فصل الشين المعجمة مع الطاء
  مِشْياطٌ، وهي الَّتِي يُسْرعُ فِيهَا السِّمَنُ وهو مَجَازٌ من إِسْرَاعِ المُشَيِّطِ وعَجَلَتِه لا يَصْبِرُ بالشِّوَاءِ(١) حتّى يَسْكُنَ لِسَانُ النّار، كما في الأَساس، ج مَشَاييطُ، وفي بعضِ نُسَخِ الصّحاح: مَشَايِطُ، وقال غيرُه: بَعِيرٌ مِشْيَاطٌ، وإِبِلٌ شياط(٢)، وقال أَبو عَمْرٍو: المَشَايِيطُ: هي الإِبلُ التي تُجْعَلُ للنَّحْرِ، من قَوْلِهِمْ: شَاطَ دَمُه.
  والتَّشْييطُ لَحْمٌ يُصْلَح ويُشْوَى لِلْقَوْمِ، اسمٌ كالتَّمْتِينِ.
  والمُشَيَّطُ، كمُعَظَّمٍ اسمٌ مِثْله.
  والشَّيِّطُ، كسَيِّدٍ، على فَيْعِل: فَرَسُ خُزَزَ بنِ لَوْذَانَ السَّدُوسِيِّ الشَّاعِرِ، وهو ابنُ النَّعامَةِ، والشَّيِّطُ أَيضاً، فَرَسُ أُنَيْفِ بنِ جَبَلَةَ الضَّبِّيِّ، كما في العُبَاب، وهو جَدُّ دَاحِسٍ من قِبَلِ أُمِّه فيما زَعَم العَبْسِيُّون، وله يَقُولُ الشّاعِر:
  أُنَيْفُ لقَدْ بخِلْتَ بعَسْبِ عَوْدٍ ... على جَارٍ لِضَبَّةَ مُسْتَوَادِ(٣)
  كما في أَنْسَابِ الخَيْلِ لابْنِ الكَلْبِيِّ.
  وتَشَيَّطَ اللَّحْمُ: احْتَرَقَ، وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيُّ:
  بعدَ انْشِوَاءِ الجِلْدِ أَو تَشَيُّطِهْ
  ومن المَجَاز، تَشَيَّط فُلانٌ، إِذا نَحِلَ من كَثْرَةِ الجِمَاعِ وهَلَكَ، عن أَبِي عَمْرٍو.
  والشَّيْطِيُّ، كصَيْفِيٍّ: الغُبَارُ السّاطِعُ في السَّماءِ، قال القُطامِيُّ:
  تَعَادِي المَرَاخِي ضُمَّراً في جُنُوبِهَا ... وهُنَّ من الشَّيْطِيِّ عَارٍ ولَابِسُ
  يَصِفُ الخَيْلَ وإِثَارَتَهَا الغُبَارَ بسَنابِكِها.
  وشِيطَى، كضِيزَى: عَلَمٌ من الأَعلامِ.
  والشِّيَاطُ، ككِتَابٍ: رِيحُ قُطْنَةٍ مُحْتَرِقَة، كما في الصّحاحِ.
  والشّيِّطانِ، ككَيِّسٍ مُثَنّى شَيِّطٍ: قاعانِ بالصَّمّانِ في أَرْضِ تَمِيمٍ لِبَنِي دَارِمٍ، أَحَدُهما طُوَيْلع أَو قَرِيب منه فِيهِمَا مَسَاكاتٌ للمَطَرِ(٤)، قال النّابِغَةُ الجَعْدِيُّ يَصف ناقةً:
  كأَنَّهَا بعدَ ما طَالَ النَّجَاءُ بِهَا ... بالشَّيِّطَيْنِ مَهَاةٌ سُرْوِلَتْ رُمَلَا
  ويُرْوَى: «سُرْبِلَت» ويُرْوَى:
  «بعد ما أَفْضَى النّجاءُ بها»
  أَراد خُطوطاً سُوداً تكونُ على قَوَائمِ بَقَرِ الوَحْشِ.
  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:
  شَيَّطَ القِدْرَ تَشْيِيطاً: أَغْلَاهَا، كشَوَّطَها، عن الكِلابِيِّ.
  وقال اللَّيْثُ: التّشَيُّطُ شَيْطُوطَةُ اللّحْمِ إِذا مَسَّتْه النارُ يَتَشَيَّطُ فيُحْرَق(٥) أَعْلاهُ ويَشِيطُ الصُّوف.
  ويقال: شَيَّطْتُ رَأَسَ الغَنَمِ وشَوَّطْتُه، إِذا أَحْرَقْتَ صُوفَه لتُنَظِّفَه.
  وشَيَّطَ فُلانٌ اللَّحْمَ، إِذا دَخَّنَه ولم يُنْضِجْه، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ وأَنْشَدَ للكُمَيْتِ، يَهْجُو بَنِي كُرْزٍ:
  لَمَّا أَجابَتْ صَفِيراً كان آيَتَهَا ... من قَابِسٍ شَيَّطَ الوَجْعاءَ بالنَّارِ
  وشَيَّطَ الطّاهِي الرَّأْسَ والكُرَاعَ، إِذا أَشْعَل فِيهما النّارَ حتى يَتَشَيَّطَ ما عَلَيْهِمَا من الشَّعْرِ والصُّوف، كشَوَّطَ.
  وتَشَيَّطَ الدَّمُ، إِذا عَلَا بصَاحِبِه.
  ولَحْمٌ شائِطٌ: مُحْتَرِقٌ كالشَّاطِي، كما يُقَال في الهائرِ هَارٍ. قال العَجّاج:
  بِوَلْقِ طَعْنٍ كالحَرِيقِ الشّاطِي
  والإِشَاطَةُ: تَقْطِيعُ لَحْمِ الجَزُورِ قَبْلَ التَّقْسِيمِ، عن ابْنِ شُمَيْلٍ.
  والتَّقْسِيمُ أَيْضاً، وقد ذَكَرَه المُصَنِّفُ.
  وقال أَبو عَمْرٍو: شَيَّطَ فُلانٌ من الهَبَّةِ، نَحَلَ من كَثْرةِ الجِمَاعِ، وهو مَجَازٌ، كتَشَيَّط(٦)، وهذِه قد ذَكَرَها المُصَنِّف.
  واسْتَشاطَ فُلانٌ تَحَرَّقَ، وأَيضاً، أَشْرَفَ على الهَلَاكِ.
(١) عن الأساس وبالأصل «للشواء».
(٢) في الصحاح: وإبلٌ مشاييطٌ.
(٣) في المطبوعة الكويتية «مستراد».
(٤) الذي في معجم البلدان: هما قاعان فيهما حوايا للماء، قال نصر: الشّيّطان واديان في ديار بني تميم لبني دارم أحدهما طويلع أو قريب منه.
(٥) في اللسان: فيحترق أعلاه وتشيّط الصوف.
(٦) اقتصر في اللسان على «تشيط» وذكر الصاغاني في التكملة اللفظتين.