تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[طبز]:

صفحة 87 - الجزء 8

  وضَازَه حَقَّه يَضُوزُه: نَقَصَه. وضَازَني يَضُوزُنِي: نَقَصَني، عن كُرَاع.

  ومّما يُسْتَدْرَك عليه:

  بَعِيرٌ ضِيَزّ، بكسر الضّاد ففتح التحتية وتَشْدِيدِ الزَّاي - أَي أَكُولٌ، عن ابنِ الأَعْرَابِيّ وأَنشد:

  يَتْبَعُها كلُّ ضِيَزٍّ شَدْقَمِ

  وهو من ضَازَ البَعِيرُ ضَوْزاً: أَكلَ. واخْتَار ثَعْلَبٌ «كلّ ضِبِزٍّ شَدْقَم» بالمُوَحَّدةَ، وقد ذُكِر في مَوْضِعِه. والمِضْوَاز: المِسْوَاك. وقِسْمَة ضُوزَى، بالضَّمّ بلا همز، نقله ابنُ الأَعْرَابِيّ. والضُّوزَة، بالضَّمّ: الحَقِيرُ الشّأْنِ الذَّلِيل، كيَضِيزُه ضَيْزاً، أَي نَقَصه وبَخسَه ومَنَعه، قاله أَبو زَيْد، وأَنشد:

  إِذا ضازَ عَنَّا حَقَّنَا في غَنِيمَةٍ ... تَقَنَّع جَارَانَا فلَمْ يَتَرَمْرَمَا

  أَورده بالحُمْرَة بِنَاءً على أَنه اسْتدّرك بِه على الجَوْهَرِيِّ مع أَنه استَوفَى لُغَاتِ ضِيزَى، وبَسَط فيه أَكثَرَ من المُصَنّف.

  وضَازَ في الحُكْم يَضِيز ضَيْزاً: جَارَ، وقد يُهْمَز فيقال ضَأَزَه يَضْأَزُه ضأزاً وقد ذُكِر قريباً. وفي التنزيل العزيز: {تِلْكَ إِذاً} قِسْمَةٌ ضِيزى⁣(⁣١) أَي جائِرَة، وقد ذُكر في ض أَ ز والقُرَّاءُ، جَمِيعُهُم على تَرْك هَمْز ضِيزَى، ويَقُولون: ضِئْزَى وضُؤْزَى، بالهَمْز، ولم يقرأْ بهما⁣(⁣٢) أَحدٌ، وحُكِي عن أَبي زَيْد أَنه سَمِع العَربَ تَهْمِزُ ضِيزَى. نقله الجوهرّي عن أَبي حاتِم.

  وضِيزَى في الأَصل فُعْلَى وإِن رأَيتَ أَوّلَهَا مَكْسُوراً، وهي مِثْل بِيضٍ وعِينٍ، وكان أَوَّلُهَا مَضْمُوماً، فكَرِهُوا أَن يُتْرَك على ضَمَّتِه فيقال بُوضٌ وعُونٌ، والوَاحدةُ بَيْضَاءُ وعَيْناءُ، فكَسَرُوا الباءَ ليكون باليَاءِ، ويتَأَلَّف الجَمْع والاثْنَان والوَاحِدة.

  وكَذلك كَرِهُوا أَن يَقُولُوا ضُوزَى فتَصِير بالوَاو وهي من اليَاءِ. قال ابنُ سِيدَه: وإِنّمَا قَضَيْتُ على أَوّلهَا بالضَّمّ؛ لأَن النُّعوتَ للمُؤنث تَأْتِي إِمّا بالفَتْح وإِمّا بالضّمّ، فالمَفْتُوح مثل سَكْرَى وعَطْشَى، والمَضْمُوم مثل أُنْثَى وحُبْلَى، وإِذا كان اسْماً ليس بنَعْت كُسِرَ أَوّلُه كالذِّكْرَى والشِّعْرَىِ قال الجوهَرِيّ: ليس في الكَلام فِعْلى صِفَة، وإِنما هو من بناءِ الأَسماءِ، كالشِّعْرَى والدِّفْلَى.

  * وممّا يُسْتَدْرَك عليه:

  الضَّيْز، بالفَتْح: الاعْوِجَاج، ومنه الضَّيْزَنُ، عِنْد يَعْقُوب، فإِنّه يقول: إِن نُونَه زَائِدَة، وسيأْتي ذِكرُه في مَوْضِعِه إِن شاءَ الله تَعَالى.

فصل الطاءِ مع الزاي

  [طبز]: الطِّبْز، بالكَسْر، أَهمله الجوهَرِيّ وقال أَبو عَمْرو: هو رُكْنُ الجَبَلِ، وقد تَقَدَّم للمصنِّف ذِكرُه في موضعينِ في «ط ب ر» وفي «ط ي ر»⁣(⁣٣) وهذا الثالث، فلا أَدرِي أَيّ ذلِك تَصحِيفٌ، فليُنْظَر. والطِّبْزُ أَيضاً: الجَمَلُ ذُو السَّنَامَيْن الدُّهَانِجُ⁣(⁣٤).

  وقال غَيْرُه: يقال: طَبَزَها طَبْزاً: جَامَعَهَا.

  والطَّبْزُ، بالفَتْح: المَلءُ لكُلّ شيْءٍ، نقله الصّاغَانِيّ.

  وأَبُو القَاسم عبد الرحمن بن عبد العزيز بن الطُّبَيْز الدِّمَشْقِيّ، كزُبَيْر، مات في حُدُود سِتٍّ وأَربعمائة، وهو أَكْبَرُ شَيْخ لَقِيه الفَقِيهُ نَصْر المَقدسيّ.

  [طبرز]: الطَّنْبَرِيزُ، كزَنْجَبِيل: فَرْجُ المَرْأَةِ، أَهمله الجَوْهَرِيّ وقال أَبو عَمرو: يقال لِجَهَاز المَرْأَةِ وهو فَرْجُهَا طَنْبَرِيزُهَا، هكذا أَوردَه الصْاغَانِيّ، بالرّاءِ⁣(⁣٥)، في «طبرز»، وقلده المصنّف. والذي نَقَلَه الأَزهريّ في التَّهْذِيب في الرّباعيّ في طَنْبَز، عن أَبي عَمرو، وهو الطَّنْبَزِيزُ، بزَاءَيْن.

  [طحز]: الطَّحْزُ أَهملَه الجوْهَرِيّ. وقال ابنُ دريد: هو كِنايةٌ عن الجِمَاع وكذلك الطَّحْس⁣(⁣٦) وأَنكرهُمَا الأَزهَرِيّ.

  قُلتُ: وأَثبَتَها ابنُ القَطَّاع في كِتَابه الأَبنِيَة.

  [طخز]: الطِّخْزُ بالكَسْر وإِعْجَام الخَاءِ، في معنَى الكَذِب. أَهملَه الجَوْهَرِيُّ، واسْتَدْركه ابنُ دُرَيْد وقال: ليس


(١) سورة النجم الآية ٢٢.

(٢) التهذيب: «بها».

(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: وفي ط ي ر الصواب في ظ أ ر.

(٤) الدهانج كعلابط المقارب الخطو المسرع. قاموس.

(٥) في نسخة التكملة التي بيدي (ط دار الكتب): طنبزيزها بزاءين.

(٦) الجمهرة ٢/ ١٥٢ و.