تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نهط]:

صفحة 439 - الجزء 10

  وانْتَطَت المَفَازَةُ⁣(⁣١): بَعُدَتْ، وهُوَ عَلَى القَلْبِ مِنْ انْتاطَتْ قال رُؤْبَةُ:

  وبَلْدَةٍ نِيَاطُهَا نَطِيُّ

  أَرادَ «نَيِّطٌ» فقَلَبَ، كَما قَالُوا فِي جَمعِ قَوْسٍ: قِسِيٌّ.

  والنَّوْطَةُ: ما يَنْصَبُّ مِنَ الرِّحَابِ من البَلَدِ الظَّاهِرِ الَّذِي بِهِ الغَضَى.

  وذَاتُ أَنْوَاطٍ: شَجَرةٌ كانَتْ تُعْبَدُ في الجَاهِلِيَّةِ. نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ. قالَ ابنُ الأَثِيرِ: هِيَ اسْمُ سَمُرَةٍ بِعَيْنِهَا كانَتْ للمُشْرِكِينَ يَنُوطُون بها سِلاحَهُمْ - أَيْ يُعَلِّقُونَ⁣(⁣٢) - ويَعْكُفُون حَوْلَها.

  وفي الصّحاح: ويُقَالُ: نَوْطَةٌ من طَلْحٍ، كمَا يُقَالُ: عِيصٌ من سِدْرٍ، وأَيْكَةٌ من أَثْلٍ، وفَرْشٌ من عُرْفُطٍ، ووَهْطٌ مِنْ عُشَرٍ، وغَالٌّ مِنْ سَلَمٍ، وسَلِيلٌ من سَمُرٍ، وقَصِيمَةٌ مِنْ غَضًى، ومِنْ رِمْثٍ، وصَرِيمَةٌ من غَضًى، ومِنْ سَلَمٍ، وحَرَجَةٌ من شَجَرٍ، انْتَهَى.

  ويُقَالُ: عَرِقَ مَنَاطُ عِذَارِهِ⁣(⁣٣).

  وأَبْطَأَ حَتَّى نَوَّطَ الرُّوحَ، وهذا مَجَازٌ. وغَايَةٌ مُنْتاطَةٌ، أَي بَعِيدَةٌ.

  والنّائطَةُ: الحَوْصَلَةُ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ. ومن أَمْثَالِهِمْ: «كُلُّ شاةٍ بِرِجْلِها سَتُنَاطُ» أَيْ كُلُّ جَانٍ يُؤْخَذُ بِجِنَايَتِهِ. قال الأَصْمَعِيُّ: أَي لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَأْخُذَ بالذَّنْبِ غَيْرَ المُذْنِبِ.

  [نهط]: نَهَطَه بالرُّمْح نَهْطاً، كمَنَعَهُ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ.

  وقَال ابنُ دُرَيْدٍ: أَيْ طَعنهُ بِهِ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ وصاحِبُ اللِّسَان.

  * ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:

  نهطيةُ ويقال: نَهطايةُ: قَرْيَةٌ بمِصْرَ مِنْ أَعْمَالِ جَزِيرَةِ قُويسنا، كَذا في القَوَانِين.

  [نيط]: النَّيْطُ: المَوْتُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ في «ن وط» قال: وهو العِرْقُ الَّذِي عُلِّقَ به القَلْبُ، فإِذا قُطِعَ ماتَ صاحِبُهُ، ومِنْهُ قَوْلُهُم: رَمَاهُ الله بالنَّيْطِ، أَيْ بالمَوْتِ، وذَكَرَهُ صاحِبُ اللِّسَانِ في «ن ب ط» رَمَاه الله بالنَّبْطِ أَيْ بالمَوْتِ.

  قُلْتُ: فَلا أَدْرِى أَهُوَ تَصْحِيفٌ أَمْ لُغَةٌ؟ فانْظُرْهُ.

  أَو النَّيْطُ: الجَنَازَة، يُقَالُ: رُمِيَ فُلانٌ فِي طَنْيِهِ وفِي نَيْطِهِ؛ وذلِكَ إِذا رُمِيَ في جَنازَتِهِ، ومَعْناه إِذا ماتَ.

  أَو النَّيْطُ: الأَجَلُ، يُقَالُ: أَتاهُ نَيْطُهُ، أَيْ أَجَلُهُ.

  وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ: يُقَالُ: رَمَاهُ الله بِنَيْطِه، ورَمَاهُ الله بالنَّيْطِ، أَيْ بالمَوْتِ الَّذِي يَنُوطُهُ، فإِنْ كَانَ ذلِكَ فالنَّيْطُ الَّذِي هُوَ المَوْتُ إِنَّمَا أَصْلُه الوَاوُ، والياءُ داخِلَةٌ عَلَيْهَا دُخُولَ مُعَاقَبَةٍ، أَوْ يَكُونُ أَصْلُهُ نَيِّطاً، أَي نَيْوِطاً، ثم خُفِّفَ. قال الأَزْهَرِيُّ: فإِذَا خُفِّفَ فهو مِثْلُ الهَيْنِ والهَيِّنِ، واللَّيْنِ واللَّيَّنِ.

  وقال ابنُ الأَثِيرِ: والقِياسُ النَّوْطُ، غَيرَ أَنّ الواوَ تُعَاقِبُ الياءَ في حُرُوفٍ كَثِيرَةٍ.

  ونَاطَ يَنِيطُ نَيْطاً: بَعُدَ، كانْتاطَ انْتِياطاً.

  والنَّيِّطُ: العَيْنُ فِي البِئْرِ قَبْلَ أَنْ تَصِلَ إِلَى القَعْرِ.

فصل الواو مع الطاءِ

  [وأط]: وَأَطَ القَوْمَ، كوَعَدَ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وصاحِبُ اللِّسَانِ. وقال ابنُ عَبّادٍ: أَي زارَهُمْ.

  قال: والوَأْطُ أَيْضاً: الهَيْجُ.

  والوَأْطَةُ: اللُّجَّةُ مِنْ لُجَجِ الماءِ.

  والوَأْطَةُ من الأَرْضِ: المَوْضِعُ المُرْتَفِعُ منْهَا، نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ ويُخَفَّفُ، فَيُقَالُ: الوَاطَةُ: كما سَيَأْتِي.

  [وبط]: وَبطَ رَأْيُ فُلانٍ فِي هذَا الأَمْرِ، مُثَلَّثَةَ الباءِ، الفَتْحُ والكَسْرُ نَقَلَهُمَا الجَوْهَرِيُّ، والضَّمُّ نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ عن الفَرّاءِ، يَبِطُ، كيَعِدُ، ويَوْبَطُ، كيَوْجَلُ مُضَارِعُ وَبِطَ بالكَسْرِ، وتُضَمُّ العَيْنُ، أَيْ عَيْنٌ الفِعْلِ، وهُوَ مُضَارِعُ وَبُطَ، بالضَّمِّ، وَبْطاً، ووَبَاطَةً، بِفَتْحِهِمَا، ووَبَطاً، مُحَرَّكَةً، ووُبُوطاً، بالضَّمِّ، ذَكَرَهُنَّ الجَوْهَرِيُّ ما عَدَا الوَبَاطَة: ضَعُفَ ولَمْ


(١) في التهذيب واللسان: ويقال: انتاطت المغازي أي بعدت من النوط، وانتطت جائز على القلب.

(٢) النهاية واللسان: أي يعلّقونه بها.

(٣) الأساسي وزيد فيها: قال امرؤ القيس:

فأدرك لم يعرق مناطُ عذاره ... بمرّ كخدروف الوليد المثقَّبِ