تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حظرب]:

صفحة 433 - الجزء 1

  البَعِيرِ، ويقال: شَكَلْتُ عن البَعِيرِ، وهو أَن تَجْعَلَ بين الحَقَبِ والتَّصْدِيرِ خَيْطاً ثم تَشُدَّه لِئلَّا يَدْنُو الحَقَبُ من الثِّيلِ، واسْمُ ذلكَ الخَيْطِ: الشِّكَالُ، وقال الأَزهريّ: مِنْ أَدَوَاتِ الرَّحْلِ: الغَرْضُ⁣(⁣١) والحَقَبُ، فأَمَّا الغَرْضُ⁣(⁣١) فهو حِزَامُ الرَّحْلِ، وأَمَّا الحَقَبُ فهو حَبْلٌ يَلِي الثِّيلَ. وفي حديث عُبَادَةَ بنِ أَحْمَرَ «ورَكِبْتُ الفَحْلَ فَحَقِبَ فَتَفَاجَّ يَبُولُ فَنَزَلْتُ عَنْهُ» حَقِبَ البَعِيرُ إِذا احْتَبَسَ بَوْلُه وحَقِبَ المَطَرُ وغيرُه حَقَباً: احْتَبَسَ، عن ابن الأَعْرَابِيّ، ويقال حَقِبَ العَامُ، إِذا احْتَبَسَ مَطَرُه، وهو مَجَازٌ، كما في الأَساس، ومثله في الروض للسهيليّ، وفي الحديث: «حَقِبَ أَمْرُ النَّاسِ» أَي فَسَدَ واحْتَبَسَ، من قولهم: حَقِبَ المَطَرُ، أَي تَأَخَّرَ واحْتَبَس، كذا في لسان العرب، وحَقِبَ المَعْدِنُ إِذا لَمْ يُوجَدْ فيه شيءٌ وهو أَيضاً مجاز كما قَبْلَه، وَحَقِبَ نَائِلُ فلانٍ، إِذا قَلَّ وانْقَطَعَ، كَأَحْقَبَ في الكُلِّ، والحَاقِب: هو الذي احْتَاجَ إِلى الخَلَاءِ فلم يَتَبَرَّزْ وحَصَرَ⁣(⁣٢) غَائِطَه، شُبِّهِ بالبَعِيرِ الحَقِبِ الذي قددَنَا الحَقَبُ من ثِيلِه فَمَنَعَه من أَن يَبُولَ، وجاء في الحديث «لا رَأْيَ لِحَازِقِ⁣(⁣٣) وَلَا حَاقِبٍ وَلَا حَاقِنٍ» وفي آخَرَ «نُهِيَ عَن صَلَاةِ الحَاقِبِ والحَاقِنِ».

  والحِقَابُ كَكِتَابِ: شَيءٌ تُعَلِّقُ به المَرْأَةُ الحَلْيَ وتَشُدُّهُ في وَسَطِهَا وقيل: شيءٌ مُحَلًّى تَشُدُّه المَرْأَةُ في⁣(⁣٤) وَسَطِهَا، وقال الليثُ: الحِقَابُ: شيءٌ تَتَّخِذُهُ المَرْأَةُ تُعَلِّقُ به مَعَالِيقَ الحُلِيِّ تَشُدُّه على وَسَطِهَا، وقال الأَزْهَرِيّ: الحِقَابُ هو البَرِيمُ إِلَّا أَنَّ البَرِيمَ يكونُ فيه أَلْوَانٌ من الخُيُوطِ تَشُدُّه المرأَةُ على حَقْوَيْهَا. كالحَقَبِ، مُحَرَّكَةً قال الأَزهريّ: الحَقَبُ في النَّجَائِبِ: لِطَافَةُ الحَقْوَيْنِ وشِدَّةُ صِفَاقِهِمَا، وهِيَ مِدْحَةٌ ج حُقُبٌ كَكُتُبٍ، و [الحِقَابُ أَيضاً]⁣(⁣٥): البَيَاضُ الظَّاهِرُ في أَصْلِ الظُّفْرِ، والحِقَابُ خَيْطٌ يُشَدُّ في حَقوِ الصَّبيِّ لِدَفْعِ العَيْنِ، قالَه الأَزهريُّ، والحِقَابُ: جَبَلٌ بِعُمَانَ⁣(⁣٦) وفي نسخةٍ بنَعْمَانَ، قال الراجز يَصِفُ كَلْبَةً طَلَبَتْ وَعِلاً مُسِنًّا في هذَا الجَبَلِ:

  قَدْ قُلْتُ لَمَّا جَدَّتِ العُقَابُ ... وَضَمَّهَا والبَدَنَ الحِقَابُ

  جِدِّي لِكُلِّ عَامِلٍ ثَوَابُ ... الرَّأْسُ والأَكْرُعُ والإِهَابُ

  البَدَنُ: الوَعِلُ المُسِنُّ، والعُقَابُ اسْمُ كَلْبَةٍ، وروى الجوهريّ: قَدْ ضَمَّهَا. والوَاوُ أَصَحُّ، قاله ابنُ بَرِّيّ، أَي جِدِّي في لَحَاقِ هَذَا الوَعِلِ لِتَأْكُلِي الرَّأْسَ والأَكْرُعَ والإِهَابَ.

  والأَحْقَبُ: الحِمَارُ الوَحْشِيّ الذي في بَطْنِهِ بَيَاضٌ، أَو هو الأَبْيَضُ مَوْضِع الحَقَبِ والأَوَّلُ أَقْوَى، وقيل: إِنَّمَا سُمِّيَ لِبَيَاضٍ في حَقْوَيْهِ، والأُنثَى: حَقْبَاءُ، قال رؤْبةُ بن العجاج:

  كَأَنَّهَا حَقْبَاءُ بَلْقَاءُ الزَّلَقْ ... أَوْ جَادِرُ اللِّيتَيْنِ مَطْوِيُّ الحَنَقْ

  وفي الحديث ذكر الأَحْقَب، زَعَمُوا أَنَّهُ اسْمُ جِنِّيٍّ من النَّفَرِ الذين جاءُوا إِلى النبيِّ ÷ من جِنِّ نَصِيبِينَ اسْتَمَعُوا القُرْآنَ من النبّي ÷، قاله ابنُ الأَثيرِ وغيرُه، ويقال: كَانُوا خَمْسَةً: خَسَا ومَسَا وشاصَه وباصَه⁣(⁣٧) والأَحْقَب.

  والحَقِيبَةُ كالبَرْذَعَةِ تُتَّخَذُ لِلْحِلْسِ والقَتَبِ، فأَمَّا حَقِيبَةُ القَتَبِ فمن خَلْفٍ، وأَمَّا حَقِيبَةُ الحِلْسِ فَمُجَوَّبَةٌ عن ذِرْوَةِ السَّنَامِ، وقالَ ابن شُمَيْلٍ: الحَقِيبَةُ تكونُ على عَجُزِ البَعِيرِ تَحْتَ حِنْوَيِ⁣(⁣٨) القَتَبِ الآخَرَيْنِ، والحَقَبُ: حَبْلٌ تُشَدُّ به الحَقِيبَةُ، والحَقِيبة: الرِّفَادَةُ في مُؤَخَّرِ القَتَبِ والجَمْعُ الحَقَائِبُ، ومن المجاز مَا جَاءَ في صِفَةِ الزُّبَيْرِ «كان نُفُجَ الحَقِيبَةِ» أَي رَابِيَ العَجُزِ نَاتِئَهُ، وهو بضَمِّ النُّونِ والفَاءِ، ومنه: انْتَفَجَ جَنْبَا البَعِيرِ: ارْتَفَعَا، وفُلَانٌ احْتَمَلَ حَقِيبَةَ سُوءٍ.

  والبِرُّ خَيْرُ حَقِيبَةِ الرَّحْلِ

  وكُلُّ مَا أَي شَيءٍ شُدَّ في مُؤَخَّرِ رَحْلٍ أَوْ قَتَبٍ فقد احْتُقِبَ وفي التكملة: فقد استَحْقَبَ، وأَنشد للنابغة:


(١) عن اللسان، وبالأصل: العرض.

(٢) في النهاية: فانحصر غائطه.

(٣) عن النهاية، والحازق الذي ضاق عليه خفّة فحزق رجله أي عصرها وضغطها وهو فاعل بمعنى مفعول.

(٤) اللسان: على.

(٥) زيادة عن إحدى نسخ القاموس.

(٦) في نسخة أخرى من القاموس: بنعمان.

(٧) عن النهاية، وبالأصل «وشاصة وباصة».

(٨) عن اللسان، وبالأصل «صنوى».