تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[هيس]:

صفحة 47 - الجزء 9

  أَو دَوِيٌّ⁣(⁣١)، وهو مُهَوَّسٌ: كمُعَظَّمٍ، عن ابنِ عَبّاد. وقد يُطْلَق علَى الَّذِي به المالِيخُولْيا والوَسَاوِسُ، وعَلَى من يَشْتَغِلُ بعِلْمِ الكِيمياءِ، والعامّة تَسْتَعْمل الهَوَسَ بمعنَى الأَمَل، وهو من ذلِكَ.

  والهَوَّاسَةُ - مشَدَّدَة -: الأَسَدُ الهَصُورُ الكَاسِرُ، قال رُؤْبَة:

  إِنّ لنا هَوّاسَةً عِرَبْضَا ... نَعْلُو بِه ومَخْبِطا مِهَضَّا

  العِرَبْضُ، كسِبَحْلٍ: الفَحْلُ العَرِيضُ المَبْرَك، كالهَوّاسِ، كشَدّادٍ، وأَنشد الجَوْهَرِيّ للكُمَيْتِ:

  هُوَ الأَضْبَطُ⁣(⁣٢) الهَوّاسُ فِينَا شَجَاعَةً ... وفيمَنْ يُعَادِيهِ الهِجَفُّ المُثَقَّلُ

  والهَاءُ، في الهَوّاسَةِ، للمُبَالَغَةِ لا لِلتّأْنِيثِ.

  والهَوّاسَةُ: الشُّجَاعُ المُجَرَّبُ، كالهَوَّاسِ.

  وتقولُ العَرَب:

  النّاسُ هَوْسَى والزّمَانُ أَهْوَسُ

  أَي النّاسُ يَأْكُلُونَ طَيِّباتِ الزّمان والزَّمانُ يأْكُلُهُمْ بالمَوْتِ. هكذا فسره ابنُ الأَعْرَابِيّ.

  والهَوِيسُ، كأَمِيرٍ: النَّظَرُ والفِكْرُ، قال رُؤْبَة:

  إِذَا البَخِيلُ آمَرَ الخَنُوسَا ... شَيْطَانَه وأَكْثَرَ الهَوِيسَا

  وقال الصّاغَانِيُّ: هو مَا تُخْفِيهِ في صَدْرِكَ، والعَامّة يَقُولُون بالتَّحْرِيك: والهَوِسُ، ككَتِفٍ: الفَحْلُ المُغْتَلِمُ الهَائِجُ، كالهَوّاسِ، ككَتّان، قال زيدُ بن تُرْكِيّ:

  مِنْهَا هَدِيمُ ضَبَعٍ هَوّاسِ

  وقال الفَرّاءُ: الهَوِسَةُ، بِهَاءٍ: النّاقَةُ الضَّبِعَةُ، وقد هَوِسَت هَوَساً، إِذا اشتَدّت ضَبَعَتُهَا، وقيل: تَردَّدَت للضَّبَعَةِ، والاسمُ الهِوَاسُ، ككِتَابٍ، ويُرْوَى قولُ زَيْدِ بن تُرْكِيّ أَيضاً على أَحَدِ الأَوْجُه في الرِّوَايَة، وسَيَأْتِي تَفْصِيل ذلِك في «هـ د م».

  * ومما يستدرك عليه:

  نَمِرٌ هَوّاسٌ: يَدُورُ باللَّيْلِ.

  وَضَبَعٌ هَوّاسٌ: شَدِيدٌ.

  وهَوِسَ النّاسُ هَوَساً: وَقَعُوا في اخْتِلاطٍ وفَسَادٍ.

  والتَّهَوَّسُ: المَشْيُ الثَّقِيلُ في الأَرضِ اللَّيِّنَة.

  والهَوّاسُ: الأَكُولُ.

  [هيس]: الهَيْسُ: أَخْذُكَ الشّيْءَ بِكُرْهٍ، هكذا في سَائِر النُّسَخ، والصّوابُ بكَثْرَةٍ⁣(⁣٣)، وقد هَاسَ من الشّيْءِ هَيْساً.

  والهَيْسُ: الفَدَّانُ، أَو أَدَاتُه كُلُّهَا. الأَخِيرُ نقله الجَوْهَرِيُّ، وقال غيره: عُمَانِيَّة، وفي العُبَاب: يَمَانِية.

  وقال الأَمَوِيّ: الهَيْسُ: السَّيْرُ، أَيَّ ضَرْبٍ كانَ، وأَنْشَد الجَوْهَرِيُّ، للأَسْوَدِ بنِ عِفَار:

  إِحْدَى لَيالِيكِ فَهِيسِي هِيسِي ... لا تَنْعَمي الَّليْلَةَ بالتَّعْرِيسِ

  ورواه أَبو عُبَيْدٍ أَيْضاً، وقال: هاسَ يَهيسُ هَيْساً: سارَ أَيَّ سَيْرٍ كان، ويُقَال: ما زِلْنَا نَهِيسُ لَيْلَتَنَا، أَي نَسْرِي.

  وهَيْسِ هَيْسِ، مَكْسُور الآخِرِ كَلِمَةٌ تُقَالُ للرَّجُلِ عندَ إِمْكَانِ الأَمْرِ، والإِغْراءِ بهِ، عن ابنِ دُرَيْد، وقيل: تُقَالُ في الغَارَة إِذا استُبِيحَتْ قَرْيَةٌ أَوْ قَبِيلَةٌ فاسْتَؤْصِلَتْ، أَي لم يَبْقَ منهم أَحدٌ، فيقولون: هَيْسِ هَيْسِ⁣(⁣٤)، وقد هِيسَ القَوْمُ هَيْساً.

  وقال الأَصْمَعِيّ: يُقَال: حَمَلَ فلانٌ على العَسْكَرِ فهاسَهُم، أَي دَاسَهُم، مثْل حَاسَهُم.

  والأَهْيَسُ: الشُّجَاعُ، مثْلِ الأَحْوَسِ، قاله الجَوْهَرِيّ، يُقال: فلانٌ أَهْيَسُ أَلْيَسُ، الأَهْيَسُ: الذي يَهُوسُ، أَي يَدُور في طَلَب مَا يَأْكُلُه، فإِذا حَصَّلَه جَلَس فلم يَبْرَحْ، والأَصلُ فيه الواو، وإِنّمَا قيل بالياءِ ليُزَاوِجَ أَلْيَسَ.


(١) نص الأساس: وفي رأسه هوس: دوران ودويّ.

(٢) عن اللسان وبالأصل: هو الأخبط.

(٣) وهي رواية اللسان.

(٤) عن اللسان وبالأصل «هيسى هيسى».