تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قرط]:

صفحة 373 - الجزء 10

  وقال الجَوْهَرِيّ: جمعُ قُرْطٍ قِرَاطٌ، مثلُ رُمْحٍ ورِمَاحٍ.

  وأَنْشَدَ الصّاغَانِيُّ للمُتَنَخِّلِ الهُذَلِيّ يَذكُر قَوْساً:

  شَنَقَتُ بها مَعَابِلَ مُرْهَفَاتٍ ... مُسَالاتِ الأَغِرَّةِ كالقِرَاطِ

  ويُرْوَى «قَرَنْتُ بها». ومُسَالاتٌ: جمع مُسَالَة. والأَغِرَّةُ: جمعُ غِرَارٍ، وهو الحَدُّ⁣(⁣١)، كما في العُبَاب، ومثلُه في شَرْحِ الدِّيوانِ. قال: يَعْنِى النَّبْلَ تَبْرُق كأَنَّهَا قِرَاطٌ.

  ويُجْمَع القُرْط أَيضاً على قُرُوطٌ، كبُرْدٍ وأَبْرَادٍ وبُرُودٍ، وعلى قِرَطَةٌ، كقِرَدَةٍ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، ومَثَّلَه الصّاغَانِيُّ بقُلْبٍ وقِلَبَة.

  وجارِيَةٌ مُقَرَّطَةٌ، كمُعَظَّمَةٍ: ذاتُ قُرْطٍ.

  وذُو القُرْطِ واسمُه الوِشَاحُ: اسمُ سَيْفِ خالِدِ بنِ الوَلِيدِ⁣(⁣٢)، ¥، وهو القائِلُ فيه:

  وبذِي القُرْطِ قد قَتَلْتُ رِجَالاً ... من كُهُولٍ طَمَاطِمٍ وعِرَابِ

  وذُو القُرْطِ: لقبُ السَّكَنِ بنِ مُعَاوِيَةَ بنِ أُمَيَّةَ بنِ زَيْدٍ بنِ قَيْسِ بن عامِرَةَ بنِ مُرَّةَ بنِ مَالِكِ بن الأَوسِ بن حارِثَةَ الأَوْسيّ الأَنْصَاريّ من الجَعَادِرَةِ⁣(⁣٣).

  والقُرَطَةُ، كهُمَزَةٍ، وعِنَبَةٍ: شِيَةٌ حَسَنَةٌ في المِعْزَى، وهي أَنْ تَكُونَ للتَّيْسِ أَو للْعَنْزِ زَنَمَتَانِ مُعَلَّقَتَانِ من أُذُنَيْهِ، قالَه اللَّيْثُ، وهو مَجَازٌ.

  وقد قَرِطَ، كفَرِحَ، قَرَطاً فهو أَقْرَطُ، وهي قَرْطَاءُ. قال: ويُسْتَحَبُّ في التَّيْسِ؛ لأَنَّهُ يكونُ مِئْناثاً. وفي الأَسَاسِ: وتُسْتَحَبُّ القُرَطَةُ، ويُتَنَافَسُ فِيها لدَلَالَتِهَا على الإِينَاثِ.

  وقَرَّطَ الكُرَّاثَ تَقْرِيطاً: قَطَّعَهُ في القِدْرِ، كقَرَطَهُ قَرْطاً.

  وجعل ابنُ جِنِّي القُرْطُمَ ثُلاثِيًّا، وقال: سُمِّيَ بذلِكَ لأَنَّه يُقَرَّطُ.

  ومن المجاز: قَرَّط عَلَيْه، إِذا أَعْطَاهُ قَلِيلاً قليلاً، مِنَ القِرّاط⁣(⁣٤).

