تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ترش]:

صفحة 66 - الجزء 9

  رِوَايَة: قال لِرَسُول الله «إِنَّ خَيْرَ الماءِ الشَّبِم، وخَيْرَ المالِ الغَنَم، وخيرَ المَرْعَى الأَراكُ والسَّلَم، إِذا أَخْلَف كانَ لَجِينا، وإِذا سَقَط كان دَرِينَا، وإِذا أُكِلَ كان لَبِينا»⁣(⁣١).

  والبِيشُ، بالكَسر: نَبَاتٌ ببلادِ الهِندِ، كالزَّنْجَبِيلِ رَطْباً ويَابِساً واصْلَحُه العَرَبِيّ، وهوَ في غَايَةِ الحَرَارَةِ واليُبْسِ والحِدة، يُذْهِبُ البرَص وطِلَاءً، ويَنْفعُ من الجُذَامِ، مع أَدْوِيةٍ أُخَر، وأَكْثَرُ ما يُسْتَعْمَل منه مَع أَدْويةٍ أُخَرَ علَى ما ذَكَره وقَدَّره إِسْحاقُ إِلَى قَدْرِ دَانِقٍ⁣(⁣٢)، وقَال صاحِبُ المنْهَاج: وأَظُنّ أَنَّ هذَا القَدْرَ خَطرٌ جِدّاً. ورُبّمَا نَبَتَ فِيه سَمٌّ قَتّالٌ لكُلِّ حَيوَانٍ، وأَشَدُّ مَضَرَّتِه بالدِّماغ، ويَعْرِضُ عنه وَرَمُ الشَّفَتَيْن واللِّسَانِ، وجُحُوظُ العَيْنَيْن، ودُوارٌ وغَشْيٌ، ورِيحُهُ قَدْ يُصَدِّع، وإِذا سُقِيَ عصِيرَه النُّشَّابُ قَتَل منْ يُصِيبُه في الحالِ، وتِرْياقُه فَأْرَةُ البِيشِ، ويُقَال لهَا: بِيش يُوس، وهو حَيوان كالفَأْرِ، يسْكُنُ في أَصْلِ البِيش، وهُوَ تِرْياقٌ، يُقَال: إِنَّهَا تَتغَذَّى به*، والسُّمَانَى تَتغَذَّى به أَيْضاً. على ما يُقَالُ ولا تموتُ، ومنه المَثَلُ: «أُعْجبُ منْ فَأْرَةِ البِيشْ، تَتَغذى بالسَّمُوم وتَعِيشُ». ودوَاءُ المِسْكِ يُقَاوِمُه، مِنْ بَيْنِ المَعْجُونَات، يُؤْخذ مِنْه مع قِيراطِ مِسْكٍ، ويُدَاوَى بِهِ مَنْ سُقِيَ منه أَيْضاً بالقيْءِ بسَمْنِ البَقَرِ، وبزْرِ السَّلْجَمِ، ثُمَّ البادزَهْر، أَو الْمِسَك مع البَادزَهْر.

  وقال أَبو زَيْدٍ: بَيَّشَ الله وَجْهَهُ وسَرَّجه، بالجِيم، أَيْ بَيَّضَهُ وحَسَّنَهُ، وأَنشد:

  لَمّا رأَيْتُ الأَزْرَقَيْنِ أَرَّشَا ... لا حَسَنَ الوجْهِ ولا مُبَيَّشَا

  * وممّا يُسْتدْرَك عليه:

  بِيش، بالكَسْر: بَلَدٌ باليَمَنِ قُرْبَ دَهْلَكَ.

  وجَاءَ أَيْضاً في شِعْرِ عَمْرِو بن الأَيْهَمِ، في قَتْل عُمَيْرِ بنِ الحُبابِ، وهو قُتِل بالجَزِيرة، فيَقْتَضِي أَنْ يكونَ أَيْضاً مَوْضِعاً بالجَزِيرة، فتأَمّلْ.

