تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[سخط]:

صفحة 277 - الجزء 10

  يَتَرَجْرَج. وقِيل. نَبَاتٌ، وقد تقدّم تَحْقِيقُه في الجِيم، ويَأْتِي أَيْضاً في الّلامِ إِنْ شَاءَ الله تعالَى.

  وسَحَطَ فُلانٌ الشِّرَابَ إِذا قَتَلَهُ بالماءِ، أَي أَكْثَرَ عَلَيْهِ.

  وسَحَطَ السَّخْلَ يَسْحَطُه سَحْطاً: أَرْسَلَهُ مع أُمِّهِ نَقَلَه الصّاغانَيُّ.

  والمَسْحَطُ، كمَقْعَدٍ: الحَلْقُ والمَذْبَحُ، وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيُّ:

  وساخِط من غَيْر شَيْءٍ مُسْخِطِهْ ... كنتُ له مِثْلَ الشَّجَي في مَسْحَطِهْ

  وهو مَجَاز.

  وسِيحَاطٌ⁣(⁣١)، كقِيفالٍ: ة، هكَذَا في النُّسَخِ، والصّوابُ أَن يَكْتُبَ: «ع» إِشارَةً إِلى المَوْضِع، أَو وَادٍ، قالَهُ أَبو عَمْرٍو أَو: قارَةٌ أَو قُنَّةٌ، كِلاهُمَا عن الأَصْمَعِيِّ، ولكِنَّه ضَبَطَهُ بالشِّينِ المُعْجَمَةِ، أَو أَرْضٌ، نَقَلَه الأَصْمَعِيُّ أَيْضاً، وبالوَجْهَيْنِ يُرْوَى قَوْلُ تَمِيمِ بنِ أُبَيِّ بنِ مُقْبِلٍ:

  يا بِنْتَ آلِ شِهَابٍ هل عَلِمْت إِذا ... أَمْسَى المَراضِيعُ في أَعْنَاقها خَضَعُ

  أَنِّي أُتَمِّمُ أَيْسَارِي بذِي أَوَدٍ ... مِنْ فَرْعِ⁣(⁣٢) سِيحَاطَ ضَاحِي لِيطِهِ قَرِعُ

  ذو أَوَدٍ: القِدْحُ. واللِّيطُ: اللَّوْنُ. وقَرِعٌ: لا لِحاءَ عليهِ.

  وقال المُفَضَّلُ: المَسْحُوطُ من الشِّرَابِ كُلِّه: المَمْزُوجُ بالماءِ، أَي المَقْتُول بهِ.

  وقال ابنُ دُرَيْدٍ: أَهْلُ اليَمَنِ يَقُولُون: انْسَحَطَ الشَّيْءُ من يَدِهِ، إِذا انْمَلَصَ، ونصُّ الجَمْهَرَةِ: امَّلَسَ فسَقَطَ، لغة يَمَانِيَةٌ⁣(⁣٣).

  وانْسَحَط عن النَّخْلَةِ وغَيْرِهَا، إِذا تَدَلَّى عنها حَتَّى يَنْزِلَ إِلى الأَرْضِ لا يُمْسِكُهَا بِيَدِه كذا في الجَمْهَرَةِ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  سَحْطَةُ، بالفَتْحِ: حِصْنٌ في جِبَالِ صَنْعَاءَ، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ.

  ونَقَل ابنُ بَرِّيّ عن أَبِي عَمْرٍو: المَسْحُوط: اللَّبَنُ يُصَبّ، وأَنْشَدَ لابْنِ حَبِيبٍ الشَّيْبَانِيِّ:

  مَتَى يَأْتِه ضيفٌ فليسَ بذَائقٍ ... لَمَاجاً سِوَى المَسْحُوطِ واللَّبَنِ الأَدْلِ

  قلت: وذَكَره المُصَنِّفُ في «ش ح ط» وسَيَأْتِي الكَلامُ عليه هُنَاكَ.

  وغَمٌّ سَاحِطٌ: ذَابِحٌ، وهو مَجَازٌ، ومنه سَجْعَةٌ الأَسَاسِ: غَمٌّ لا أَبالَكَ ساحِط، أَنْ تَبِيتَ والمَوْلَى عليكَ سَاخِط.

  والسَّحِيطُ والمَسْحُوطَة: الشّاةُ المَذْبُوحة.

  [سخط]: السُّخْطُ، بالضَّمّ، وكعُنُقٍ مِثَالُ خُلْقٍ وخُلُقٍ، والسَّخَطُ، مِثَال جَبَلٍ، ذَكَرَ الجَوْهَرِيُّ الأُولَى والأَخِيرَة، وفي اللِّسَانِ: هو مثل العُدْمِ والعَدَم، والمَسْخَط مثال مَقْعَدٍ، وهذه والثَّانِيَة نَقَلَهُمَا الصّاغَانِيُّ، وأَنْشَدَ لرُؤْبَةَ:

  بكُلِّ غَضْبَانٍ مِنَ التَعَيُّطِ ... مُنْتفج⁣(⁣٤) الشَّجْرِ أَبِيِّ المسْخَطِ

  ضِدُّ الرِّضَا، وهو الكَرَاهَةُ للشَّيْءِ وعَدَمُ الرِّضَا به، وقد سَخِطَ، كفَرِحَ، يَسْخَطُ سَخَطاً وتَسَخَّطَ، أَي كَرِهَ وتَكَرَّهَ.

  والمَسْخُوطُ: المَكْروهُ، عن ابنِ دُرَيْدٍ. وفي الأَسَاسِ: عَطَاءٌ مَسْخُوطٌ: مَكْرُوهٌ.

  وسَخِطَ: غَضِبَ، وأَسْخَطَه: أَغْضَبَهُ، تَقُول: أَسْخَطَنِي فُلانٌ فسَخِطْتُ سَخَطاً. وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيُّ:

  أُعْطِيتُ مِنْ ذِي يَدِه بسُخُطِهْ

  وقال العَجَّاجُ يَصِفُ ثَوْراً:

  ثُمَّتَ كَرَّ ساخِطَ الإِسْخاطِ

  وتقول: كُلَّمَا عَمِلْتُ له عَمَلاً تَسَخَّطَهُ، أَي تَكَرَّهَهُ ولم يَرْضَهُ، وكذلِكَ أَعْطَاهُ قَلِيلاً فسَخِطَه.

  وتَسَخَّطَ عَطَاءَهُ، إِذا اسْتَقَلَّهُ ولم يَقَعْ منه مَوْقِعاً، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ.

  * ومّما يُسْتَدْرَكُ عليه:

  السَّخَط مُحَرَّكةً: الغَضَبُ. وهو مَسْخُوطٌ عليه: مَغْضُوب


(١) قيدها ياقوت بالقلم بفتح فسكون.

(٢) في معجم البلدان: من نيل سيحاط.

(٣) انظر الجمهرة ٢/ ١٥٢.

(٤) بالأصل: «منتفخ الشحر» والمثبت عن الديوان.