تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الحاء المهملة

صفحة 440 - الجزء 1

  خَالدِ بنِ مَعْدَانَ «لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ ما في الحُلْبَةِ لاشْتَرَوهَا ولَوْ بِوَزْنِهَا ذَهَباً» قال ابن الأَثير: الحُلْبَةُ: حَبٌّ مَعْرُوفٌ⁣(⁣١).

  قلتُ: والحديثُ رواهُ الطَّبَرَانِيُّ في الكبِيرِ من طريق مُعَاذِ بنِ جَبَلٍ، ولكنَّ سَنَدَه لا يَخْلُو عن نَظَرٍ، كذا في المقاصِدِ الحَسَنَة.

  والحُلْبَة: حِصْنٌ باليَمَنِ في جَبَلِ بُرَعَ.

  والحُلْبَةُ: سَوَادٌ صِرْفٌ، أَي خَالِصٌ، والحُلْبَةُ: الفَرِيقَة: كَكِنِيسَةٍ، طَعَامُ النُّفَسَاءِ كالحُلُبَةِ بضَمَّتَيْنِ، قاله ابن الأَثير، والحُلْبَةُ: العَرْفَجُ والقَتَادُ قالَهُ أَبو حنيفة، وصَارَ وَرَقُ العِضَاهِ حُلْبَةً إِذا خَرَجَ وَرَقُه وعَسَا واغْبَرَّ وغَلُظَ عُودُه وشَوْكُهُ، وقال ابن الأَثير: قيل: هو من ثَمَرِ العِضَاهِ، قال: وقد تُضَمُّ اللَّامُ، ومن أَمثالهم.

  «لَبِّثْ قَلِيلاً تَلْحَقِ الحَلَائِبُ»

  يَعْنِي الجَمَاعَات، وحَلَائِبُ الرجُلِ: أَنْصَارُه من أَوْلَادِ العَمِّ خاصَّةً، هكذا يقولُه الأَصمعيّ، فإِنْ كانُوا من غير بَنِي أَبِيه فَلَيْسُوا بحَلَائِبَ، قال الحَارث بن حِلِّزَةَ:

  ونَحْنُ غَدَاةَ العَيْنِ لَمَّا دَعَوْتَنَا ... مَنَعْنَاكَ إِذَا ثَابَتْ عَلَيْكَ الحَلائِبُ

  ومن المجاز حَوَالِبُ البِئْرِ وحوَالِبُ العَيْنِ⁣(⁣٢) الفَوَّارَةِ والعَيْنِ⁣(⁣٢) الدَّامِعَةِ: مَنَابعُ مَائِهَا ومَوَادُّها، قال الكميت:

  تَدَفَّق جُوداً إِذَا ما البِحَا ... رُ غَاضَتْ حَوَالِبُها الحُفَّلُ

  أَي غارَتْ مَوَادُّهَا.

  قلتُ: وكَذَا حَوَالبُ الضَّرْعِ والذَّكَرِ والأَنْفِ، يقال: مَدَّتِ الضَّرْعَ حَوَالِبُهُ، وسيأْتي قولُ الشَّمَّاخِ.

  والحُلَّبُ كسُكَّرِ: نَبْتٌ يَنْبُتُ في القَيْظِ بالقِيعَانِ وشُطْآنِ الأوْدِيةِ، ويَلْزَقُ بالأَرْضِ حتى يَكادَ يَسُوخُ ولا تَأْكُلُه الإِبلُ، إِنَّمَا تَأْكُلُه الشَّاءُ والظّبَاءُ، وهي مَغْزَرَةٌ مَسْمَنَةٌ، وتُحْتَبَلُ عليها الظِّبَاءُ، يقال: تَيْسُ حُلَّبٍ وتَيْسٌ ذُو حُلَّبٍ، وهي بَقْلَةٌ جَعْدَةٌ غَبْرَاءُ في خُضْرَةٍ تَنْبَسِطُ على الأَرْضِ يَسِيلُ منها اللَّبَنُ إِذا قُطِعَ منها شيءٌ، قال النابغةَ يَصِفُ فَرَساً:

