تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل العين مع الضاد

صفحة 97 - الجزء 10

  والأَلْفَاظُ مَعَارِيضُ المَعانِي، مأْخُوذٌ من المِعْرَض، للثَّوْبِ الَّذِي تُجَلَّى فيه الجارِيَةُ لأَنَّ الأَلْفَاظَ تُجمِّلها.

  وعُرْضَا أَنْفِ الفَرَسِ: مُبْتَدَأُ مُنْحَدَرِ قَصَبَتِهِ فِي حَافَتَيْهِ جَمِيعاً، نَقَلَه الأَزْهرِيّ.

  والْعَارِضَةُ: تَنْقِيحُ الكَلامِ، والرَّأْيُ الجَيِّدُ.

  والعَارِضُ: جانِبُ العِراقِ، وسَقَائِفُ المَحْمِلِ.

  والفَرَسُ تَعْدُو العِرَضْنَى، والعِرَضْنَةَ، والعِرَضْنَاةَ، أَي مُعْرِضَةً⁣(⁣١) مَرَّةً من وجْهٍ ومَرَّةً من آخَرَ. وقال أَبو عُبيْدٍ: العِرَضْنَةُ: الاعْتِراضُ. وقَال غَيْرُه: وكذلِك العِرَضَّةُ، وهو النَّشاط.

  وامرأَةٌ عِرَضْنَةٌ: ذَهَبَتْ عَرْضاً من سِمَنِها.

  ورَجُلٌ عِرْضَنٌ، كدِرْهَمٍ، وامرأَةٌ عِرْضَنَةٌ: تَعْتَرِض النَّاسَ بالباطِل.

  وبَعِيرٌ مُعَارِضٌ: لم يَسْتَقِمْ في القِطَارِ.

  وعَرَضَ لَكَ الخَيْرُ عُرُوضاً وأَعْرَضَ: أَشْرَفَ.

  وعَارَضَهُ بِمَا صَنَعَهُ: كَافَأَهُ. وعارَضَ البَعِيرُ الرِّيحَ: إِذا لمْ يَسْتَقْبِلْها ولم يَسْتَدْبِرْها.

  وأَعْرَضَ الناقَةَ علَى الحَوْضِ وعَرَضَها: سَامَها أَنْ تَشْرَبَ.

  وعَرَضَ عَلَيَّ سَوْمَ عَالّةٍ، بمعنَى قَوْلِ العامَّة: عَرْضٌ سَابِرِيٌّ. وقد تَقَدَّم.

  وعُرَضَّى فُعَلَّى من الإِعْرَاضِ، حَكَاه سِيبَوَيْه.

  ولَقِيَهُ عارِضاً، أَي بَاكِراً، وقِيل هُو بِالْغَيْن المُعْجمَة.

  وعَارِضَاتُ الوِرْدِ: أَوَّلُه، قال الشَّاعِرُ:

  كِرَامٌ يَنَالُ الماءَ قبْلَ شِفَاهِهِمْ ... لَهُمْ عارِضَاتِ الوِرْدِ شُمُّ المَنَاخِرِ

  لَهُمْ: منْهُمْ، يَقُولُ: تَقَعُ أُنُوفُهم في الماءِ قَبْلَ شِفَاهِهِم في أَوَّل وُرُودِ الوِرْدِ، لأَنَّ أَوَّلَهُ لَهُم دُونَ النَّاسِ.

  وأَعْرَاضُ الكَلامِ ومَعارضُهُ: مَعَارِيضُه.

  وعَرِيضُ القَفَا: كِنايَةٌ عن السِّمَنِ. وعَرِيضُ الوِسَادِ: كِنَايَةٌ عَنِ النَّوْمِ.

  والمُعَرَّضَةُ من النِّسَاءِ: البِكْرُ قَبْلَ أَنْ تُحْجَبَ، وذلِكَ أَنَّهَا تُعْرَضُ على أَهْلِ الحَيِّ عَرْضَةً لِيُرَغِّبُوا فِيهَا مَنْ رَغِبَ، ثمّ يَحْجُبُونها، ويُقَالُ: ما فَعَلَت مُعَرَّضَتُك، كما في الأَساس واللِّسان.

  وعَارِضٌ، وعَرِيضٌ، ومُعْتَرِضٌ، ومُعَرِّضٌ، ومُعْرِضٌ كصَاحِبٍ، وأَمِيرٍ، ومُكْتَسِبٍ، ومُحَدِّثٍ، ومُحْسِن: أَسْمَاءٌ.

  ومُعْرِضُ بنُ عَبْدِ الله، كمُحْسِنٍ، رَوَى عنه شاصُونَة⁣(⁣٢) بنُ عُبَيْد، ذَكَره الأَمِير.

  وكمُحَدِّثٍ مُعَرِّضُ بنُ جَبَلَةَ، شاعِرٌ. وقال الشَّاعِر:

  لَوْلَا ابْنُ حارِثَةَ الأَمِيرُ لَقَدْ ... أَغضَيْتُ من شَتْمِي على رَغْمِ

  إِلاَّ كَمُعْرِضٍ المُحَسِّرِ بَكْرَهُ ... عَمْداً يُسَبِّبُنِي على الظُّلْمِ

  الكَافُ فيه زائِدَةٌ وتَقْدِيره إِلاَّ مُعْرِضاً، وهو اسمُ رَجُلٍ.

  وقال النَّضْرُ: ويُقَال: ما جَاءَكَ من الرَّأْي عَرَضاً خَيْرٌ مِمَّا جاءَكَ مُسْتَكْرَهاً، أَي ما جاءَك من غَيْرِ رَوِيَّةٍ ولا فِكْرٍ.

  وفي المَثَل «أَعْرَضَت القِرْفَةُ، أَي اتَّسَعَتْ، وذلِكَ إِذا قِيلَ للرَّجُل مَنْ تَتَّهِم؟ فيَقُولُ بَنِي فُلانٍ، للْقَبِيلَةِ بأَسْرِها.

  والعَرِيضُ، كأَمِير: اسمُ وَادٍ أَو جَبَل في قَوْلِ امْرِيءِ القَيْسِ:

  قَعَدْتُ لَهُ وصُحْبَتِي بَيْنَ ضَارِجٍ ... وبَيْنَ تِلَاعِ يَثْلَثٍ فالعَرِيضِ

  أَصابَ قُطَيَّاتٍ فسَالَ اللِّوَى لَهُ⁣(⁣٣) ... فَوَادِي البَدِيّ فانْتَحَى للْيَرِيضِ

  وسَأَلتُه عُرَاضَةَ مَالٍ، وعَرْضَ مَالٍ، وعَرَضَ مَالٍ فَلَمْ يُعْطِنيه.

  وفُلانٌ مُعْتَرِضٌ في خُلُقه إِذا سَاءَك⁣(⁣٤) كُلُّ شَيْءٍ مِنْ أَمْره.


(١) اللسان: معترضة.

(٢) كذا، وفي أسد الغابة «شاصوية».

(٣) صدره في معجم البلدان «يريض»:

أصاب قطاتين فسال لواهما

(٤) عن اللسان وبالأصل «ساس».