُ الأَرْضِ، ولا يكون الحَزِيزُ إِلاّ في أَرْضٍ كثيرةِ الحَصْبَاءِ.

  والحَزِيزُ. ماءٌ عن يَسَارِ سَمِيرَاءَ للقاصِدِ مَكَّةَ حَرَسها الله تعالَى.

  والحَزِيزُ: ع بدِيَارِ كَلْبٍ، يقال له حَزِيز الكَلْب، والحَزِيزُ، ع بدِيَارِ ضَبَّةَ*. والحَزِيز: ع بالبَصْرَةِ، قال ابنُ شُمَيْل: إِذا جَلَسْت في بَطْنِ المِرْبَد فما أَشْرَف من أَعْلاه حَزِيزٌ.

  والحَزِيزُ: ع بدِيار كَلْبِ بنِ وَبْرَةَ بالبَصْرَة يقال له حَزِيز الحوأَب⁣(⁣٣) وهو غَيْر حَزِيز الكَلْب.

  والحَزِيزُ: ع بطَرِيق البَصْرَة. والحَزِيزُ: ع لِمُحَارِبٍ.

  والحَزِيز: ع لِغَنِيّ بن أَعْصُر. والحَزِيزُ: ع لِعُكْلٍ.

  والحَزِيزُ ماءٌ لِبَنِي أَسَدٍ، يقال له حَزِيزُ صُفَيَّةَ.

  وحَزِيزُ تَلْعَةَ، وحَزِيزُ رامَةَ، وحَزِيزُ غَوْلٍ: مَوَاضِعُ في بلاد العرب فهي ثَلاثَةَ عَشَرَ مَوْضِعاً، ذكرَ منه الصاغانيّ ثلاثةً. وفاتَه حزيز⁣(⁣٤) قريةٌ باليَمَن، وإِليها نُسِبَ يَزِيدُ بن مُسْلِم الجُرْتِيّ، لكونه انْتَقل من جُرْتَ إِلَيْها، وهي أَيضاً قريةٌ بها، هكذا ضبطه الرُّشاطِيُّ، وضبطه السَّمَعانيّ بكسر الحاءِ، والأَوّل الصّوابُ.

  والحَزْحَزَةُ: أَلَمٌ في القَلْبِ من خَوْفٍ أَو وَجَع، والجمع حَزَاحِزُ، قال الشَّمّاخ:

  وصَدَّتْ صُدُوداً عن ذَرِيعَةِ عَثْلَبٍ ... ولِابْنَيْ عِيَاذٍ في الصُدُورِ حَزَاحِزُ

  والحَزْحَزَةُ أَيضاً، من فِعْل الرَّئِيس في الحَرْبِ عند تَعْبِيَةِ الصُّفُوف وهو تَقْدِيم بَعْضٍ وتَأْخِير بَعْضٍ يُقَال: هُمْ في حَزاحِزَ من امْرِهِم، قال أَبو كَبيرٍ الهُذلِيّ:

  وَتَبَوَّأَ الأَبْطَالُ بَعْدَ حَزَاحِزٍ ... هَكْعَ النَّواحِزِ في مُنَاخِ المَوْحِفِ

  والموْحِفُ: المَنْزِلُ⁣(⁣٥) بعَيْنِه، وذلك أَنّ البَعير الذي به النُّحَاز يُترَك في مُناخه لا يُثَارُ حَتّى يَبْرَأَ أَو يَمُوت.


(١) عن القاموس، وبالأصل «حزاز» هنا وفي الشاهد. وما أثبتناه في البيت «حزان» عن اللسان والتهذيب وهو ما يؤكد صحة عبارة القاموس.

(٢) عن التهذيب واللسان وبالأصل «القفار».

(*) في القاموس: وع بالبصرة تقديم على: ع بديار ضبة.

(٣) عن معجم البلدان وبالأصل «الجوب».

(٤) قيدها ياقوت بالنص: بكسر الحاء وسكون الزاي وياء مفتوحة.

(٥) التهذيب: المبرك.