فصل الحاء مع الشين
  وقَدْ اسْتَحَشَّهَا الشَّحْمُ، وأَحَشَّها فاسْتَحَشَّ، أَيْ أَدَقَّ عَظْمَها فاسْتَدَقَّ. عن ابنِ الأَعْرَابِيّ، وأَنشد:
  سَمِنَتْ فاسْتَحَشَّ أَكْرُعُهَا ... لا النِّيُّ نِيٌّ ولا السَّنَامُ سَنَامُ
  وقِيلَ: لَيْسَ ذلِك، لِأَنّ العِظَام تَدِقُّ بالشَّحْمِ، ولكِنْ إِذا سَمِنَتْ دَقَّتْ عِنْدَ ذلِكَ فيما يُرَى.
  واسْتَحَشَّ: عَطِشَ، يُقَالُ: جاءَتِ الخَيْلُ مُسْتَحِشَّةً، أَي عِطَاشاً، عن ابنِ عَبّادٍ. واسْتَحَشَّ الغُصْنُ: طَالَ.
  واسْتَحَشّ سَاعِدُها كَفَّهَا، إِذا عَظُمَ حَتَّى صَغُرَتِ الكَفُّ عِنْدَه، وهُوَ مَأْخُوذٌ مِنْ قَوْلِهِمْ: قَامَ فُلانٌ إِلى فُلَانٍ فاسْتَحَشَّه، أَيْ صَغُرَ معه.
  وقالَ الفَرَّاءُ: سَمِعْتُ بَعْضَ بَنِي أَسَدٍ يَقُول: أَلْحِق الحِشَّ بالإِشِّ، قَال: كَأَنَّه يَقُول: أَلْحِق الشَّيْءَ بالشيْءِ أَيْ إِذا جاءَكَ شَيْءٌ مِنْ ناحِيَةٍ فَافْعَلْ مِثْلَهُ(١) ذَكَرَهُ أَبو تُرَابٍ فِي بابِ السِّينِ والشِّينِ، وتَعَاقُبِهما، وقد تَقَدَّم ذِكْرُه هُنَاكَ، قالَ الصّاغَانِيّ: والتَّرْكِيبُ يَدُلُّ على مناسبة شيء مع غَيْرِه يَجيء ثمّ يُسْتَعارُ هذا. وقد شَذَّ عَنْ هذا التَّرْكِيبِ: الحُشَاشَة: بَقِيَّةُ النَّفْسِ.
  قلت: وكذا حُشاشاكَ أَنْ تَفْعَلَ كذا.
  * وممّا يُسْتَدْرَك عليه:
  حَشَّ عَلَى غَنَمِه، كهَشَّ، أَيْ ضَرَبَ أَغْصَانَ الشجرةِ حَتَّى نَثَرَ وَرَقَها، ومنه المحَشَّةُ للعَصَا، وقِيلَ: القَضِيب.
  وحَشَّ عَلَى دَابَّتِه: قَطَعَ لَهَا الحَشِيشَ.
  والحُشَّاشُ، كرُمَّان: الَّذِين يَحْتَشُّونَ الحَشِيشَ.
  والحُشَاشُ، كغُرَابٍ، خاصّةً: ما يُوضَعُ فيه الحَشِيشُ، وجَمْعُه أَحِشَّة(٢).
  والمِحَشُّ، بالكَسْرِ والفَتْح: كِسَاءٌ من صُوف يُوضَعُ فِيهِ الحَشِيشُ، نقَلَهُ ابنُ الأَثِير.
  وأَحَشَّ الله يَدَه: دُعَاءٌ للعَرَبِ.
  واسْتَحَشَّ الوَلَدُ في الرَّحِمِ: يَبِسَ. والحَشِيشُ، والمَحْشُوشُ، والأُحْشُوشُ: الحُشُّ، وهو الوَلَدُ الَّذِي يَبِسَ في بَطْنِ أُمِّه، وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ: حَشَّ وَلَدُ النَّاقَةِ [يَحِشُّ](٣) حُشُوشاً، وأَحَشَّتْه أُمُّه.
  وأَحَشَّ(٤) الحَرْبَ يَحُشُّها حَشٍّا: أَسْعَرَها وهَيَّجَهَا، وهو مَجَازٌ تَشْبِيهاً باسْتِعَارِ النّار، قال زُهَيْرٌ:
  يَحُشُّونَهَا بالمَشْرَفِيَّةِ والقَنَا ... وفِتْيَانِ صِدْقٍ لاضِعَافٍ ولا نُكْلِ
  وحَشَّ النَابِلُ سَهْمَه يَحُشُّه حَشًّا، إِذا رَاشَه، كَمَا في العُبَابِ، وأَلْزَقَ بِهِ القُذَذَ من نَوَاحِيه، كما في الصّحاحُ، أَوْ رَكَّبَهَا عَلَيْه. قال:
  أَو كَمِرِّيخٍ على شِرْيَانَةٍ ... حَشَّهُ الرّامِي بظُهْرَانٍ حُشُرْ
  وهو مَجازٌ، وقال الأَزْهَرِيُّ: إِذا كان البَعِيرُ والفَرَسُ مُجْفَرَ الجَنْبَيْن يُقَال: حُشَّ ظَهْرُه بِجَنْبَيْنِ وَاسِعَيْن، فهُوَ مَحْشُوشٌ.
  وحَشَّ الدّابَّةَ يَحُشُّهَا حَشًّا: حَمَلَهَا في السَّيْرِ، قال:
  قَدْ حَشَّهَا اللَّيْلُ بعَصْلَبِيِّ ... مُهَاجِرٍ لَيْسَ بأَعْرَابِيِّ
  قال الأَزْهَرِيّ: قَدْ حَشَّها، أَيْ ضَمَّهَا، وكُلُّ ما قُوِّيَ بِشَيْءٍ أَو أُعِينَ به فَقَدْ حُشَّ به، كالحَادِي للإِبِلِ، والسِّلاحِ للحَرْبِ، والحَطَبِ للنارِ، قال الرّاعِي:
  هُوَ الطِّرْفُ لَمْ تُحْشَشْ مَطِيٌّ بمِثْلِهِ ... ولا أَنَسٌ مُسْتَوْبِدُ الدّارِ خائِفُ(٥)
  أَيْ لَم تُرْمَ مَطِي بِمِثْلِه، ولا أَعِينَ بِمِثْلِه قَوْمٌ عند الاحْتِياجِ إِلَى المَعُونَة.
  والحُشّاشَةُ، كرُمّانَةٍ: القُنَّةُ العَظِيمَة، عن ابنِ عَبّاد.
  وحَشْحَشَتْه النارُ: أَحْرَقَتْه.
  ويُقَال: أَنْبَطُوا بِئْرَهْم في حَشَّاءَ، أَي حِجَارَةٍ رِخْوَةٍ وحَصْبَاءَ، ويُقَال: خَشّاءِ، بالخاء مُعْجَمَة، نقَلَه الصّاغَانِيُّ.
  وغِبُّ الحَشِيشِ: من أَغْبَابِ بَحْر اليَمَنِ.
(١) الأصل والتهذيب، وفي اللسان «فافعل به».
(٢) عن اللسان وبالأصل «أحش».
(٣) زيادة عن اللسان.
(٤) في اللسان: وحشّ.
(٥) ملحقات ديوانه ص ٣٠٧.