تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[خطط]:

صفحة 239 - الجزء 10

  نباتِ أَرْضِ العَرَب. وقد كَثُرَ مَجيئَه في أَشعارِها قال الشَاعرُ في نبَاتِه:

  وهَلْ يُنْبِتُ الخَطِّيَّ إِلاَّ وَشِيجَةٌ ... وتُغْرَسُ إِلاّ في مَنَابِتِها النَّخْلُ

  وفي العُبَابِ قال عَمْرُو بن كُلْثُوم:

  بسُمْرٍ مِن قَنَا الخَطِّيِّ لُدْنٍ ... ذوَابِلَ أَو بِبِيضٍ يَخْتلِينَا⁣(⁣١)

  وقال غيرُه:

  ذَكَرْتُكِ والخَطِّيُّ يَخْطِرُ بَيْنَنَا ... وقد نَهِلَتْ مِنَّا المُثَقَّفَة السُّمْرُ

  وجَبَلُ الخُطِّ، بالضَّمِّ ويفُتْحَ: أَحَدُ الأَخْشَبيْنِ بمَكَّةَ، شَرَّفَها الله تعالى.

  وقال أَبو عَمْرٍو: الخُطُّ: مَوْضِعُ الحَيِّ.

  والخُطُّ الطَّرِيقُ الشارِعُ، ويُفْتَحُ، وهكذا ضُبِطَ بالوَجْهَيْنِ في الجَمْهَرَةِ، ويُرْوَى بالوَجْهَيْنِ قول أَبِي صَخْرٍ الهُذَلِيِّ، وقد تَقَدَّم.

  والخِطُّ، بالكَسْرِ: الأَرْضُ الَّتِي لم تُمْطَرْ وقد مُطِرَ ما حَوْلَها، عن أَبِي حَنِيفَةَ.

  والخِطُّ: الأَرْضُ الَّتِي تَنْزِلُها ولمْ يَنْزِلْها نازِلٌ قَبْلَكَ، عن ابن دُرَيْدٍ، كالحِطَّةِ، بزِيادَةِ الهاءِ، وإِنّما كُسِرَت الخاءُ منها لأَنَّها أُخْرِجَتْ على مَصْدَرٍ بُنِيَ على فِعْله.

  وجَمْعُ الخِطَّة: خِطَطٌ، وقد خَطَّهَا لِنَفْسِهِ خَطّاً واخْتَطَّهَا وهو أَنْ يُعْلِمَ عليها عَلامَةً بالخَطِّ؛ ليُعْلَمَ أَنَّه قد احْتازَها لِيَبْنِيَهَا دَاراً، ومنه خِطَطُ البَصْرَةِ والكُوفَةِ، نَقلَهُ الجَوْهَرِيُّ.

  قلتُ: ولهذا. سَمَّى المَقْرِيزِيُّ كتابَه الخِطَط. وحكى ابنُ بَرّيّ عن ابنِ دُرَيْدٍ أَنَّه يُقالُ خِطٌّ: لِلمكان الَّذِي يَخْتَطُّه لنَفْسِه، من غَيْر هاءٍ⁣(⁣٢)، يُقال: هذا خِطُّ بني فُلانٍ. وكُلّ ما حَظرْتهُ، أَي مَنَعْتَهُ فقد خَطَطْتَ عليه.

  والخَطِيطَةُ: الأَرْضُ الَّتي لَمْ تُمْطَرْ بَيْن أَرْضَيْنِ مَمْطُورتَيْنِ، وقال ابنُ شُمَيْلِ: هي الَّتِي يُمْطَرُ ما حَوْلَها ولا تُمْطَر هي، أَو هي الَّتِي مُطِرَ بَعْضُها دُونَ بَعْضٍ. والجَمْع: خَطَائطُ، وأَنْشَدَ أَبو عُبَيْدَةَ لهمْيانَ بنِ قُحافَةَ:

  على قِلَاصٍ تَخْتَطِي الخَطَائطَا ... يتْبَعْنَ مِوّارَ المِلَاطِ مَائِطَا

  وقال الكُمَيْتُ:

  قِلَاتٌ بالخَطِيطَة جَاوَرَتْها ... فنَضَّ سِمَالُها العَيْنُ الذَّرُورُ

  والخُطَّةُ، بالضَّمِّ: شِبْهُ القِصَّةِ، وفي الصّحاحِ: الخُطَّة: الأَمْرُ والقصَّةُ، وزَادَ غيرُه: والحَالُ والخَطْبُ، وفي اللِّسان: يُقالُ: سُمْتُه خُطَّةَ خَسْفٍ وخُطَّةَ سَوْءِ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لتأَبَّط شَرًّا:

  هُما خُطَّتَا: إِمَّا إِسارٌ ومِنَّةٌ ... وإِمّا دَمٌ والقَيْلُ بالحُرِّ أَجْدَرُ

  أَراد: خُطَّتان، فحَذَفَ النُّونَ اسْتِخْفافاً، كذا في الصّحاحِ، وفي حَدِيثِ الحُدَيْبِيَة: «لا يَسْأَلُوني خُطَّةً يُعَظِّمون فيها حُرُماتِ الله إِلاّ أَعْطَيْتُهم إِيّاها». وفي حَدِيثِها أَيضاً: «قد عَرَضَ عليكُم خُطَّةَ رُشْدٍ فاقْبَلُوها» أَي أَمْراً وَاضِحاً في الهُدَى والاسْتِقامَة.

  والخُطَّةُ: الجَهْلُ، يُقال: في رَأْسِه خُطَّةٌ، أَي جَهْلٌ، وقيل: أَمْرٌ ما.

  وقال الفَرّاءُ: الخُطَّة: لُعْبَةٌ للأَعْرَابِ.

  وفي الصّحاحِ: الخُطَّةُ من الخَطِّ، كالنُّقْطَة من النَّقْطِ⁣(⁣٣) أَي اسمُ ذلِكَ.

  والخُطَّةُ: الإِقْدَامُ على الأُمُورِ، يُقَال: جاءَ وفي رَأْسه خُطَّة؛ إِذا جَاءَ وفي نَفْسِه حَاجَةٌ وقد عَزَم عَلَيْهَا، والعَامَّة تقول: خُطْبَةٌ⁣(⁣٤)، كذا في الصّحاحِ، زاد في اللِّسَانِ: وكلامُ العَرَبِ الأَوّلُ، وفي العُبَابِ: قال القُحَيْفُ العُقَيْليّ:

  وفي الصَّحْصَحِيِّين المُوَلِّينَ غُدْوَةً ... كَوَاعِبُ من بَكْرٍ تُسَامُ وتُجْتَلى

  أُخِذْنَ اغْتِصَاباً خُطَّةً عَجْرَفِيَّةً ... وأُمْهِرْن أَرْماحاً من الخَطِّ ذُبَّلَا


(١) ويروى: ببيض يعتلينا، والبيت من معلقته.

(٢) انظر الجمهرة ١/ ٦٧.

(٣) على هامش القاموس عن نسخة أخرى: هذان اللفظان (يعني من النقط) مضروب عليهما بخط المؤلف. وقد وردت العبارة في التهذيب واللسان كالأصل، عن الليث.

(٤) في اللسان والصحاح: خُطّية.