[هلطس]:
  والهَمْسُ: مَضْغُ الرَّجُلِ الطَّعَامَ والفَمُ مُنْضَمٌّ، عن أَبي زَيْدٍ، وأَنْشَد في نَوَادِرِه:
  يَأْكُلْنَ ما فِي رَحْلِهِنَّ هَمْسَا
  ومنه أَكْلُ العَجُوزِ الدَّرْدَاءِ سُمِّيَ هَمْساً، عن أَبِي الهَيْثَم، وقيل: الهَمْسُ: المَضْغُ الَّذِي لا يُفغَر به الفَمُ.
  وقال أَبو عمْرٍو: الهَمْسُ: السَّيْرُ باللَّيْلِ، أَي بلا فُتُورٍ.
  أَو هو قِلَّةُ الفُتُورِ باللَّيْلِ والنَّهَارِ، قالَهُ أَبو السَّمَيْدَعِ.
  وقِيلَ: الهَمْسُ: حِسُّ الصَّوتِ في الفَمِ، مِمّا لا إِشْرَابَ لهُ من صَوْتِ الصَّدْرِ ولا جَهَارَةَ في المَنْطِق، ولكِنَّه كَلامٌ مَهْمُوسٌ في الفَمِ كالسِّرِّ، قالَه اللَّيْثُ.
  والحُرُوفُ المَهْمُوسَةُ عَشْرة، يَجْمَعُهَا قولُكَ: حَثّه شَخْصٌ فسَكَتَ وإِنما سُمِّيَ الحَرْفُ مَهْمُوساً لأَنه أُضْعِفَ الاعتمادُ في مَوْضِعِهِ حتّى جَرَى معه النَّفَسُ، نقله الجَوْهَرِيّ.
  قلتُ: وهكذا علَّلَه به سِيبَوَيْه، وقال ابنُ جِنِّي: فأَمَّا حُرُوفُ الهَمْسِ فإِنَّ(١) الصَوْتَ الّذي يَخْرُجُ معه نَفَسٌ، ولَيْسَ من صَوْتِ، إِنّما يَخرُجُ مُنْسَلًّا.
  قُلْتُ: وقد جَمَعَه بعضُ القُرّاء في هذِه الأَبْيَات:
  شُهُودُ حُزْنِي خافتِي ... هَجَرْتُمُونِي سَادَتِي
  تَرَكْتُمونِي كُلُّكُم ... ثُمَّتَ خُنْتُم صُحْبَتِي
  والهَمُوسُ، كصَبُور: السَّيّارُ باللَّيْلِ، عن هِشامٍ، وأَنشدَ قَول أَبِي زُبَيْدٍ:
  بَصِيرٌ بالدُّجَى هادِ هَمُوسُ
  يُقَالُ: هَمَسَ لَيْلَهُ أَجْمَعَ.
  والهَمُوسُ: الأَسَدُ الكَسّارُ لفَرِيسَتِه، وقيل: الشَّدِيدُ الغَمْزِ بضِرْسِه، كالهَمَّاسِ، ككَتّانٍ، وقِيلَ: سُمّىَ الأَسَدُ هَمُوساً، لأَنَّه يَهْمِسُ في الظُّلْمَةِ، وقال أَبو الهَيْثَم: لأَنّه يَمْشِي مَشْياً بخُفْيَةٍ فلا يُسْمَع صَوْتُ وَطْئه. وأَسَدٌ هَمُوسٌ: يَمْشِي قَلِيلاً، وهو مَعْنَى قَولِ الجَوْهَرِيّ: الأَسَدُ الهَمُوسُ: الخَفِيُّ الوَطْءِ، قال رؤْبَةُ يَصِف نَفْسَه بالشِّدَّةِ:
  لَيْثٌ يَدُقُّ الأَسَدَ الهَمُوسَا ... والأَقْهَبَيْنِ الفِيلَ والجَامُوسَا
  والهَمِيسُ، كأَمِير: صَوْتُ نَقْلِ أَخْفافِ الإِبِلِ، وبه فُسِّر ما رُوِي عن ابنِ عبّاسٍ، رَضِيَ الله تَعالَى عنهما، أَنّه تَمَثَّلَ فَأَنْشَد:
  وهُنَّ يَمْشِينَ بِنَا هَمِيسَا ... إِنْ يَصْدُقِ الطَّيْرُ نَنِكْ لَمِيسَا
  وفي اللّسَان، أَنَّ الهَمُوسَ والهَمِيسَ جَمِيعاً كالهَمْسِ في جَمِيعِ ما ذُكِر من المَعَانِي.
  والمُهَامَسَةُ: المُسَارَّةُ، كالتَّهَامُسِ، قال الشّاعِر:
  فتَهَامَسُوا سِرَّاً وقالُوا: عَرِّسُوا ... في غَيْرِ تَمْئِنَةٍ بغيرِ مُعَرَّسِ
  * وممّا يُسْتَدْرَك عليه:
  الهَمْسُ: الشِّدَّة، وأَخَذَه أَخْذاً هَمْساً، أَي شَدِيداً، نَقَلَه الأَزْهَرِيُّ.
  وهَمَسَ الشَّيْطَانُ في الصَّدْرِ: وَسْوَسَ، ومنه الحَدِيثُ: «أَنَّه كانَ يَتَعَوَّذُ من هَمْزِ الشَّيْطَانِ ولَمْزِهِ وهَمْسِه.
  والهَمِيسُ: المَشْيُ الخَفِيُّ الحِسِّ. والهَمُوسُ، كصَبُورٍ: النّاقَةُ، قال الكُمَيْتُ:
  غُرَيْرِيَّةَ الأَنْسَابِ أَو شَدْقَمِيَّةً ... هَمُوساً تُبَارِي اليَعْمَلَاتِ الهَوَامِسَا
  وذِئْبٌ هَامِسٌ: شَدِيدٌ.
  ويقال: عَضٌّ هَمّاسٌ، قال رُؤْبَة:
  في نَمِرَاتٍ لِبْدُهُنّ أَحْلاسْ ... عَادَتُهَا خَبْطٌ وعَضٌ هَمّاسْ(٢)
  والهَمْسُ: القَبْرُ، عن ابنِ عبّاد.
  وهَمَسَهُ: مَضَغَه.
(١) عن اللسان وبالأصل «فإنه».
(٢) جعل زبرته لارتفاعها كالحلس على كتفيه.