  وبِيش مُوسَى⁣(⁣٣)، أَيضاً: حَشِيشَةٌ تَنْبُتُ مع البِيشِ، وهو أَعْظَمُ تِرْيَاقِ البِيشِ، مع أَنَّ له جميعَ مَنَافعِ البِيشِ في البَرَصِ والجُذَامِ، وهو تِرْيَاقٌ لِكُلِّ سُمِّ، ولِلأَفَاعِي، ذكرَه صاحبُ المِنْهَاج.

  والشّمْسُ محمّدُ بنُ محمَّدِ بن أَحْمَدَ بن عُمَرَ البِيشِيّ، سَمِعَ على الزَّيْنِ العِرَاقِيّ، مات سنة ٨٥٤.

فصل التاء مع الشين

  هذا الفَصْلُ برُمَّتِه ساقِطٌ من الصّحَاح، لِكَوْنِ مَا ذَكَرَهُ المُصَنّفُ مُسْتَدْرِكاً بهِ علَيْه لم يَثْبُتْ عِنْدَ الجَوْهَرِيّ، وهُوَ قَدْ شَرَطَ في كِتَابِه أَن لا يَذْكُرَ إِلاَّ ما صَحّ عِنْدَه.

  [ترش]: التَّرَشُ، بالفَتْحِ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ، وقال ابنُ دُرَيْدٍ⁣(⁣٤): بالتَّحْرِيكِ. خِفَّةٌ ونَزَقٌ، هكذا نَقَلَه الأَزْهَرِيُّ عنه، وقال: هذا مُنْكَرٌ.

  أَو⁣(⁣٥) التَرشُ: سُوءُ خُلُقٍ وضِنَّةٌ، أَي بُخْلٌ، وقَدْ تَرِشَ، كفَرِحَ، يَتْرَشُ تَرَشاً، فَهُو تَرِشٌ، وتَارِشٌ، ونَقَلَه ابنُ فارِسٍ، وقد تَقَدَّم أَنَّ الأَزْهَرِيَّ أَنْكَرَه.

  والتَّرْشاءُ، للْحَبْلِ، ذكرَهُ ابنُ عبّادٍ في المُحِيط في هذا التَّرْكِيب، موضِعُه «رشأَ» في الهَمْزِ، إِذ وَزْنُه تُفْعَال، وقد ذُكِرَ في مَوْضعه، ويُقَالُ في رُقْيَةٍ لَهُمْ: «أَخَّذْتُه بدُبَّاء⁣(⁣٦)، مُمْتَلِيءٍ من ماء، مُعَلَّقٍ بتِرْشاء».

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:

  إِتْرِيش، بالكَسْر: حِصْنٌ بالأَنْدَلُس.

  [تلش]: تَالِش⁣(⁣٧)، كصاحِبٍ، أَهْمَله الجَوْهَرِيُّ، والصّاغَانِيّ، وصاحِبُ اللِّسَانِ، وهو اسمُ كُورَة من أَعْمَالِ جِيلانَ، وهكذا ضَبَطَه الحَافِظُ في التّبْصِير، وقال: ما عَلِمْتُ منها أَحَداً.

  [تمش]: تَمَشَه، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ، وقال ابنُ دُرَيْدٍ: تمَشَ الشّيْءَ تَمْشاً: جَمَعَه. وقالَ الأَزْهَرِيّ: هذا مُنْكَرٌ


(١) عن المطبوعة الكويتية وبالأصل «ليناً».

(٢) في تذكرة داود: فإن أُكل فنصف قيراط وفي التراكيب دانق.

(*) في القاموس: «وهي فأرة تتغذى به» بدل «إنها تتغذّى به».

(٣) تذكرة داود: بيش موش، أو بيش ميش ويقال: بوحانيت.

(٤) الجمهرة ٣/ ١٠.

(٥) عن القاموس وبالأصل «وسوء خلق».

(٦) عن المطبوعة الكويتية وبالأصل «بوباء».

(٧) في معجم البلدان: تالشان باللام المفتوحة.