فصل الخاء مع الطاء
  وخَطَّ الزّاجِرُ في الأَرْضِ يَخُطُّ خَطّاً عَمِلَ فيها خَطّاً بإِصْبَعِه، ثمَّ زَجَرَ.
  قال اللَّيْثُ: وحَلْبَسٌ(١) الخَطّاطُ: اسمُ رَجُلٍ زَاجِرٍ مَشْهُور، وهو الَّذِي أَتاه الثَّوْرِيُّ وسَأَلَه فخَبَّرَه بكُلِّ ما عَرَفَ.
  وقالَ الثَّوْرِيّ: سَهَّلَ عليَّ ذلِكَ الحديثَ الَّذِي يَرْوِيهِ أَبُو هُرَيْرَةَ ¥، عن النَّبِيِّ ﷺ: «كان نَبِيٌّ من الأَنْبِيَاءِ يَخُطُّ» قال الصّاغَانِيُّ: هكَذَا قالَهُ اللَّيْثُ. وأَمّا الحَدِيثُ فرَاوِيهِ مُعَاوِيةُ بنُ الحَكَمِ السُّلَمِيُّ. قلتُ: وهكَذَا في النِّهَايَة، ولَعَلَّه رُوِيَ مِنْ طَرِيقٍ آخَرَ إِلى أَبِي هُرَيْرَةَ أَيضاً.
  ولم نَطَّلِعْ عليه، فتأَمَّلْ. وقالَ البَعِيثُ:
  أَلَا إِنَّمَا أَزْرَى بِحَارَك عامِداً ... سُوَيْعٌ كخطَّافِ الخَطِيطَةِ أَسْحَمُ
  كذا في اللِّسَان، ولم يُفَسِّرْه، وعِنْدِي أَنَّ الخَطِيطةَ هُنَا هي الرَّمْلَة التي يَخُطُّ عليها الزّاجِرُ، وأَسْحَم: اسمُ خَطٍّ من خُطُوطِ الزّاجِرِ، وهو عَلامةُ الخَيْبَةِ عِندَهُم، وذلِكَ أَنْ يَأْتِيَ إِلى أَرْضٍ رِخْوَةٍ، وله غُلامٌ معه مِيلٌ فيَخطَّ الأُسْتَاذُ خُطُوطاً كثيرَةً بالعَجَلَة، لِئَلاَّ يَلْحَقَهَا العَدَدُ، ثمّ يَرْجِع فيَمْحُو منها على مَهَلٍ خَطَّيْنِ خَطَّيْنِ، فإِن بَقِيَ من الخُطُوطِ خَطّانِ فهُمَا علامَةُ النُّجْح وقَضَاءِ الحَاجَةِ، قال: وهُوَ يَمْحُو وغُلامهُ يقولُ للتّفاؤُل: ابْنَيْ عِيَان أَسْرِعَا البَيان، قال ابنُ عَبّاسٍ: فإِذا مَحَا الخَطوطِ فبَقِيَ منها خَطُّ فهي(٢) عَلامَةُ الخَيْبَةِ(٣). وقد رَوَى مثلَ ذلِكَ أَبو زَيْدٍ، واللَّيْثُ.
  وخَطَّ برِجْلِه الأَرْضَ: مَشَى، وهو مَجازٌ، قال أَبو النَّجْمِ:
  أَقْبَلْتُ مِنْ عندِ زِيَادٍ كالخَرِفْ ... تَخُطُّ رِجْلايَ بخَطٍّ مُخْتَلِفْ
  تُكَتِّبان(٤) في الطَّرِيقِ لامَ الِفْ
  والخَطُوط، كصَبُورٍ، من بَقَرِ الوَحْش: الَّتِي تَخُطُّ الأَرْضَ بأَظْلافِهَا، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وكذلِك كُلُّ دَابّةٍ، كما في اللِّسَانِ. والعَجَبُ من المُصَنِّفِ كيفَ أَهْمَلَه، وهو مَوْجُودٌ في العُبَابِ أَيضاً.(٥)
  ويُقَال: فُلانٌ يَخُطُّ في الأَرْضِ، إِذَا كان يُفَكِّر في أَمْرِه ويُدَبِّرهُ، وهو مَجَازٌ، قال ذُو الرُّمَّة:
  عَشِيَّةَ مالِي حِيلَةٌ غيرَ أَنَّنِي ... بلَقْطِ(٦) الحَصَى والخَطِّ في الدّارِ مُولَعُ
  أَخُطُّ وأَمْحُو الخَطَّ ثمّ أُعِيدُه ... بكَفِّيَ والغِرْبَانُ في الدَّارِ وُقَّعُ(٧)
  والمِخْطَاطُ: عُودٌ تُسَوَّى عليه الخُطُوطُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، والعَجَبُ من المُصَنِّفِ كيفَ أَهْمَلَه وهو مَوْجُودٌ في العُبَابِ أَيْضاً.
  وكِتَابٌ مَخْطُوطٌ: مكتُوبٌ فيه.
  وعَلى ظَهْر الحِمَار خُطَّتانِ، بالضَّمِّ، أَي جُدَّتانِ، كما في الأَسَاس، وهُمَا طَرِيقَتان مُسْتطِيلَتانِ تُخالِفانِ لَوْنَ سَائِر الجَسَد.
  وخَطّ اللهُ نَوْءَها، من الخَطِيطَة، وهي الأَرْضُ الغَيْرُ المَمْطُورَةِ، هكذا رُوِيَ في حَدِيث ابْنِ عبّاسٍ، قاله أَبو عُبَيْدِ: ويُرْوَى «خَطَّأَ» أَي جَعَلَه مُخْطِئاً لها لا يُصِيبُها مَطَرُه، ويُرْوَى خَطَّى، وأَصْلُه خَطَّط، كتَقَضَّى البازِي والأُولَى أَضْعَفُ الرِّوَايَاتِ.
  ويُقال: الْزَمْ خَطِيطَةَ الذُّلِّ مَخَافَةُ ما هُو أَشَدُّ منه، نقَلَه ابنُ الأعْرَابِيِّ من قَوْلِ بعضِ العَرَبِ لابْنِه. وهو مجازٌ، استعارها للذُلِّ، لأَنَّ الخَطِيطَةَ من الأَرَضِينَ ذَلِيلَةٌ بما بَخَسَته الأَمْطارُ من حَقِّها، كذا في المُحْكَم.
  وعن ابْن الأَعْرَابِيِّ: الأَخَطُّ: الدَّقِيقُ المَحَاسِنِ.
  ويُقال: خَطَطْتُ بالسَّيْفِ وَجْهَه، ووَسَطَه، وهو مَجَازٌ.
  وكذلِكَ خَطَّهُ بالسِّيْفِ نِصْفَيْن.
  والخَطِيطِ، كأَمِيرٍ: قَريبٌ من الغَطِيطِ، وهو صَوْتُ النّائم، والغَيْنُ والخَاءُ يتقَارَبان، يُقَال: خَطَّ في نَوْمِه، أَي غَطَّ فيه.
(١) عن المطبوعة الكويتية وبالأصل «حلس».
(٢) في التهذيب: «فهو».
(٣) زيد في التهذيب: وكانت العرب تسمي ذلك الخط الذي يبقى من خطوط الحازي: الأسحم، وكان هذا الخط عندهم مشؤوماً.
(٤) عن اللسان وبالأصل «يكتبان».
(٥) ونقله في التهذيب عن الليث.
(٦) في التهذيب: بطرق.
(٧) عن الديوان وبالأصل «موقع».