تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل السين المهملة مع الطاء

صفحة 293 - الجزء 10

  عِنْدَ العَرَبِ: الحُجَّةُ، ويُذَكَّرُ ويُؤَنَّثُ، فمن ذَكَّرَهَ ذَهَبَ به إِلى مَعَنْى الرَّجُل، ومن أَنَّثَه ذَهَبَ به إِلى مَعْنَى الحُجَّةِ.

  وقال ابنُ دُرَيْدٍ: سُلْطانُ الدّمِ: تَبيُّغُه.

  والسُّلْطانُ من كُلِّ شْيءٍ شِدَّتُه وحِدَّتُه وسَطْوَتُه، قال: ومنه اشْتِقَاقُ السُّلطانِ.

  وسُلْطَانُ بنُ إِبراهِيمَ: فَقِيهُ القُدْسِ.

  قُلْتُ: وأَبُو العَزَائمِ سُلْطَانُ بنُ أَحْمَدَ بنِ سَلامَةَ بنِ إِسْمَاعِيلَ المَزّاحِيُّ فَقِيهُ أَهْلِ مِصْر ومُحَدِّثُهُم ومُقْرِئُهم، أَخَذَ عن الشَّيْخِ سَيْفِ الدَّين بنِ عَطَاءِ الله الفَضَالِيّ البَصِيرِ، والنُّور الزِّيادِيِّ، والشِّهاب أحمدَ بن خليلٍ السُّبّكيِّ، وسَالمِ بنِ مُحَمَّدٍ السَّنْهُورِيّ وأَبِي بَكْرِ بن إِسْمَاعِيلَ الشَّنَوَانِيّ، والبُرْهانِ إِبراهِيمَ اللَّقانِيِّ، والشَّمْسِ مُحَمَّدٍ الخَفاجِيِّ، والشَّمْسِ المَيْمُونِيّ وغيرِهِم، وتُوُفِّي سنة ١٠٧٥ وكانت وِلادَتُه سنة ٩٨٥ وعَنْهُ الحَافِظُ شَمْسُ الدِّينِ البَابِليُّ، والنُّورُ عليٌّ الشَّبْرَامَلسيّ ومَنْصُورُ بنُ عَبْدِ الرَّزّاق الطُّوخيُّ، وشاهِينُ الأَرْمناوِيُّ الحَنَفِيُّ، والشِّهَابُ أَحْمَدُ بنُ عبدِ اللَّطِيفِ البَشْبِيشِيُّ وأَرَّخَ موتَه الفاضلُ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ الوَهّابِ البِبْلاوِيّ⁣(⁣١)

  شَافِعِيُّ العَصْرِ وَلَّى ... وله في مِصْرَ سُلْطَانْ

  في جُمادَى أَرَّخُوه ... في نَعِيمِ الخُلْدِ سُلْطَانْ

  والسِّلْطَةُ، بالكَسْرِ: السَّهْمُ الدَّقِيقُ الطَّوِيلُ، واقْتَصَر الجَوْهَرِيُّ على الوَصْفِ الأَخِير، ج: سِلَطٌ بكَسْر ففَتْح، وهذِه عن ابْنِ عَبّادٍ، وسِلَاطٌ، بالكَسْرِ أَيْضاً، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ للمُتَنَخَّلِ:

  كأَوْبِ الدَّبْرِ غامِضةً ولَيْسَت ... بمُرْهَفَةِ النِّصالِ ولا سِلَاطِ

  قلت: يَصِفُ المَعَابِلَ. وسِلَاطٌ: طِوالٌ، أَي لم تَطُلْ فتُثْقِلَ السَّهْمَ. كَذا في شَرْحِ الدِّيوانِ.

  وقال ابنُ عَبّادٍ: السِّلْطَةُ: ثَوْبٌ يُجْعَلُ فيه الحَشِيشُ والتِّبْنُ، وهو مُسْتَطِيلٌ. قلت: وهُوَ الَّذِي تقوله العامَّةُ شِلْطَة بالشين المعجمة ويقُولُونَ أَيضاً: شَلِيطَة، ويَجْمعُونه على: شِلَطٍ وشَلائطَ.

  والسَّلائِطُ: الفَرَانِيّ، والجَرَادِقُ الكِبَارُ، الواحِدَة سَلِيطَةٌ، قالَهُ ابنُ عَبّادٍ.

  ورَجلٌ مَسْلُوطُ اللِّحْيَةِ، أَي خَفِيفُ العَارِضَيْنِ، عن ابْنِ عبَّادٍ أَيضاً.

  وفي الصّحاح: المَسَالِيطُ: أَسْنَانُ المَفَاتِيحِ، الواحِدَةُ مِسْلاطٌ.

  والسِّلْطِيطُ،⁣(⁣٢) بالكَسْرِ، هكذا في سائر أُصول القَاموس، والصوابُ: السِّلِطْلِيطُ، كما في العُبَابِ وقد وُجِدَ هكَذَا أَيْضاً في بَعْضِ النُّسَخِ على الهامِشِ، وهو صَحِيحٌ، ويروى السَّلِيطَطُ بفَتْحِ السِّينِ، وبكَسْرِها، وكِلاهما شاذٌ، وبكُلِّ ذلِكَ يُرْوَى قولُ أُميَّةَ بنِ أَبِي الصَّلْتِ:

  إِنَّ الْأَنَامَ رَعَايَا الله كُلّهم ... هُوَ السَّلِيطَطُ فوقَ الأَرْض مُسْتَطِرُ⁣(⁣٣)

  قال ابنُ جِنِّي: هو القَاهِرُ، من السَّلَاطَة. وقالَ الأَزهريُّ: سَلِيطَطٌ⁣(⁣٤): جاءَ في شِعْرِ أُمَيَّةَ بمعنَى المُسَلَّط، قال: ولا أَدْرِي ما حَقِيقَتُه. أَو العَظِيمُ البَطْنِ، كما في العُبَاب.

  والسَّلْطُ، بالفَتْحِ: ع، بالشَّامِ، وهو حِصْنٌ عَظِيمٌ، وقد نُسِبَ إِلَيْهِ جَماعَةٌ من المُحَدِّثِينَ، ووَهِمَ من كَتَبه بالصّادِ والتّاءِ، ويُقَال له: السَّنْطُ، بالنُّون.

  وقال الجُمَحِيُّ: السَّلِطُ، ككَتِفٍ: النَّصْلُ لا نُتَوَّفي وَسَطِه: ج، سِلَاطٌ، وقال المُتَنَخِّل فِي رِوَايَةِ الجُمَحِيّ:

  غَدَوْتُ على زَآزِئَةٍ وخَوْفٍ ... وأَخْشَى أَنْ أُلاقِيَ ذَا سِلَاطِ

  قلت: ولَيْسَتْ هذِه الرِّوايةُ في الدِّيوانِ.

  والتَّسْلِيطُ: التَّغْليبُ وإِطْلاقُ القَهْرِ والقُدْرَةِ، يُقَال:


(١) عن المطبوعة الكويتية وبالأصل «النبلاوي».

(٢) على هامش القاموس عن نسخة أخرى: «السِّلِطْليط» وجاء في التهذيب: سَلْطِيط.

(٣) ويروى: السِّليطط بكسر السين، وكلاهما شاذ، قاله في اللسان.

(٤) الذي في التهذيب: «سَلْطِيط» والأصل كاللسان.