  بِعَارِي النَّوَاهِقِ صَلْتِ الجَبِي ... نِ يَسْتَنُّ كالتَّيْسِ ذِي الحُلَّبِ⁣(⁣٣)

  ومنه قولُه:

  أَقَبّ كتَيْسِ الحُلَّبِ الغَذَوَانِ⁣(⁣٤)

  وقال أَبو حنيفةَ: الحُلَّبُ: نَبْتٌ يَنْبَسِطُ على الأَرْضِ وتَدُومُ خُضْرَتُه، لَهُ وَرَقٌ صِغَارٌ، ويُدْبَغُ به، وقال أَبو زياد: مِنَ الخِلْفَةِ: الحُلَّبُ، وهي شَجَرَةٌ تَسَطَّحُ على الأَرضِ لَازِقَةٌ بها شديدةُ الخُضْرَةِ، وأَكثرُ نَبَاتِهَا حينَ يشتدُّ الحَرُّ، قال: وعَنِ الأَعْرَاب القُدُمِ: الحُلَّبُ يَسْلَنْطِحُ في الأَرضِ له وَرَقٌ صِغَارٌ، مُرٌّ، وأَصْلٌ يُبْعِدُ في الأَرْضِ، وله قُضْبَانٌ صِغَارٌ، وعن الأَصْمعيّ: أَسْرَعُ الظِّبَاءِ تَيْسُ الحُلَّبِ، لأَنه قد رَعَى الرَّبِيعَ والرَّبْلَ، والرَّبْلُ ما تَرَبَّلَ مِنَ الرَّيِّحَةِ⁣(⁣٥) في أَيَّامِ الصَّفَرِيَّةِ وهِي عِشْرُونَ يَوْماً من آخِرِ القَيْظِ والرَّيِّحَةُ⁣(⁣٥) تكونُ من الحُلَّبِ والنَّصِيِّ والرُّخَامَي والمَكْرِ، وهو أَنْ يَظْهَرَ النَّبْتُ في أُصُولِهِ، فالتي بَقِيَتْ من العامِ الأَولِ في الأَرْضِ تَرُبُّ الثَّرَى، أَي تَلْزَمُه. وسِقَاءٌ حُلَّبِيٌّ ومحْلُوب، الأَخِيرَةُ عن أَبي حنيفةَ: دُبِغَ به، قال الراجزُ:

  دَلْوٌ تَمَأَّى دُبِغَتْ بالحُلَّبِ

  تَمَأَىّ أَي اتَّسَعَ.

  والحُلُبُ بضَمَّتَيْنِ كجُنُبٍ: السُّودُ مِنْ كُلِّ الحَيَوَانِ، والحُلُبُ: الفُهَمَاءُ مِنَّا أَي بَنِي آدَمَ⁣(⁣٦)، قاله ابنُ الأَعْرَابيّ.

  وحُلْبُبٌ كَشُرْبُبٍ: ثَمَرُ نَبْتٍ قِيلَ: هُوَ ثَمَرُ العِضَاهِ.

  وحَلَبَانُ مُحَرَّكَةً: ة باليَمَنِ قربَ نَجْرَانَ، وماءٌ لِبَنِي قُشَيْرٍ، قال المُخَبَّلُ السَّعْدِيُّ:

  صَرَمُوا لِأَبْرَهَةَ الأُمُورَ مَحَلُّهَا ... حَلَبَانُ فَانْطَلَقُوا مَعَ الأَقْوَالِ


(١) زيد في النهاية: وقيل هو ثمر العضاه. والحلبة أيضاً. العرفج والقتاد، وقد تضم اللام.

(٢) اللسان: العيون.

(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله ذي الحلب قال في التكملة والرواية في الحلب، ويروى الشطر الثاني:

أجرد كالصدع الأشعب»

(٤) عن اللسان، وبالأصل «العدوان».

(٥) بهامش المطبوعة المصرية: «كذا بخطه» يعني الريحة» وما أثبتناه عن اللسان.

(٦) في اللسان: الفهماء من الرجال.