تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل النون مع السين

صفحة 18 - الجزء 9

  سَقَيْتُهَا صَاديَا تَهوي مَسامِعهُ ... قَدْ ظَنَّ أَنْ لَيْسَ مِن أَصْحَابِهِ نَاجِي⁣(⁣١)

  أَي في وَقْتِ كَوْكَبٍ، ويُرْوَى: «في صَرَّةٍ».

  والنَّافِسُ: الخَامِسُ مِن سِهَام المَيْسِرِ، قال اللحْيَانِيُّ: وفيه خَمْسَةُ فُرُوض، وله غُنْمُ خَمْسَةِ أَنْصِبَاءَ إِن فازَ، وعَلَيْه غُرْمُ خمْسَةِ أَنْصِبَاءَ إِنْ لم يَفُز، ويقَالُ: هُو الرابعُ، وهذا القَوْلُ مَذْكُورٌ في الصّحاح، والعَجَبُ من المُصَنفِ في تَرْكِه.

  وشَيْءٌ نَفِيسٌ ومَنْفوسٌ ومُنْفسٌ كمُخْرجٍ، إِذا كانَ يُتَنَافَس فيه ويُرْغَبُ إِليه لِخَطَرِه، قالَ جَريرٌ:

  لَوْ لَمْ تُرِدْ قَتْلَنا جادَتْ بِمُطَّرَفٍ ... مِمَّا يُخَالِطُ حَبَّ القَلْبِ مَنْفوسِ

  المُطَّرَف: المُسْتَطْرَف. وقال النَّمِرُ بنُ تَوْلَبٍ، رضي الله تعالَى عنه:

  لا تَجْزَعِي إِنْ مُنْفِساً أَهْلَكْتُهُ ... فإِذَا هَلَكْتُ فعِنْدَ ذلِك فاجْزَعي

  وقد نَفُسَ، ككَرُمَ، نَفَاسَةً، بالفَتْحِ، ونِفَاسا، بالكَسْرِ، ونَفَساً، بالتَّحْرِيك، ونُفُوساً، بالضّمّ.

  والنَّفِيسُ: المالُ الكَثيرُ الّذِي له قَدْرٌ وخَطَرٌ، كالمُنْفِس، قالَه اللِّحْيَانِيُّ، وفي الصّحاحِ: يُقَال: لفُلانٍ مُنْفِسٌ، أَي مالٌ كَثيرٌ. وفي بعض النُّسَخ: مُنْفِسٌ، بغير واو.

  ونَفِسَ به، كفَرِحَ، عَن فُلانٍ: ضَنَّ عَلَيْه وبه، ومنه قَوْلَه تَعَالَى {وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّما يَبْخَلُ عَنْ} نَفْسِهِ⁣(⁣٢) والمَصْدَرُ: النَّفَاسَةُ والنَّفَاسِيَةُ، الأَخِيرَةُ نادرَةٌ.

  ونَفِسَ عَلَيْه بِخَيْرٍ قَليلٍ: حَسَدَ، ومنه الحَديثُ: «لَقَدْ نِلْتَ صِهْرَ رَسُولِ الله فما نَفِسْنَاهُ عَلَيْكَ».

  ونَفِسَ عَلَيْهِ الشَّيءَ نَفَاسَةً: ضَنَّ به، ولم يَرَهُ يَسْتَأْهِلُه، أَي أَهْلاً لَهُ، ولم تَطِبْ نَفْسُه أَنْ يَصِلَ إِليه.

