تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[هرنبز]:

صفحة 172 - الجزء 8

  ودِينُكَ هذا كَدِينِ الحِمَا ... رِ بل أَنتَ أَكْفَرُ مِنْ هُرْمُزِ

  ورَامَهُرْمُزُ: د، بخُوزِسْتَانَ، ومِنَ العَرَبِ مَن يَبْنِيه على الفَتْحِ في جميع الوُجُوهِ، ومنهم مَن يُعْرِبُه ولا يَصْرِفُه، ومنهُم مَنْ يُضِيفُ الأَوَّلَ إِلى الثّانِي ولا يَصْرِفُ الثانِيَ، ويُجْرِي الأَوَّلَ بوُجُوهِ الإِعرابِ، قال كَعْبُ بنُ مَعْدانَ الأَشْقَريُّ⁣(⁣١) يَذْكُر وَفاةَ بِشْرِ بن مَرْوَانَ:

  حتَّى إِذا خَلَّفُوا الأهْوَازَ واجْتَمَعُوا ... برَامَ هُرْمُزَ وَافَاهُمْ به الخَبَرُ

  والنِّسْبَةُ إِلى رَامَهُرْمُزَ: رامِيٌّ، وإِنْ شئت هُرْمُزِيٌّ⁣(⁣٢)، قال:

  تَزَوَّجْتُهَا رَامِيَّةً هُرْمُزيَّةً ... بفَضْلِ الذي أَعْطَى الأَجيرُ من الرِّزْقِ

  كذا في العُبَاب.

  والهُرْمُزُ، والهُرْمُزَانُ، بضمِّهما والهَارَمُوزُ، بفتح الرّاءِ، الكَبيرُ من مُلُوكِ العَجَمِ، وسيأْتي إِعرابُ هُرْمُزَانَ في النُّون.

  [هرنبز]: الهَرَنْبَزُ، كسَفَرْجَل، الأُولَى رَاءٌ كما يَقْتَضِيه صَنيعُه حيثُ قَدَّمَه على هـ ز ز، وهو روايةُ ابن الأَنْبَاريِّ، كما في العُبَاب. وفي التَّكْملَة بزَاءَيْن، ومثلُه في اللِّسَان. وقد أَهملَه الجوهَريُّ. وقال ابنُ السِّكِّيت: الهَرَنْبَزُ والهَرَنْبَزَانُ: الوَثّابُ والهَزَنْبَزُ والهَزَنْبَزَانُ: الحَديدُ، حكاه ابنُ جنِّي بزاءَيْن.

  كالهَرَنْبَزَانِيِّ⁣(⁣٣) قال: وهي من الأَمْثلَة التي لم يَذْكُرْهَا سيبَوَيْه، وكأَنّ المُصنِّفَ اعتمَدَ على رواية ابن الأَنْبَاريِّ.

  [هزز]: هَزَّه يَهُزُّه هَزًّا، وهَزَّ به: حَرَّكَه بجَذْبٍ ودَفْعٍ، أَو حَرَّكَه يَميناً وشِمَالاً، وقَيَّدَه الرَّاغبُ بالشِّدَّة، وفي التَّنْزيل العزيز: {وَ} هُزِّي {إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ}⁣(⁣٤) أَي حَرِّكِي، يَتَعَدَّى بنفْسه وبالباءِ، هكذا يقولُه العَرَبُ، ومثلُه خُذِ الخِطَامَ وخُذْ بالخِطَام، وتعَلَّقْ زَيْداً وتَعَلَّقْ بزَيدٍ. قال ابن سِيدَه: وإِنّما عَدّاه بالباءِ لأَنّ هُزِّي في معنَى جُرِّي، وأَنشَدَ في العُبَاب قولَ تَأَبَّطَ شَرًّا:

  أَهُزُّ به في نَدْوَةِ الحَيِّ عِطْفَه ... كما هَزَّ عِطْفِي بالهِجَانِ الأَوَارِكِ

  وقَولُ شيخِنا: وكأَنَّ المُصَنِّفَ اغتَرَّ بظاهرِ قوله تعالَى المُشَار إِليه، والحَقُّ أَنه لا يَتَعَدَّى بالباءِ وإِنَّمَا يَتَعَدَّى بنْفسه، مَحلُّ تَأَمُّلٍ.

  ومن المَجاز: هَزَّ الحادِي الإِبلَ يَهُزُّها هَزًّا وهَزِيزاً فاهْتَزَّتْ هي، أَي نشَّطَهَا بحُدَائِه فتَحَرَّكتْ في سيْرها وخَفَّتْ.

  وقد هَزَّها السَّيْرُ.

  ولها هَزيزٌ عند الحُداءِ: نَشَاطٌ في السَّيْرِ وحَرَكةٌ.

  ومن المَجاز: هَزَّ الكَوْكَبُ: انْقَضَّ، فهو هَازٌّ، كاهْتَزَّ، كما في الأَساس والعُبَاب واللِّسَان.

  والهَزيزُ، كأَمِير: الصَّوْتُ، كالأَزِيز، ومنه الحديثُ: «إِنِّي سَمِعْتُ هَزِيزاً كهَزِيزِ الرَّحَا»، أَي صَوْت دَوَرَانِهَا.

  ومن المَجَاز: الهَزيزُ دَوِيُّ الرِّيحِ عندَ هَزِّها الشَّجَرَ، وصَوْتُ حَرَكَتِهَا، وقيل: خِفَّتُهَا وسُرْعَةُ هُبُوبِهَا، قال امْرُؤُ القَيْس:

  إِذا مَا جَرَى شَأْوَيْن وابْتلَّ عِطْفُه ... تقُولُ هَزِيزُ الرِّيحِ مَرَّتْ بأَثْأَبِ

  والهِزَّةُ، بالكَسْر: النَّشَاطُ، والارْتيَاحُ، وهو مَجَازٌ.

  وكذلك الهِزَّةُ: صَوْتُ غَلَيَانِ القِدْرِ.

  والهِزَّةُ أَيضاً: تَرَدُّدُ صَوْتِ الرَّعْدِ، كالهَزِيز، كأَمير.

  وقال الأَصْمَعيُّ: الهِزَّةُ: نَوْعٌ من سَيْرِ الإِبلِ، أَن يَهْتَزَّ المَوْكِبُ، قال النَّضْر: يَهْتَزّ، أَي يُسْرِع. وقال ابنُ سِيدَه:

  الهِزَّة أَن يَتَحَرَّكَ المَوْكِبُ. وقال ابنُ دُرَيْد: هِزَّةً المَوْكِب، إِذا سَمِعْتَ حَفِيفَه، وأَنشَدَ:

  كاليَوْمِ هِزَّةَ أَجْمالٍ بأَظْعَانِ

  ومن المَجَاز: الهِزَّةُ: الأَرْيَحِيَّةُ، يقال: أَخَذَتْه لذلك الأَمْرِ هِزَّةٌ، إِذا مُدِحَ، أَي أَرْيَحيَّةٌ وحَرَكَةٌ. ومن المجاز: ماءٌ هُزَهِزٌ وهُزَاهِزٌ، كعُلَبطٍ وعُلَابِطٍ وهُدْهُدٍ وَصْفْصافٍ، أَي


(١) عن معجم البلدان وبالأصل «الاشعري».

(٢) اقتصر في اللباب على «الرامهرمزي».

(٣) على هامش القاموس عن نسخة أخرى: «الهزنبز والهزنبزان كالهزنبزاني» وهو ما يوافق رواية اللسان «هزنبر».

(٤) سورة مريم الآية ٢٥.