تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[أنقلس]:

صفحة 193 - الجزء 8

  لمّا لقينَا بالفلاة أَوْسَا ... لم أَدْعُ إِلاّ أَسْهُماً وقَوْسَا

  وقال أَبو عُبَيْدٍ: يُقَال للذِّئْب: هذا أَوْسٌ عادِياً، وأَنشدَ:

  كَمَا خامَرَتْ في حِضْنهَا أُمُّ عامِرٍ ... لَدَى الحَبْلِ حتّى عالَ أَوْسٌ عِيالَها⁣(⁣١)

  يعني أَكَلَ جرَاءها. كأُوَيْس، وجاءَ مُصغّراً مثل الكُميْت واللُّجَيْنِ، قال الهُذَليُّ:

  يا لَيْتَ شِعْري عَنْكَ والأَمْرُ أَمَمْ ... مَا فَعَلَ اليَوْمَ أُوَيْسٌ في الغَنَمْ

  كذا أَنشدَه الجَوْهَريُّ، وهو لأَبي خِراش في رِوَايَة أَبي عَمْرو، وقيلَ: لعَمْرو ذي الكَلْب في روايَة الأَصْمَعيِّ، وقيل: لرجُل من هُذَيْل غير مُسَمًّى في رواية ابن الأَعْرَابيِّ⁣(⁣٢)، وقال ابنُ سيدَه: وأُوَيْسٌ حَقَّرُوه مُتَفَئِّلينَ أَنَّهُم يَقْدِرُونَ عليه.

  والأَوْسُ: النُّهْزَةُ، نقله الصّاغَانيُّ في كتَابَيْه.

  وأَوْسٌ، بلا لامِ، وفي المُحْكَم، والأَوْسُ: أَبُو قَبيلَة، وهو أَوْسُ بنُ قَيْلَةُ أَخو الخَزْرَج، منهما الأَنْصارُ، وقَيْلَةُ أُمُّهُمَا، سُمِّيَ بأَحَد أَمْرَيْن: أَن يكونَ مَصْدَرَ أُسْتُه، أَي أَعْطَيْتُه، كما سَمَّوْا عَطَاءً، وعَطِيَّةَ، وأَن يكُونَ سُمِّيَ به كما سَمَّوْا ذِئْباً، وكَنَوْا بأَبي ذُؤَيْب.

  وأُوَيْسُ بنُ عامرٍ، وقيلَ: عَمْرٍو القَرَنيُّ، محرَّكَةً، من بَني قَرَن بن رَوْمَانَ بن ناجيَةَ بن مُرَاد: من ساداتِ التّابعينَ زُهْداً وعبَادَةً، أَما روايَتُه فقليلةٌ، ذكَرَهُ ابنُ حِبّان في الكامل، وقد أَفْرَدْت لتَرْجَمته رِسَالَةً، وقُتِلَ بصِفِّينَ مع عليًّ، رضيَ الله تعالى عنهُمَا، كما ذَكَرَه ابنُ حَبيب في كتَابِ عُقَلاءِ المَجَانين، كذا في المُقَدِّمَة الفاضليَّة للجَوّانيِّ النّسّابَة، وهو الّذي قال فيه النَّبّي ، لعُمَرَ ¥: «يَأْتي عليكَ أُوَيْسُ بنُ عامرٍ مَعَ أَمْدَادِ أَهلِ اليَمَنِ منْ مُرادٍ ثُمّ من قَرَنٍ، كانَ به بَرَصٌ فبَرَأَ منه إِلا مَوْضِعَ دِرْهَم، له وَالدَةٌ هو بها بَرٌّ، لو أَقْسَمَ على الله لأَبَرَّهُ، فإِنْ شئْتَ أَن يَسْتَغْفرَ لَكَ فافْعَلْ».

  والآسُ، بالمَدِّ: شَجَرَة⁣(⁣٣) م، معروفَةٌ، قالَ أَبُو حَنيفَةَ: الآسَ بأَرضِ العَرَب كثيرٌ، يَنْبُتُ في السَّهْل والجَبل، وخُضْرَتُه دَائمَةٌ⁣(⁣٤) أَبَداً، ويَنْمُو حتّى يكونَ شَجَراً عِظَاماً الواحدَةُ آسَةٌ، قال: وفي دَوَامِ خُضْرَته يَقُولُ رُؤْبَةُ:

  يَخْضَرُّ ما اخْضَرَّ الأَلَا والآسْ

  وقالَ ابنُ دُرَيْد: الآسُ لهذا المَشْمُوم أَحْسبه دَخيلاً، غيرَ أَنَّ العَرَبَ قد تَكَلَّمَتْ به، وجاءَ في الشِّعْر الفَصيح، قال الهُذَليُّ:

  بمُشْمَخِرٍّ به الظَّيَّانُ والآسُ⁣(⁣٥)

  والآسُ: بَقيَّةُ الرَّمادِ في المَوْقِدِ، قال النّابغَةُ:

  فلَمْ يَبْقَ إِلاّ آلُ خَيْمٍ مُنَضَّدٍ ... وسُفْعٌ على آسٍ ونُؤْيٌ مُعَثْلَبُ

  وقد تَقَدَّمَ في «أَسس».

  والآسُ: العَسَلُ نَفْسُه، أَو هو بَقيَّتُه في الخَليَّة، كالكَعْب⁣(⁣٦) من السَّمْن.

  والآسُ: القَبْرُ.

  والآسُ: الصّاحبُ، قالَ الأَزْهَريّ: لا أَعْرفُ الآسَ بالمَعَانِي الثَّلاثةِ في جِهَةٍ تَصِحُّ، أَو رِوَايَة عن الثِّقَة، وقد احتَجَّ اللَّيْثُ لَهَا بشِعر أَحْسَبُه مَصْنُوعاً:

  بَانَتْ سُلَيْمَى فالفُؤَادُ آسِي ... أَشْكُو كُلُوماً مالَهُنَّ آسِي

  من أَجْل حَوْرَاءَ كغُصْنِ الآسِ ... رِيقَتُهَا كمِثْل طَعْمِ الآسِ

  وما اسْتَأَسْتُ بَعْدَهَا من آسِ ... وَيْلِي فإِنِّي لَاحِقٌ بالآسِ

  وقالَ الأَصْمَعيُّ: الآسُ: آثَارُ الدّارِ ومَا يُعْرَفُ من عَلَامَاتِهَا


(١) ويروى غال بدل عال، والبيت للكميت.

(٢) الشطران من ١٥ مشطوراً في ديوان الهذليين ٣/ ٩٦ ولم يعرف الهذلي قائلها.

(٣) في القاموس: «شجر».

(٤) عن اللسان وبالأصل «دائماً».

(٥) البيت في التكملة ونسبه لمالك بن خالد الخناعي، وصدره:

تالله يبقى على الأيام ذو حِيَدٍ

وهو في ديوان الهذليين ٣/ ٢ وروايته:

والخنس لن يعجز الأيام ذو حيَدٍ

(٦) عن المطبوعة الكويتية وبالأصل «العكب».