  وقَرَّطَ الجَارِيَةَ: أَلْبَسَها القُرْطَ، قال الرّاجِزُ - يُخَاطِب امرأَتَه وقد سأَلَتْه أَنْ يُحَلِّيَها قُرْطَيْنِ:

  تَسْلأُ كلُّ حُرَّةٍ نِحْيَيْنِ ... وإِنَّمَا سَلأْتِ عُكَّتَيْنِ

  ثُمَّ تَقُولِينَ اشْرِلِي قُرْطَيْنِ ... قَرَّطَكِ الله على العَيْنَيْنِ

  عَقَارِباً سُوداً وأَرْقَمَيْنِ ... نَسِيتِ مِنْ دَيْن بَنِي قُنَيْنِ

  ومِنْ حِسَابٍ بَيْنَهُم وبَيْنِي

  وقَرَّطَ الفَرَسَ: أَلْجَمَهَا، أَي طَرَحَ اللِّجَامَ في رَأْسِهَا، كما في الصّحاحِ. أَو جَعَلَ أَعِنَّتَها وَرَاءَ آذَانِهَا عندَ طَرْحِ الجُّمِ من رُؤُسِهَا. نَقَلَه الصّاغَانِيّ، وهو مَجَازٌ، أُخِذَ من تَقْرِيطِ المَرْأَةِ.

  وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: تَقْرَيطُ الفَرَسِ له مَوْضعانِ، أَحدُهما: طَرْحُ اللِّجَامِ في رَأْسِ الفَرَسِ، والثُّانِي: إِذا مَدَّ الفارِسُ يَدَه حَتَّى يَجْعَلَها على قَذَالِ فَرَسِه وهي تُحْضِرُ، قالَ ابنُ بَرِّيّ، وعليه قَوْلُ المُتَنَبِّي:

  فقَرِّطْهَا الأَعِنَّةَ رَاجِعاتٍ⁣(⁣٥)

  وقيل: تَقْرِيطُهَا: حَمْلُهَا على أَشَدِّ الحُضْرِ، وذلِكَ أَنَّه إِذا اشْتَدَّ حُضْرُها امْتَدَّ العِنَانُ على أُذُنِهَا، فصارَ كالقُرْط. وفي الأَساسِ: من المَجَاز: قَرَّطَ الفَرَسَ عِنَانَهُ، وهو أَنْ يُرْخِيه حتّى يَقَعَ على ذِفْرَاهُ مَكانَ القُرْطِ، وذلِكَ عند الرَّكْض.

  وفي حَدِيثِ النُّعْمَانِ بنِ مُقَرِّنٍ، ¥، أَنَّهُ أَوْصَى أَصحابَه يَوْمَ نَهَاوَنْدَ، فقال: «إِذا هَزَزْتُ اللِّوَاءَ فَلْتَثِبِ الرِّجَالُ إِلى خُيُولِهَا فيُقَرِّطُوهَا أَعِنَّتَها».

  كأَنَّه أَمَرَهُم بإِلْجَامِهَا.

  وقَرَّط السِّرَاجَ، إِذا نَزَعَ منه ما احْتَرَقَ لِيُضِئَ، كما في الصّحاحِ.

  والقِرَاطُ ككِتَابٍ: المِصْبَاحُ، عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ. قال: وهو الهِزْلقُ أَيْضاً، والجمعُ: أَقْرِطَةٌ، وقال أَبو عَمْرٍو:


(١) عن ديوان الهذليين ٢/ ٢٧ والتكملة وبالأصل «الخد».

(٢) في التكملة سيف عبد الله بن الحجاج الثعلبي وقد أشرنا إلى عبارتها قريباً.

(٣) في المقتضب ص ٦٦ «الجعادر» والجعادرة هم ولد مرة بن مالك: «عامر وسعد» كما في جمهرة ابن حزم ص ٣٤٥ وفي المقتضب: عامرة وسعيد.

(٤) في التهذيب عن ابن دريد: القيراط.

(٥) ديوانه، وعجزه فيه:

فإن بعيدَ ما طلبتْ قريبُ