  ومِنْ المَجَازِ: النِّفَاسُ، بالكَسْر: وِلَادَةُ المَرْأَةِ وفي الصّحاحِ وِلَادُ المَرْأَةِ، مَأْخُوذٌ مِن النَّفْسِ، بِمَعْنَى الدَّمِ، فإِذا وَضَعَتْ فَهي نُفَسَاءُ⁣(⁣٣)، كالثُّؤَبَاءِ، ونَفْسَاءُ، بالفَتْح، مِثَالُ حَسْنَاءَ، ويُحَرَّكُ، وقَال ثَعْلَبٌ: النُّفَساءُ: الوَالِدَةُ والحَامِلُ والحَائِضُ، وج نِفَاسٌ ونُفُسٌ*، كجِيَادٍ ورُخَالٍ نَادِراً، أَي بالضّمّ، ومِثْل كُتُبٍ، بضَمَّتَيْنِ، ومِثْل كُتْبٍ، بضمٍّ فسُكُون. ويُجْمَعُ أَيْضاً على نُفَسَاءَ⁣(⁣٤) ونُفَسَاوَاتٍ، وامْرَأَتَانِ نُفَسَاوَانِ، أَبْدَلُوا من هَمْزَة التّأْنِيثِ وَاواً، قال الجَوْهريُّ: ولَيْسَ في الكَلامِ فُعَلاءُ يُجْمَع على فِعَالٍ، بالكَسْرِ، غَيْرَ نُفَسَاءَ وعُشَرَاءَ. انتهى. وليس لهم فُعَلاءُ يُجْمَع عَلى فُعَالٍ، أَي بالضَّمّ غَيْرَهَا، أَي غيرَ النُّفَسَاءِ، ولذا حُكِمَ عليه بالنَّدْرَة.

  وقد نُفِسَتِ المَرْأَهُ كسَمِعَ وعُنِيَ نَفَساً ونَفَاسَةً ونِفَاساً، أَي وَلَدَتْ، وقال أَبو حَاتِمٍ: ويُقَال: نُفِسَتْ، على ما لم يُسَمَّ فاعِلُه. وحَكَى ثَعْلَبٌ: نُفِسَتْ وَلَداً، على فِعْل المَفْعُول، والوَلَدُ مَنْفُوسٌ، ومنه الحَدِيث: «مَا مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ» أَي مَوْلُودةٍ، و في حَدِيث ابنِ المُسَيِّبِ: «لا يَرثُ المَنْفُوسُ حَتَّى يَسْتَهِلَّ صارِخاً» أَي حَتّى يُسْمَعَ له صَوْتٌ، ومنه قَوْلُهم: وَرِثَ فُلانٌ هذا قبل أَن يُنْفَسَ فُلانٌ، أَي قبلَ أَن يُولَدَ.

  ونُفِسَتِ المَرْأَةَ، إِذا حَاضَتْ، رُوِيَ بالوَجْهَيْنِ، ولكِن الكَسْرِ فيه أَكْثَرُ، وأَمّا قولُ الأَزْهَرِيّ: فأَمّا الحَيْضُ فلا يُقَال فيه إِلاّ نَفِسَتْ، بالفَتْح: فالمُرَاد به فَتْحُ النُّونِ لا فَتْحُ العَيْنِ في الماضِي.

  ونَفِيسُ بنُ مُحَمَّدِ، مِنْ مَوَالِي الأَنْصَارِ، وقَصْرُه علَى مِيلَيْنِ مِن المَدِينَةِ المُشَرَّفَةِ، على ساكِنها أَفْضَلُ الصّلاةِ والسلامِ، وقد قدَّمْنا ذِكْرَه في القُصُور.

  ويقال: لَكَ في هذا الأَمْرِ نُفْسَةٌ، بالضّمّ، أَي مُهْلَةٌ ومُتَّسَعٌ.

  ونَفُوسَةُ، بالفَتْح: جِبَالٌ بالمَغْرِبٍ بَعْدَ إِفريقِيَّةَ، عاليةٌ نَحْوَ ثَلاثَةِ أَمْيَالٍ في أَقلَّ من ذلِك، أَهْلُهَا إِباضِيَّةٌ، وطُولُ هذا الجَبَلِ مَسِيرةُ سِتَّةِ أَيامٍ من⁣(⁣٥) الشَّرْقِ إِلى الغَرْبِ، وبينَه


(١) البيتان في ديوان الراعي ص ٣١ من قصيدة من ٣٢ بيتاً أولها:

ألا اسلمي اليوم ذات الطوق والعاج ... والدلّ والنظر المستأنس الساجي

(٢) سورة محمد الآية ٣٨.

(٣) على هامش القاموس عن نسخة ثانية: النُّفَسَاء.

(*) بعدها في القاموس: نُفْسٌ.

(٤) في القاموس: «نوافس».

(٥) عن معجم البلدان، وبالأصل «في».