تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الحاء المهملة

صفحة 439 - الجزء 1

  ودَمٌ حَلِيبٌ: طَرِيٌّ، عن السُّكَّرِيِّ قال عَبْدُ بنُ حَبِيبٍ الهُذَلِيُّ.

  هُدُوءًا تَحْتَ أَقْمَرَ مُسْتَكِفٍّ ... يُضِيءُ عُلَالَةَ العَلَقِ الحَلِيبِ

  و ( *) من المجاز: السُّلْطَانُ يَأْخُذُ⁣(⁣١) الحَلَبَ على الرَّعِيَّةِ، وذَا فَيْءُ المُسْلِمِينَ وحَلَبُ أَسْيَافِهِم، وهو مُحَرَّكَةً مِنَ الجِبَايَةِ مِثْلُ الصَّدَقَةِ ونَحْوِهَا مِمَّا لا يَكُونُ وَظِيفَةً، وفي بعض النسخ، «وظيفته» مَعْلُومَةً وهي الإِحْلَابُ في دِيوَانِ السُّلْطَانِ، وقد تَحَلَّبَ الفَيْءُ.

  وحَلَبُ كُلِّ شيءٍ قِشْرُه، عن كُرَاع وبِلَا لَامِ: د، م من الثُّغُورِ الشامِيَّة، كذا في التهذيب، وفي المراصد للحَنْبَلِيِّ: حَلَبُ بالتَّحْرِيكِ: مدينةٌ مشهورةٌ بالشام، واسعةٌ كثيرةُ الخَيْرَاتِ، طيبة الهواءِ، وهي قَصَبَةُ جُنْدِ قِنَّسْرِينَ، وفي تاريخ ابن العَدِيم: سُميت باسم تَلِّ قَلْعَتِهَا، قِيلَ: سُمِّيَتْ بمَن بَنَاها من العَمَالِقَةِ، وهم ثلاثةُ إِخوةٍ: حَلَب وبَرْدَعَةُ وحِمْصٌ، أَولاد المهر بن خيض بن عِمْلِيقَ، فكلٌّ منهم بنى مدينةً سُمِّيَت باسمِه. منها إِلى قِنَّسْرِينَ يَومٌ، وإِلى المَعَرَّةِ يَومانِ، وإِلى مَنْبِجَ وبَالِسَ يومانِ، وقد بَسَطَ ياقوتٌ في معجمه ما يطولُ علينا ذِكرُه هنا، فراجعْهُ إِنْ شئتَ، وحَلَبُ مَوْضِعَانِ مِنْ عَمَلِهَا أَي مدينةِ حَلَبَ⁣(⁣٢)، وحَلَبُ كُورَةٌ بالشَّامِ، وحَلَبُ: ة بها، وحَلَبُ: مَحَلَّةٌ بالقَاهِرَةِ، لأَنَّ القائدَ لَمَّا بَنَاهَا أَسْكَنَهَا أَهْلَ حَلَبَ فسُمِّيَتْ بهم.

  ومن المَجَاز: فلانٌ يَرْكُضُ في كُلِّ حَلْبَةٍ من حَلَبَاتِ المَجْدِ⁣(⁣٣) والحَلْبَةُ بالفَتْحِ: الدَّفْعَةُ مِن الخَيْلِ في الرِّهَانِ خاصَّةً، والحَلْبَةُ: خَيْلٌ تَجْتَمِعُ⁣(⁣٤) للسِّبَاقِ من كُلِّ أَوْبٍ وفي الصحاح: من إِصْطَبْلٍ واحدٍ⁣(⁣٥)، وفي المصباح أَي لا تَخْرُجُ من موضع واحدٍ ولكن من كلّ حَيٍّ، وأَنشد أَبو عُبيدةَ:

