تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل السين المهملة مع الطاء

صفحة 290 - الجزء 10

  وفي المَثَل: «لكُلِّ سَاقِطَةٍ لَاقِطَةٌ»، أَي لكُلِّ كَلِمَةٍ سَقَطَت من فَمِ النّاطِقِ نَفْسٌ تَسْمَعُها فتَلْقُطُها فتُذِيعُها، يُضْرَب في حِفْظِ اللِّسَانِ.

  ويُقَال: سَقَطَ فلانٌ من مَنْزِلَتِه، وأَسْقَطَه السُلْطَانُ.

  وهو مَسْقُوطٌ في يَدِه، وسَاقِطٌ في يَدِه: نادِمٌ ذَلِيل.

  وسَقَط النَّجْمُ والقَمَرُ: غابَا⁣(⁣١).

  والسَّواقِطُ والسُّقَّاط: اللُّؤَماءُ. وسَقَط فلانٌ من عَيْنِي.

  وأَتى⁣(⁣٢) وهو مِنْ سُقَّاط الجُنْدِ: مِمّن لا يُعْتَدّ به.

  وتَسَاقَطَ إِليَّ خَبَرُ فُلانٍ وكُلّ ذلِكَ مَجَازٌ.

  وقَوْمٌ سِقَاطٌ، بالكَسْرِ: جَمْعُ سَاقِطٍ كنائمٍ ونِيَامٍ، وسَقِيط وسِقَاط كطَوِيلٍ وطِوَالٍ، وبه يُرْوَى قولُ المتنخّل:

  إِذا ما الحَرْجَفُ النَّكْبَاءُ تَرْمِي ... بُيُوتَ الحَيِّ بالوَرَقِ السِّقَاطِ

  ويروى: «السُّقَاط، بالضَّمِّ: جمع سُقَاطَةٍ، وقد تَقَدَّم.

  وسَاقِطَةُ: مَوضِعٌ.

  ويُقَال: هو سَاقِطَةُ النَّعْلِ.

  وفي الحَدِيثِ: «مَرٌّ بتَمْرَةٍ مَسْقُوطَةٍ» قيل: أَراد ساقِطَة، وقِيلَ: على النَّسَبِ، أَي ذاتِ سُقوطٍ، ويُمْكن أَنْ يَكُونَ من الإِسْقَاطِ مثل: أَحَمَّه الله فهو مَحْمُومٌ.

  والسَّقَطُ، محرّكةً: ما تُهُووِنَ به من الدّابَّةِ بعد ذَبْحِها، كالقَوَائمِ، والكَرِشِ، والكَبِد، وما أَشْبَهَها، والجَمْعُ أَسْقَاطٌ.

  وبائعُه: أَسْقَاطِيٌّ، كأَنْصَارِيٍّ وأَنْماطيٌّ. وقد نُسِبَ هكذا شيخُ مشايِخِنا العَلامّةُ المُحَدِّثُ المُقْرِئُ الشِّهَاب أَحْمَد الأَسْقَاطِيّ الحَنَفِيّ.

  وسُقَيْط، كزُبَيْرٍ: لَقَبُ الإِمام شِهَاب الدّين أَحمد بن المَشْتُولِيّ، وفيه أُلّفَ غُرَرُ الأَسْفاط في عُرَرِ الأَسْقاط، وهي رسالة صغيرة متضمنّة على نَوَادِرَ وفرائد، وهي عندي.

  وسُقَيْطٌ أَيضاً: لَقَبُ الحُطَيْئَةِ الشّاعرِ، وفيه يَقُول مُنْتَصِراً له بعضُ الشُّعَرَاءِ، ومُجَاوِباً مَنْ سَمّاه سُقَيْطا فإِنَّه كان قَصِيراً جِدّاً:

  ومِا سُقَيْطٌ وإِنْ يَمْسَسْكَ وَاصِبُه ... إِلاّ سُقَيْطٌ على الأَزْبَابِ والفُرُجِ⁣(⁣٣)

  وهو أَيْضاً: لَقَبُ أَحْمَدَ بنِ عَمْرو، مَمْدُوحِ أَبِي عَبْدِ الله بن حَجَّاجٍ الشّاعِر، وكان لا بُدَّ في كُلِّ قَصِيدَةٍ أَنْ يَذْكُرَ لَقَبَه فمن ذلِكَ أَبْيَاتٌ:

  فاسْتَمِعْ يا سُقَيْطُ أَشْهَى وأَحْلَى ... مِنْ سَماعِ الأَرْمالِ والأَهْزاجِ

  وقوله:

  مَدَحْتُ سُقَيْطاً بمِثْلِ العَرُوسِ ... مُوَشَّحَةً بالمَعَانِي المِلَاحِ

  والسَّقِيط، كأَمِيرٍ: الجَرْوُ.

  ومن أَقْوَالهم: مَن ضَارَعَ أَطْوَلَ رَوْقٍ منه سَقَطَ الشَّغْزَبِيَّة.

  وسَقَطَ الرَّجُلُ: ماتَ، وهو مَجَازٌ.

  ومن أَقْوَالهم: إِذا صَحَّت المَوَدَّةُ سَقَطَ شَرْطُ الأَدَبِ والتَّكْلِيف.

  والسَّقِيطُ: الدُّرُّ المُتَنَاثِرُ، ومنه قولُ الشّاعِر:

  كَلَّمَتْنِي فقُلْتُ دُرّاً سَقِيطاً ... فتأَمَّلْتُ عِقْدَها هل تَنَاثَرْ

  فازْدَهَاهَا⁣(⁣٤) تَبَسُّمٌ فأَرَتْنِي ... عِقْدَ دُرٍّ من التَّبَسُّمِ آخَرْ

  والسُّقّاطَةُ، كرُمّانَةٍ: ما يُوضَع على أَعْلَى البابِ تَسْقُط عليه فيَنْقَفِل.


(١) شاهد قول عمر بن أبي ربيعة، كما في الأساس:

هلا دسست رسولاً منك يعلمني ... ولم يعجل إلى أن يسقط القمرُ

(٢) كذا بالأصل، وجاءت العبارة في الأساس: «وهو سقطي وصاحب سقط وسَقّاط، وقد أُبيَ. وهو من سقط الجند: ممن لا يعتد به» وقوله: وقد أُبي يعني أن لفظة سقاط قد أباها وأنكرها بعضهم، وقد تقدم ذلك أثناء المادة.

(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: ما سقيط الخ هكذا في النسخ، وحرره».

(٤) عن المطبوعة الكويتية وبالأصل «فازدهى».