تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الفاء مع الشين

صفحة 163 - الجزء 9

  وأَفْرَشَتِ الفَرَسُ، إِذا اسْتَأْتَتْ، أَيْ طَلَبَتْ أَن تُؤْتَى.

  وقَد كُنِيَ بالفَرْشِ عَنِ المَرْأَةِ، كَذا في الصّحاحِ.

  وفي اللّسَانِ: وجَمَلٌ مُفْتَرِشُ الأَرْضِ: لا سَنَامَ له، وأَكَمَةٌ مُفْتَرِشَةٌ الأَرضِ، كَذلِكَ، وهو مَجَازٌ، وكُلُّه مِنَ الفَرْشِ.

  ومِنْ ذلِكَ أَيْضاً: الفَرِيشُ، كأَمِيرٍ: الثّوْرُ العَرَبِيُّ الَّذِي لا سَنَامَ لَهُ، قال طُرَيْحٌ:

  غُبْسٌ خَنَابِسُ كُلُّهُنَّ مُصْدَّرٌ ... نَهْدُ الزُّبُنَّةِ كالفَرِيشِ شَتِيمُ

  وفَرَشَه فِرَاشاً، وأَفْرَشَه: فَرَشَهُ لَهُ، وقال اللَّيْثُ: فَرَشْتُ فُلاناً، أَيْ فَرَشْتُ لَهُ.

  والمَفَارِشُ: النِّسَاءُ؛ لأَنّهُنَّ يُفْتَرَشْنَ، قالَ أَبو كَبِيرٍ الهُذَلِيُّ:

  سُجَرَاءَ نَفْسِي غَيْرَ جَمْعِ أُشَابَةٍ ... حُشُداً⁣(⁣١) ولا هُلكِ المَفَارِشِ عُزَّلِ

  يُرِيدُ: لَيْسَتْ نِسَاؤُهُم اللاّتِي يَأْوُونَ إِلَيْهِنّ نِسَاءَ سَوْءٍ، ولكِنّهُنّ عَفَائِفُ، ويُقَالُ: أَرادَ بهُلكِ المَفَارِش: الَّذِينَ لا يَمُوتُونَ عَلَى فُرُشِهِم، ولا يَمُوتُون إِلاَّ قَتْلاً، وأَيْضاً يُقَالُ للرَّجُلِ إِذا لَمْ يَتَزَوّجْ دَهْرَه: إِنَّهُ لَهَالِكُ المَفْرِشَ، أَيْ ذَهَبَ عُمْرُه ضَلَالاً.

  وافْتَرَشَ الرَّجُلُ المَرْأَةَ: جامَعَهَا.

  والفِرَاشُ: العَيْبُ، عن أَبِي عَمْرٍو.

  وافْتَرَشَ القَوْمُ الطّرِيقَ، إِذا سَلَكُوه، وهُوَ مَجازٌ.

  وافْتَرَشَ كَرِيمَةَ بَنِي فُلانٍ، إِذا تَزَوّجَها.

  وفُلانٌ كَرِيمٌ مُتَفَرِّشٌ لأَصْحَابِهِ: إِذا كَانَ يَفْرُشُ نَفْسَه لَهُمْ، وهُوَ مَجازٌ.

  وفَرَّشَ الزَّرْعُ تَفْرِيشاً، مِثْلُ فَرَّخَ، وهُوَ مَجازٌ.

  والفَرَاشَتَانِ: غُرْضُوفَانِ عِنْدَ اللهَاةِ.

  والمُفْتَرِشَةُ مِنَ الشِّجَاج: التي تَبْلُغ الفَرَاشَ. والفَرَاشَةُ: مَا شَخَصَ مِنْ فُرُوعِ الكَتِفَيْنِ، قَالَه أَبو عُبَيْدَة.

  والفَرَاشَانِ: طَرَفَا الوَرِكَيْنِ في النُّقْرَةِ.

  وفَرَاشُ الظَّهْر: مَشَكُّ أَعالِي الضُّلُوعِ فيه.

  وفَرْشُ الإِبِلِ، كِبَارُها، عن ثَعْلَب، وأَنشد:

  لهُ إِبِلٌ فَرْشٌ وذَاتُ أَسِنَّةٍ ... صُهَابِيَّةٌ حَانَتْ عَلَيْهِ حُقُوقُهَا

  والفَرِيشُ، كأَمِيرٍ: صِغَارُ الإِبِلِ، وبِهِ فُسِّرَ حَدِيثُ خُزَيْمَةَ يَذْكُرُ السَّنَةَ: «وتَرَكَتِ الفَرِيشَ مُسْحَنْكِكاً»⁣(⁣٢) أَي شَدِيدَ السَّوَادِ مِنَ الاحْتِرَاقِ، وقالَ أَبُو بَكْرٍ: هذا غَيْرُ صَحِيحٍ؛ لأَنّ الصِّغارَ من الإِبِلِ لا يُقَالُ لَهَا إِلاّ الفَرْشُ.

  وفَرْشُ العِضَاهِ: جَمَاعَتُها.

  والفَرْشُ: الدَّارَةُ من الطَّلْحِ.

  والفَرِيشُ مِنَ النّبَاتِ: ما انْبَسَطَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ، ولَمْ يَقُمْ عَلَى ساقٍ، وبِهِ فَسَّر بَعْضُهُم حَدِيثَ طَهْفَةَ: «لَكُمْ العَارِضُ والفَرِيشُ». وقال أَبو حَنِيفَة: الفَرْشَةُ: الطَّرِيقَةُ المُطْمَئِنَّة من الأَرْضِ شَيْئاً يَقُودُ اليَوْمَ واللَّيْلَةَ، ونَحْوَ ذلِكَ، قالَ: ولا يَكُونُ إِلاَّ فِيمَا اتَّسَع من الأَرْضِ واسْتَوَى وأَصْحَرَ، والجَمْعُ: فُرُوشٌ.

  والفَرَاشَةُ: حِجَارَةٌ عِظَامٌ أَمْثَالُ الأَرْحاءِ، تُوضَعُ أَوّلاً، ثُمَّ يُبْنَى عَلَيْهَا الرَّكِيبُ، وهُوَ حائِطُ النَّخْلِ.

  وأَفْرَشَ عَنْهُم المَوْتُ: أَي ارْتَفَع، عن ابنِ الأَعْرَابِيّ.

  وفَرَشَ: أَرادَ وتَهَيَّأَ، عنه.

  وأَفْرَشَ الشَّجَرُ: أَغْصَنَ.

  وافتَرَشَتْنَا السَّمَاءُ بالمَطَرِ: أَخَذَتْنَا، وهُوَ مَجَازٌ.

  وأَفْرَشَ الرَّجُلُ: صَارَ لَهُ فَرْشٌ، نقَلَه ابنُ القَطّاعِ.

  وفَرَشْتُه فَرْشاً، إِذا ابْتَنَى عِنْدَك، عَنْهُ أَيضاً.

  وأَحْمَدُ بنُ محمَّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ محَمّدِ بنِ فَرَاشَةَ بن


(١) في الأساس: «حُسُدٍ» وفي اللسان: «منهم».

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: مسحنككاً كذا في اللسان أيضاً والذي في النهاية: مستحلكاً، وهما بمعنى».