  نَحْنُ سَبَقْنَا الحَلَبَاتِ الأَرْبَعَا ... الفَحْلَ والقُرَّحَ في شَوْطٍ مَعَا

  وهو كما يقالُ للقومِ إِذا جاءُوا من كل أَوْبٍ للنُّصْرَةِ قدْ أَحْلَبُوا، وقال الأَزهريُّ: إِذا جاءَ القَوْمُ من كلِّ وَجْهٍ فاجتَمَعُوا للحَرْبِ أَو غيرِ ذلك قِيلَ قد أَحْلَبُوا، ج حَلَائِبُ، على غير قِيَاسٍ، وحِلَاب كضَرَّةٍ وضِرارٍ، في المضاعف فقد نُدْرَة، وفلان سابِقُ الحلائبِ، قال الأَزهَرِيّ: ولَا يُقَالُ للوَاحِدِ⁣(⁣٦) حَلِيبَةٌ ولا حِلَابَةٌ، ومنه المَثَلُ:

  لَبِّثْ قَلِيلاً تَلْحَقِ الحَلَائِبُ⁣(⁣٧)

  وأَنْشَدَ البَاهِلِيُّ للجَعْدِيِّ:

  وبَنُو فَزَارَةَ إِنَّهُ ... لَا تَلْبِثُ الحَلَبَ الحَلَائِبْ⁣(⁣٨)

  حُكي⁣(⁣٩) عن الأَصمعيّ أَنه قال: لَا تُلْبِثُ الحَلَائِبَ حَلَبَ نَاقَةٍ حتى تَهْزِمَهُمْ، قالَ: وقالَ بعضُهم: لَا تُلْبِثُ الحَلَائِبَ أَن تُحْلَبَ⁣(⁣١٠) عليها، تُعَاجِلُهَا قبْلَ أَن تَأْتِيَهَا الأَمْدَادُ، وهذا - زَعَمَ - أَثْبَتُ.

  والحَلْبَةُ: وَادٍ بِتِهَامَةَ، أَعْلَاهُ لهُذَيْلٍ، وأَسفَلُه لكِنَانَةَ، وقيل بين أَعْيَار وعُلْيَب يُفْرِغُ في السُّرَّيْنِ، والحَلْبَةُ مَحَلَّةٌ ببَغْدَادَ من المَحَالِّ الشَّرْقِيَّةِ، منها أَبُو الفَرَجِ عَبْدُ المُنْعِمِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُرُنْدَةَ الحَلَبيُّ البَغْدَادِيُّ، سَمِعَ أَحْمَدَ بنَ صِرْمَا، وعليَّ ابْنَ إِدْرِيسَ، وعنه الفَرَضِيُّ.

  والحُلْبَةُ بالضَّمِّ: نَبْتٌ له حَبٌّ أَصْفَرُ يُتَعَالَجُ به، ويَنْبُتُ⁣(⁣١١) فيُؤْكَلُ، قاله أَبو حنيفةَ، والجَمْعُ حُلَبٌ، وهو نافعٌ للصَّدْر أَي أَمْرَاضِها⁣(⁣١٢) والسُّعَالِ بِأَنوَاعِه والرَّبْوِ الحَاصِلِ من البَلاغِم، ويَسْتَأْصِلُ مَادَةَ البَلْغَمِ والبَوَاسِيرِ، وفيه مَنَافِعُ لِقُوَّةِ الظَّهْرِ، وتَقْرِيحِ الكَبِدِ، وقُوَّةِ المَثَانَةِ، وتَحْرِيكِ البَاءَةِ مُفْرَداً ومُرَكَّباً، عَلى ما هو مَبْسُوطٌ في التَّذْكِرَةِ وغيرها من كتب الطِّبِّ، وهو طعامُ أَهلِ اليمنِ عَامَّة، وفي حديث


(*) في القاموس: و [الحَلَبُ].

(١) في الأساس: يقسم.

(٢) وهما كفر حلب، وحلب الساجور (معجم البلدان).

(٣) كذا في الأساس.

(٤) في الصحاح: تجمع.

(٥) في الصحاح: لا تخرج من اصطبل واحد.

(٦) في اللسان: للواحد منها.

(٧) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله لبث بصيغة الأمر وقوله تلحق الحلائب مجزوم في جواب الأمر».

(٨) بهامش المطبوعة المصرية: قوله أنه كذا بخطه وبالتكملة للصاغاني أيضاً».

(٩) في المطبوعة الكويتية: حكى.

(١٠) اللسان: يُحلب.

(١١) اللسان: ويُبيّت.

(١٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله أمراضها كذا بخطه» والصواب أمراضه.