تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الحاء المهملة

صفحة 398 - الجزء 1

  وإِنَّ الكَثِيبَ الفَرْدَ مِنْ جَانِبِ الحِمَى ... إلَيَّ وإِنْ لَمْ آتِهِ لحَبِيبُ

  وقد تَقَدَّم.

  والحِبُّ القُرْطُ⁣(⁣١) مِنْ حَبَّةٍ وَاحِدَةٍ قال ابن دريد: أَخْبَرَنَا أَبو حاتمٍ عن الأَصمعيِّ أَنَّهُ سَأَلَ جنْدَلَ بنَ عُبَيْدٍ الرَّاعِي عن معْنَى قولِ أَبِيهِ الرَّاعِي:

  تَبِيتُ الحَيَّةُ النَضْنَاضُ مِنْهُ ... مَكَانَ الحِبِّ تَسْتَمِعُ السِّرَارَا⁣(⁣٢)

  ما الحِبُّ: فقال: القُرْطُ، فقال خُذُوا عنِ الشَّيْخِ فإِنَّه عالِمٌ، قال الأَزهريُّ وفَسَّر غيرُه الحِبَّ في هذا البيتِ الحَبِيبَ، قال: وأُرَاهُ قَوْلَ ابنِ الأَعْرَابيّ، وقوله كالحِبَاب بالكَسْر صَرِيحُه أَنه لغةٌ في الحبِّ بمَعْنَى القُرْط ولم أَرَه في كُتُبِ اللُّغةِ، أَو أَنه لُغَةٌ في الحِبِّ بمعنى المُخِبِّ وهو كَثِيرٌ، وقد تقدم في كلامِه، ثم إِنّي رأَيتُ في لسان العرب بعد هذه العبارة ما نَصُّه: والحُبَابُ كالحِبِّ، ولا يخْفَى أَنَّه مُحْتَمِل المَعْنَيَيْنِ، فتأَمَّلْ.

  والحُبَابِ كغُرَابِ: الحَيَّة بِعَيْنِهَا وقيل: هي حَيَّةٌ ليْسَتْ مِن العَوَارِم. والحُبَابُ: حَيٌّ من بَنِي سُلَيْمٍ، وحُبَابٌ اسْمُ رَجُل من الأَنْصَارِ، غُيِّرَ لِلْكَرَاهَةِ وحُبَابٌ جَمْعُ حُبَابَةٍ اسْم لِدُوَيْبَةٍ سَوْدَاءَ مَائِيَةٍ، وحُبَابٌ اسْمُ شَيْطَانٍ، وفي الحديث «الحُبَابُ شَيْطَانٌ» قال ابن الأَثير: هو بالضَّمِّ اسمٌ له، ويَقَعُ عَلَى الحَيَّةِ أَيضاً، كما يقالُ لها: شَيْطَانٌ، فهما مُشْتَرِكَانِ، ولذلك غُيِّرَ اسمُ حُبَابٍ كَرَاهِيَةً للشَّيْطَانِ، وقال أَبو عُبيدٍ: وإِنما قيلَ الحُبَابُ اسمُ شَيْطَانٍ لأَن الحَيَّةَ يقال لها شَيْطَانٌ، قال الشاعر:

  تُلَاعِبُ مَثْنَى حَضْرَمِيٍّ كَأَنَّهُ ... تَمَعُّجُ شَيْطَانٍ بِذِي خِرْوَعٍ قَفْرٍ

  وبه سُمَّي الرَّجُلُ، انتهى.

  وأُمُّ حُبَابٍ مِن كُنَى الدُّنْيَا.

  وحَبَابٌ كسَحَابٍ اسمٌ.

  وقَاعُ الحَبَابِ: مَوْضِعٌ باليَمَنِ من أَعمال سخنان.

  وأَبُو طَاهِرٍ محمدُ بنُ محمودِ بنِ الحَسَنِ بنِ محمدِ بن أَحمدَ بنِ الحَبَابِ الأَصْبَهَانِيُّ، مُحَدِّثٌ، وهو شَيْخُ وَالِدِ أَبِي حامِدٍ الصَّابُونِيّ، ذَكَره في الذَّيْلِ.

  والحَبَابُ بالفَتْحِ: الطَّلُّ على الشَّجَرِ يُصْبِحُ عليه، قالَه أَبو عمرٍو، وفي⁣(⁣٣) حَدِيثِ صِفَةِ أَهْلِ الجَنَّةِ «يَصِيرُ طعَامُهُمْ إِلَى رَشْحٍ مِثْلِ حَبَاب المِسْكِ» قال ابنُ الأَثيرِ: الحَبَابُ بالفَتْحِ: الطَّلُّ الذي يُصْبِحُ علَى النَّبَاتِ، شَبَّهَ به رَشْحَهُم مَجَازاً، وأَضافَهُ إِلى المِسْكِ، لِيُثْبِتَ له طِيبَ الرَّائِحَةِ، قال: ويَجُوزُ أَن يكونَ شَبَّهَه بحَبَابِ المَاءِ وهي نُفَّاخَاتُه التي تَطْفُو عليه، وفي الأَساس: ومن المَجَازِ قولُه:

  تَخَالُ الحَبَابَ المُرْتَقِي فَوْقَ نَوْرِهَا ... إِلَى سُوقِ أَعْلَاهَا جُمَاناً مسدداً

  أَرَادَ قَطَرَاتِ الطَّلِّ، سَمَّاهَا حَبَاباً استعارة، ثم شَبَّهَهَا بالجُمَانِ.

  والحِبَابُ كَكِتَابٍ: المُحَابَبَةُ والمُوَادَّةُ، والحُبُّ، قال أَبو ذؤيبٍ:

  فَقُلْت لِقَلْبِي يَا لَكَ الخَيْرُ إِنَّمَا ... يُدَلِّيكَ للخير الجَدِيدِ حِبَابُهَا

  وقال صخْرُ الغَيِّ:

  إِنِّي بِدَهْمَاءَ عَزَّ ما أَجِدُ ... عَاوَدَنِي مِنْ حِبَابِها الزُؤُدُ

  وزَيْدٌ يُحابُّ عَمْراً: يُصَادِقُهُ.

  وشَرِبَ فلانٌ حتَّى تَحَبَّبَ: انْتَفَخَ كالحُبِّ، ونَظِيرُه: حَتَّى أَوَّنَ أَي صَارَ كالأَوْنِ وهو الجُوَالِقُ، كما في الأَساس.

  والتَّحَبُّبُ: أَوَّلُ الرِّيِّ وتَحَبَّبَ الحِمَارُ⁣(⁣٤) وغيرُه: امْتَلأَ منَ


(١) بهامش المطبوعة المصرية: «الحبيب إلى قوله الحب القرط ثابت بخط المؤلف ساقط من النسخ.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية «قوله تبيت الخ قبله:

وفي بيت الصفيح أبو عيال ... قليل الوفر يغتبق السمارا

يقلب بالأنامل مرهفات ... كساهن المناكب والظهارا

تبيت الخ يصف صائداً في بيت من حجارة قريبة منه قرب قرطه لو كان له قرط أفاده في التكملة» وانظر اللسان (حبب) في الهامش.

(٣) بالأصل «في» وزيادة الواو عن اللسان.

(٤) بهامش المطبوعة المصرية: «أي أشبه الحب من امتلاء الماء كذا -