تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[كرمش]:

صفحة 184 - الجزء 9

  والكَرِشُ: وِعَاءُ الطِّيبِ والثَّوْبِ، مؤنَّثٌ أَيْضاً.

  وكَرِشُ كُلِّ شَيْءٍ: مُجْتَمَعُه.

  وكَرِشُ القَوْمِ: مُعْظَمُهم، وهو مَجازٌ، والجَمْعُ أَكْرَاشٌ وكُرُوشٌ، قالَ الشاعر:

  وأَفَأْنَا السَّبِيَّ مِن كُلِّ حَيٍّ ... فَأَقَمْنَا كَرَاكِراً وكُرُوشَا

  وقيلَ: الكُرُوشُ والأَكْرَاشُ: جَمْعٌ لا وَاحِدَ لَهُ.

  ويُقَالُ: تَزَوَّجَ المَرْأَةَ فنَثَرَتْ لَهُ كَرِشَها وبَطْنَها، أَيْ كَثُرَ وَلَدُهَا لَهُ⁣(⁣١). وهُوَ مَجازٌ.

  وكَذَا كَرِشَ الرَّجُلُ، كفَرِحَ، إِذا كَثُرَ عِيَالُه بَعْدَ مُدّةٍ، وهذِه عن الصّاغَانِيِّ وهُوَ مَجَازٌ أَيْضاً.

  وقَالَ شَمِرٌ: اسْتَكْرَشَ: تَقَبَّضَ وقَطَّبَ وعَبَسَ، وأَنْشَد قولَ رُؤْبَةَ:

  طَلْقٌ إِذا اسْتَكْرَشَ ذُو التَّكْرِيشِ

  وقال ابنُ بُزُرْج: ثوْبٌ أَكْرَاشٌ: وهو من بُرُودِ اليَمَنِ نقلهُ الأَزْهَرِيُّ.

  والكِرْشانِ: الأَزْدُ وعَبْدُ القَيْسِ. نَقَلَهُ الأَزْهَرِيّ، وعَجِيبٌ مِنَ المُصَنِّفِ، ¦، كَيْفَ أَغْفَلَه.

  وكِرْشِمٌ، كزِبْرِجٍ: اسمُ رجُلٍ، ميمُه زائدةٌ في أَحَدِ قَوْلَيْ يَعْقُوبَ.

  وكِرْشاءُ بنُ المُزْدَلِف عَمْرِو⁣(⁣٢) بن أَبِي رَبِيعَةَ في بَنِي رَبِيعَةَ.

  ومُنْيَةُ أَكْرَاشٍ: قريةٌ بمِصْرَ.

  والكُرَيْشَةُ بالضَّمِّ: نَوْعٌ من أَثْوابِ الخَزِّ.

  وبَنُو كُرَيْشَة: بَطْنٌ.

[كرمش]:

  * وممّا يسْتَدْرَك عَلَيْه:

  الكَرْمَشَةُ والتَّكَرْمُشُ: التَّشَنُّجُ والتَّكَرْبُشُ، وقد أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ والجَمَاعَةُ، وهِيَ لَغَةٌ عَرَبِيَّةٌ صَحِيحَةٌ.

  [كشش]: كَشِيشُ الأَفْعَى: صَوْتُ جِلْدِهَا إِذا حَكّت بَعْضَها بِبَعْضٍ، وقِيلَ: الكَشِيشُ للأُنْثَى مِنَ الأَسَاوِدِ، وقِيلَ: الكَشِيشُ: صَوْتٌ تُخْرجُه الأَفْعَى مِنْ فِيها، عَنْ كُراع، وقِيلَ: صَوْتُهَا مِنْ جِلْدِهَا لا مِنْ فِيهَا، وفي بَعْضِ النُّسَخِ: لا مِنْ فَمِهَا، فإِنّ ذلِكَ فَحِيحُهَا، وقَالَ أَبُو نَصْرٍ: فَحِيحُ الأَفْعَى: صَوْتٌ مِنْ فَمِهَا. وسَمِعْتُ كَشِيشَها وفَشِيشَها، وهُوَ صَوْتُ جِلْدِهَا، ورَوَى أَبُو تُرَابٍ - في بَاب الكاف والفَاء - الأَفْعَى تَكِشُّ وتَفِشُّ، وهو صَوْتُهَا مِنْ جِلْدِهَا، وهو الكَشِيشُ والفَشِيشُ. والفَحِيحُ: صَوْتُهَا من فِيهَا. وقَالَ ابنُ دُرَيْد: ومَنْ زَعَمَ أَنَّ الكَشِيشَ صَوْتُهَا مِنْ فِيها فَقَدْ أَخْطَأَ، ذلِكَ الفَحِيحُ، وأَنشد:

  كأَنَّ بينَ خِلْفِهَا والخِلْفِ ... كَشَّةَ أَفْعَى في يَبِيسٍ قَفِّ⁣(⁣٣)

  انْتَهَى.

  وقِيلَ: إِنَّ الحَيّاتِ كُلَّهَا تَكِشُّ غَيْرَ الأَسْوَدِ، فإِنّه يَنْبَحُ ويَصْفِرُ ويَصِيحُ⁣(⁣٤)، وأَنْشَدَ الأَزْهَرِيُّ قَوْلَ الرّاجِزِ:

  كَأَنَّ صَوْتَ شَخْبِهَا المُرْفَضِّ ... كَشِيشُ أَفْعَى أَزْمَعَتْ بعَضِّ

  فَهْيَ تَحُكُّ بَعْضَها ببَعْضِ⁣(⁣٥)

  قُلْتُ الرَّجَزُ لِمُعْتَمِرِ بنِ قُطْبَةَ. ولكِن يَشْهَدُ لِكُراع ما وَرَدَ في بَعْضِ الأَحادِيثِ: «كانَتْ حَيَّةٌ تخْرُجُ من الكَعْبَةِ لا يَدْنُو مِنْهَا أَحَدٌ إِلاَّ كَشَّتْ وفَتَحَتْ فاهَا». والكَشِيشُ من الجَمَلِ: أَوّلُ هَدِيرِه، وهُوَ دُونَ الكَتِّ وقِيل: هُوَ صَوْتٌ بين الكَتِيتِ والهَدِيرِ، وقَالَ الجَوْهَرِيّ:


(١) عبارة الأساس: وتزوج امرأة فنثرت له كرشها: أكثرت ولدها وما بالأصل يوافق اللسان.

(٢) بالأصل «عمر» وما أثبت عن المحكم وجمهرة ابن حزم ص ٢٢٣ وفي المحكم: كرشاء بن عمرو (المزدلف) بن أبي ربيعة بن ذهل بن شيبان فارس جاهلي، له وقائع أسر في إحداها.

(٣) بالأصل:

كأن بين خطفها والخلف ... كشة أفعى من سبيس قصف

وما أثبت عن الجمهرة ١/ ٩٨.

(٤) هذا قول شمر كما نقله عنه الأزهري.

(٥) في التهذيب الشطران الثاني والثالث. وفيه: أجمعت بدل أزمعت.