تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل النون مع الضاد

صفحة 171 - الجزء 10

  إِذا رَعَتْه الغَنَمُ ماتَتْ، عن ابْنِ عَبّادٍ، إِنْ لم يكن أَحَدُهُمَا تَصْحِيفاً عن الآخَرِ، فتأَمَّلْ.

  والنَّقّاضُ، كشَدّادٍ: لَقَبُ الفَقِيهِ أَبِي شُرَيْحٍ إسْمَاعِيلَ ابنِ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ الشّاشيِّ ثِقَة صَدُوق، رَوَى عن أَبِي الحَسَنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمن الدَّبّاسِ، وعنه أَبُو عبدِ الله الفراوِيّ، وأَبو القاسِم السُّحَامِيُّ، مات سنة ٤٧٠ أَو قَبْلَهَا.

  قلتُ: وإِنَّمَا لُقِّب به لأَنَّهُ كانَ يَنْقُض الدِّمَقْسَ.

  وفي التَّنْزِيلِ العَزِيزِ {وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ} الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ⁣(⁣١) قالَ ابنُ عَرفَةَ: أَيْ أَثْقَلَهُ حتَّى جَعَلَه نِقْضاً، أَي مَهْزُولاً، وهو الَّذِي أَتْعَبَه السَّفَرُ والعَمَل فنَقَضَ لَحْمَه أَو أَثْقَلَهُ حتّ سُمِعَ نَقِيضُهُ، أَي صوْتُهُ، وهذَا قولُ الأَزْهَرِيِّ.

  وقال الجَوْهَرِيُّ: وهو من أَنْقَضَ الحِمْلُ ظَهْرَه، أَي أَثْقَلَه، وأَصْلُه الصَّوْتُ. قلت: هُو قولُ مُجَاهِدٍ وقَتَادَةَ، والأَصْلُ فيه أَنَّ الظَهْرَ إِذَا أَثْقَلَه الحِمْلُ سُمِعَ له نَقِيضٌ، أَي صَوْتٌ خَفِيٌّ، كما يُنْقِضُ الرَّجُلُ لِحِمارِه إِذا ساقَهُ.

  والنَّقِيضَةُ: الطَّرِيقُ في الجَبَلِ، نقله الصّاغَانِيُّ.

  ومن المجاز: نَقِيضَةُ الشِّعْر، وهو أَنْ يقولَ شاعِرٌ شِعْراً فيَنْقُضَ عليه شاعِرٌ آخَرُ حتَّى يجِيءَ بغيْرِ مَا قَالَ، قاله اللَّيْث، والاسم النَّقيضَة، وفِعْلُهما المُنَاقَضَةُ، وجَمْعُ النَّقِيضَة: النَّقَائِضُ، ولذلِكَ قالُوا: نَقَائِضُ جَرِيرٍ والفَرَزْدَقِ.

  والإِنْقِيضُ، كإِزْمِيلٍ: الطِّيبُ الَّذِي له رائِحةٌ طَيِّبَةٌ، خُزَاعِيَةٌ، نقله أَبو زَيْدٍ، كذا نَقَلَه الصّاغَانِيّ. وفي اللّسان: هو رَائِحةُ الطِّيبِ.

  وتَنَقَّضَ الدَّمُ: تَقَطَّرَ، هكذا في سائِرِ النُّسَخ، وما أَحْرَاه بالتَّحْرِيف والتَّصْحِيف، ففي المُحْكَم: تَنَقَّضتِ الأَرْضُ عن الكَمْأَةِ، أَي تَفَطَّرت، وقال ابنُ فارِسٍ: انْتَقَضَت القَرْحَةَ، كأَنَّها كانت تَلاءَمَت ثمَّ انْتَقَضَت، وتَنَقَّضَتْ عنها تَفطَّرت.

  ومن المجاز تَنَقَّضَت عِظَامُهُ، أَي صَوَّتَتْ، عن ابن فارِسٍ.

  وتَنَقَّضَ البَيْتُ: تَشَقَّقَ فسُمِعَ له صَوْتٌ، وفي حَدِيثِ هِرَقْل: «لقد تَنَقَّضَت الغُرْفةُ» أَي تَشَقَّقتْ وجاءَ صَوْتُهَا.

  ومن المجاز: المُنَاقَضَةُ في القَوْلِ: أَنْ يَتَكلَّمَ بما يَتَنَاقضُ معْنَاهُ، أَي يَتَخَالَفُ. والتَّنَاقُضُ: خلاف التَّوَافُقِ، كما في العُبابِ، وهو مُفَاعَلَةٌ من نَقْضِ البِنَاءِ، وهو هَدْمُه، ويُرَادُ به المُراجعةُ والمُراوَدَة، ومنه حَدِيثُ صَوْمِ التَّطَوُّعِ: «فنَاقَضَنِي ونَاقَضْتُه». ونَاقَضَهُ مُناقَضَةً: خَالَفَه.

  * وممّا يُسْتَدْرَك عليه:

  النِّقْضُ، بالكَسْرِ: المَهْزُولُ من الخَيْلِ، عن السِّيرَافِيِّ، قال: كَأَنَّ السَّفرَ نقَضَ بِنْيَتَه، والجمْعُ: أَنْقَاضٌ.

  والنَّقَّاضُ، ككَتّانٍ: مَنَ يَنْقُضُ الدِّمَقْس، وحِرْفَتُه النِّقَاضَةُ، بالكَسْر، وقال الأَزْهَرِيُّ: وهو⁣(⁣٢) النَّكَّاثُ.

  والنِّقَاضُ ككِتَابٍ: المُنَاقَضَةُ. قال الشَّاعِرُ:

  وكَانَ أَبو العَيُوفِ أَخاً وجَاراً ... وذَا رَحِمٍ فقلتُ له نِقَاضَا

  أَي نَاقَضْتُه في قَوْله وهَجْوِه إِيَّايَ.

  ومن المَجازِ: الدَّهْرُ ذُو نَقْضٍ وإِمْرارٍ، أَي ما يُمِرُّه يَعُودُ عليه فيَنْقُضُهُ، ومنه قولُ الشّاعِر:

  إِنّي أَرَى الدَّهْرَ ذا نَقْضٍ وإِمْرارِ⁣(⁣٣)

  ونَقِيضُك: الَّذِي يُخَالِفُك، والأُنْثَى بالهَاءِ.

  وتَنَقَّضَت الأَرْضُ عن الكَمْأَمة: تَفَطَّرَتْ.

  وأَنْقَضَ الكَمْءُ ونَقَّضَ: تَقَلْفَعَتْ عنه أَنْقَاضُهُ، قال:

  ونَقَّضَ الكَمْءُ فَأَبْدى بَصَرَهْ

  والإِنْقَاضُ: صَوْتُ صِغَارِ الإِبِلِ، قال شِظَاظٌ، وهو لصٌّ من بني ضَبَّةَ:

  رُبَّ عَجُوزٍ من نُمَيْرٍ شَهْبَرَهْ ... عَلَّمْتُهَا الإِنْقَاضَ بعدَ القَرْقَرَهْ

  نقله الجَوْهَرِيّ، وقد تقدّم تفسير البيت في «ق ر ر».

  وأَنْقَضَ الرَّحْلُ، إِذا أَطَّ.

  ونَقِيضُ السَّقْفِ: تَحْرِيكُ خَشَبِه.


(١) سورة الشرح الآيتان ٢ و ٣.

(٢) في التهذيب: وكذلك النّكاث، وحرفته النَّكاثة.

(٣) البيت لجرير، ديوانه وصدره:

لا يأمننّ قوي نفضَ مرّته