تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[عبدش]:

صفحة 138 - الجزء 9

  خاوِيَة عَنْ عُرُوشِهَا؛ لِتَهَدُّمِها، وعُرُوشُها: سُقُوفُهَا، يَعْنِي سَقَطَ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ وأَصْلُ ذلِكَ أَنْ يَسْقُطَ السَّقْفُ، ثمَّ تَسْقُطَ الحِيطَانُ عَلَيْهَا.

  والعَرْشُ: الخَيْمَةُ مِنْ خَشَبٍ وثُمَامٍ.

  والعَرْشُ: البَيْتُ الَّذِي يُسْتَظَلُّ به، كالعَرِيشِ، ومِنْهُ الحَدِيثُ: «قِيلَ لِرَسُولِ الله يَوْمَ بَدْرٍ: أَلَا نَبْنِي لَكَ عَرِيشاً تَسْتَظِلُّ بهِ، فقَالَ: بَلْ عَرْشٌ كعَرْشِ مُوَسَى»، ج أَي جَمْعُ الكُلِّ عُرُوشٌ وعُرُشٌ، بضَمَّتَيْنِ، وأَعْرَاشٌ وعِرَشَةٌ، بِكَسْرٍ ففَتْحٍ، وقالَ ابنُ سِيدَه: وعِنْدِي أَنّ عُرُوشاً جَمْعُ عَرْشٍ، وعُرُشاً جَمْعُ عَرِيشٍ، ولَيْسَ جَمْعَ عَرْشٍ؛ لأَنَّ بابَ فَعْلٍ كرَهْنٍ ورُهُنٍ، وسَحْلٍ وسُحُلٍ لا يَتَّسِعُ.

  والعَرْشُ مِنَ القَوْمِ: رَئِيسُهُم المُدَبِّرُ لأَمْرِهِم، عَلَى التَّشْبِيهِ بِعَرْشِ البَيْتِ، وبِهِ فُسَّر قَوْلُ الخَنْسَاء:

  كانَ أَبُو حَسَّانَ عَرْشاً خَوَى⁣(⁣١) ... مِمَّا بَناهُ الدَّهْرُ دَانٍ ظَلِيلْ

  أَيْ كانَ يُظِلُّنَا بتَدْبِيرِه في أُمورِه.

  والعَرْشُ: القَصْرُ، وقَالَ كُراع: هُوَ البَيْتُ والمَنْزِلُ.

  والعرشُ: كَوَاكِبُ قُدّامَ السِّمَاكِ الأَعْزَلِ، وقال الجَوْهَرِيُّ: هِيَ أَرْبَعَةُ كَوَاكِبَ صِغَارٌ، أَسْفَلَ مِنَ العَوّاءِ، ويُقَالُ لَهَا: عَرْشُ السِّمَاكِ، وعَجُزُ الأَسَدِ.

  وفي التَّهْذِيبِ: عَرْشُ الثُّرَيّا: كَواكِبُ قَرِيبَةٌ منها.

  والعَرْشُ: الجَنَازَةُ، وهُوَ سَرِيرُ المَيِّتِ، قِيلَ: ومنه الحَدِيثُ: «اهتَزَّ العَرْشُ لِمَوْتِ سَعْدِ بن مُعَاذٍ» واهْتِزَازُه: فَرَحُهُ بِحَمْلِ سَعْدِ عَلَيْه إِلَى مَدْفَنِه، وقِيلَ: إِنَّه عَرْشُ الله تَعَالَى؛ لِانَّه قد جَاءَ في رِوَايَةٍ أُخْرَى: «اهْتَزَّ عَرْشُ الرّحْمنِ لِمَوْتِ سَعْدٍ»، وهُوَ كِنَايَةٌ عَن ارْتِيَاحِه برُوحِهِ حِينَ صُعِدَ به؛ لكَرامَتِهِ عَلَى رَبِّهِ، وقِيلَ: هُوَ عَلَى حَذْفِ مُضَافٍ⁣(⁣٢)، وقد تَقَدَّم البَحْثُ في ذلِكَ مَبْسُوطاً في «ه ز ز»، فراجِعْهُ.

  وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: العَرْشُ: المُلْكُ بضَمِّ المِيم، وهُوَ كِنَايَةٌ، كما تَقَدَّمَ، عن الرّاغِبِ. والعَرْشُ: الخَشَبُ تُطْوَى بهِ البِئْرُ بَعْدَ أَنْ تُطْوَى، أَي يُطْوَى أَسْفَلُهَا، بِالحِجارَةِ قَدْرَ قامَةِ، قالَهُ الجَوْهَرِيُّ، وقد عَرَشَها يَعْرِشُهَا، ويَعْرُشُهَا، فَأَمَّا الطَّيُّ فبالحِجارَةِ خاصَّةً، وإِذا كانَتْ كُلُّهَا بالحِجَارَةِ فَهِي مِطْوِيَّةٌ ولَيْسَتْ مَعْرُوشةً⁣(⁣٣).

  والعَرْشُ مِنَ القَدَمِ: ما نَتَأَ مِنْ ظَهْرِ القَدَمِ، وفِيهِ الأَصَابعُ؛ ويُضَمُّ، والجَمْعُ أَعْرَاشٌ وعِرَشَةٌ.

  والعَرْشُ: المِظَلَّةُ، وأَكْثَرُ ما يَكُونُ مِنْ قَصَبٍ، وقَدْ تُسَوَّى مِنْ جَرِيدِ النَّخْلِ، ويُطْرَحُ فَوْقَهَا الثُّمامُ، كمَا نَقَلَه الأَزْهَرِيُّ عَنِ العَرَبِ.

  والعَرْشُ: الخَشَبُ الَّذِي يَقُومُ عَلَيْه المُسْتَقِي، وهُوَ بِنَاءٌ يُبْنَى مِنْ خَشَبٍ عَلَى رَأْسِ البِئْرِ يَكُونُ ظِلَالاً، فإِذا نُزِعَت القَوَائمُ سَقَطَتِ العُرُوشُ، قالَه ابنُ بَرِّيّ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ:

  وما لِمَثَاباتِ العُرُوشِ بَقِيَّةٌ ... إِذا اسْتُلَّ مِنْ تَحْتِ العُرُوشِ الدّعَائِمُ

  قُلْتُ: وهُوَ قَوْلُ القُطامِيّ عُمَيْرِ بنِ شُيَيْمٍ، قالَ الجَوْهَرِيُّ: والمَثَابَةُ أَعْلَى البِئْرِ حَيْثُ يَقُومُ السّاقِي، وقَالَ آخَرُ:

  أَكُلَّ يَوْمٍ عَرْشُهَا مَقِيلِي

  والعَرْشُ للطائِرِ: عُشُّهُ الَّذِي يَأْوِى إِلَيْه.

  والعُرْشَانِ، بالضَّمِّ: لَحْمَتَانِ مُسْتَطِيلَتانِ في ناحِيَتَي العُنُقِ، وبَيْنَهُمَا الفَقَارُ⁣(⁣٤) قالَ العَجّاجُ:

  وامْتَدّ عُرْشَا عُنْقِه لِلُقْمَتِهُ

  أَوْ هُمَا في أَصْلِهَا، أَيِ العُنُقِ، قالَهُ أَبو العَبّاس: وفي بَعْضِ النُّسَخِ: أَصْلِهِمَا، وهُوَ غَلَطٌ، أَوْ هُمَا الأَخْدَعَانِ، وهْما مَوْضِعَا المِحْجَمَتَيْنِ، قالَه ابنُ عَبّادٍ، قالَ ذُو الرُّمّةِ فِيما أَنْشَدَهُ الأَصْمَعِيّ:

  وعَبْدُ يَغُوثَ يَحْجِلُ الطَّيْرُ حَوْلَه ... قد احْتَزَّ عُرْشَيْهِ الحُسَامُ المُذَكَّرُ

  يَعْنِي عَبْدَ يَغُوثَ بنَ وَقّاصِ المُحَارِبيّ، وكانَ رَئِيسَ مَذْحِجَ يَوْمَ الكُلَابِ، ولَمْ يُقْتَلْ ذلِكَ اليَوْمَ، وإِنّمَا أُسِرَ وقُتِل بَعْدَ ذلِكَ.


(١) عن اللسان وبالأصل «حوى».

(٢) زيد في النهاية: تقديره: اهتز أهل العرش بقدومه على الله، لما رأوا من منزلته وكرامته عنده.

(٣) التهذيب: وليست بمعروشة.

(٤) في التهذيب واللسان: القفا.