تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[شمط]:

صفحة 313 - الجزء 10

  مكتوبٌ في سائِرِ الأُصُولِ بِالحُمرَةِ، على أَنَّه مُسْتَدْرَكٌ على الجَوْهَرِيِّ، وليس كذلِك، فإِنَّ الجَوْهَرِيَّ ذَكَرَ في آخِرِ تَرْكِيبِ «شحط» ما نَصُّه: والشُّمْحُوط: الطَّوِيلُ، والمِيمُ زائِدَةٌ. وأَمَّا الصّاغَانِيُّ فإِنَّهُ ذَكَره في المَحَلَّيْنِ، ونَبَّه على زِيَادَة المِيمِ عن بعضٍ، فالصَّوَابُ إِذَنْ كِتَابَتُه بالسوَادِ، فتأَمَّلْ.

  [شمرط]: * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  في العُبَابِ: شَمْرَطَ الشَّعْرُ: قَلَّ وخَفَّ، أَهْمَلَهُ الجَمَاعَة، ونَقَلَه ابن القَطَّاع.

  [شمشط]: شَمْشَاطٌ كخَزْعَالٍ⁣(⁣١)، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ وصاحِبُ اللِّسَانِ، وقال ياقَوت والصّاغَانِيُّ: هو: د، من بِلادِ رَبِيعَةَ قَرِيبٌ من دِيَار بَكْرٍ، ويُقَال: هوو «قاليِ قَلَا» من الحَدِّ الرّابعِ من حُدُودِ إِرْمِينِيَةَ، وضَبَطَه الحَافِظُ في التَّبْصِير بكَسْرِ الأَوّل قال: ومنه أَبُو الربِيعِ مُحَمَّدُ بنُ زِيَادٍ الشَّمْشَاطِيُّ المُحَدِّثُ رَوَى عنه منْصُورُ بنُ عَمّارٍ، وطائفةٌ من أَهْلِ شَمْشَاطٍ.

  [شمط]: الشَّمَطُ، مُحَرَّكَةً: بيَاض شَعرِ الرَّأْسِ يُخَالِطُ سَوَادَه، كذا في الصّحاحِ، وفي المُحْكَمِ: الشَّمَطُ في الشَّعرِ: اخْتِلافُه بلَوْنَيْنِ من سَوَادٍ وبَياضٍ.

  شَمِطَ الرَّجلُ كفَرِحَ يَشْمَطُ شَمَطاً وأَشْمَطَ، كأَكْرَمَ، واشْمَطَّ اشْمِطَاطاً، قال الأَغْلَبُ العِجْلِيُّ:

  قد عَرفَتْنِي سَرْحَتِي وأَطَّتِ ... وقد شَمِطْتُ بَعْدَها واشْمَطَّتِ

  وتَقَدَّمَ في «أَ ط ط» أَنَّ الرَّجَزَ للرّاهِبِ المُحَارِبيِّ. وقال المُتَنَخِّلُ الهُذَلِيُّ:

  وما أَنْتَ الغَدَاةَ وذِكْرُ سَلْمَى ... وأَمْسَى الرَّأْسُ مِنْكَ إِلى اشْمِطاطِ⁣(⁣٢)

  واشْمَاطَّ⁣(⁣٣)، كاطْمَأَنَّ اشْمِئْطاطاً.

  فهو أَشْمَطُ، من قَوْم شُمْطٍ، وشُمْطانٍ، بضَمِّهما، مثلُ: أَسْوَدَ وسُودٍ وسُودَانٍ، وأَعْوَرَ وعُورٍ وعُورَانٍ.

  قال الجَوْهَرِيُّ: والمَرْأَةُ شَمْطَاءُ.

  قلتُ: ومنه قولُ عَمْرِو بنِ كُلْثُومٍ.

  ولا شَمْطاءُ لم يَتْرُكْ شَقَاهَا ... لَهَا من تِسْعَةٍ إِلاّ جَنِينَا⁣(⁣٤)

  وقال اللَّيْثُ: الشَّمَطُ في الرَّجُلِ: شَيْبُ اللَّحْيَةِ، وفي المَرْأَةِ شَيْب الرَّأْسِ، لا يقَالُ للمَرْأَةِ: شَيْباءُ، ولكِن شَمْطاءُ.

  وشَمَطَه، أَي الشَّيْءَ يَشْمِطُه شَمْطاً، من حَدِّ ضَرَب: خَلَطَه، كأَشْمَطَه، وهذِه عن أَبِي زَيْدٍ قال: ومن كَلَامِهِم: أَشْمِطْ عَمَلَك بصَدَقَة، أَي اخْلِطْهُ، فهو شَمِيطٌ ومَشْمُوطٌ، وكُلُّ لَوْنَيْن اخْتَلَطا فَهُما شَمِيطٌ. وكان أَبُو عَمْرِو بنُ العَلاءِ يَقُول لأَصْحابِه: «اشْمِطُوا»، أَي خُذُوا مَرّةً في قُرآنٍ، وَمَرَّةً في حَدِيثٍ ومَرَّةً في غَرِيبٍ، ومَرَّةً في شِعْرٍ، ومَرَّةً في لُغَةٍ، أَي خُوضُوا، وهو مَجَازٌ.

  وشَمَطَ الإِنَاءَ: مَلأَه، وكذلِك شَحَطَهُ، عن أَبِي عَمْرٍو.

  ومن المَجَازِ: شَمَطَت النَّخْلَةُ إِذا انْتَثَرَ بُسْرُهَا، عن أَبي عَمْرٍو، قال: وكذلِك الشَّجَرُ، إِذا انْتَثَرَ وَرَقُه، يَشْمِطُ.

  ومن المَجَازِ: طَلَعَ الشَّمِيطُ، أَي الصُّبْحُ، لاخْتِلَاطِ لَوْنَيْه من الظُّلْمة والبَيَاضِ. وقيل: لاخْتِلاطِ بَيَاضِ النَّهَارِ بسَوَادِ اللَّيْلِ. وفي الصّحاح: لِاخْتِلاطِ بَيَاضِه ببَاقِي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ. قالَ الكُمَيْتُ:

  وأَطْلَعَ منه اللِّيَاحَ الشَّمِيطَ ... خُدُودٌ كما سُلَّتِ الأَنْصُلُ

  وقال البَعِيث:

  وأَعْجَلَها عن حَاجَةٍ لَمْ تَفُهْ بِهَا ... شَمِيطٌ يُتَلِّي⁣(⁣٥) آخِرَ اللّيْلِ سَاطِعُ

  ومن المَجَازِ: الشَّمِيطُ: الوُلْدُ نِصْفُهُمْ ذُكُورٌ ونِصْفُهُمْ إِناثٌ. كَذا في اللِّسَانِ.


(١) قيدها ياقوت بكسر أوله وسكون ثانيه وشين مثل الأولى وآخره طاء مهملة.

(٢) ديوان الهذليين ٢/ ١٩ وفيه وأضحى بدل وأمسى.

(٣) كذا بالأصل، والذي في القاموس: واشْماطّ واشْمأَطّ كاطّمَأَنّ».

(٤) معلقته، شرح المعلقات العشر ص ٩٨ وبالأصل لم ينزل والمثبت عن المعلقة.

(٥) عن الأساس وبالأصل «تبكي».