تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[وطط]:

صفحة 449 - الجزء 10

  ووَاسِطُ: جَبَلٌ لِبَنِي عامِرٍ مِمّا يَلِي ضَرِيَّةَ، قِيلَ: هُوَ الَّذِي نُسِبَتْ إِلَيْهِ الدّارَةُ، وقِيلَ: غَيْرُهُ.

  ووَاسِطُ: قَرْيَةٌ قُرْبَ مُطَيْرَ باذَ، وهِيَ الَّتِي ذَكَرَهَا المُصَنِّفُ بالقُرْبِ مِنَ الحِلَّةِ المَزْيَدِيَّة، وأُخْرَى بالقُرْبِ مِنَ الرَّقَّةِ، أَوَّلُ مَنِ اسْتَحْدَثَها هِشَامُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ، ومِنْها أَبُو سَعِيدٍ مَسْلَمَةُ ابنُ ثابِتٍ الخُرَاسانِيُّ، نَزِيلُ وَاسِطِ الرَّقَّةِ، حَدَّث عَنْ شريكٍ وغَيْرِهِ، وَوَلَدُه أَبُو عَلِيٍّ سَعِيدُ بنُ مَسْلَمَة، صاحِبُ تاريخِ الرَّقَّة، قال فيه: وهي قَرْيَةٌ غَرْبِيَّ الفُراتِ مُقَابِلَ الرَّقَّة؛ وقالَ أَبو حَاتِمٍ: وَاسِطُ بالجَزِيرَةِ، فالله أَعْلَم هِيَ هذِهِ أَو الَّتِي بقَرْقِيسَاء، أَوْ غَيْرهما.

  وقال مُحَمَّدُ بنُ حَبِيبٍ - في شَرْحِ دِيوانِ كُثَيِّر عَزَّةَ في تَفْسِيرِ قَوْله:

  فَوَاحَزَنِي لَمَّا تَفَرَّقَ وَاسِطٌ ... وأَهْلُ الَّتِي أَهْذِي بِهَا وأَحُومُ

  إِنَّهَا قَرْيَةٌ بِنَاحِيَةِ الرَّقَّةِ.

  قال ياقُوتٌ: هكَذَا قالَهُ، والظَّاهِرُ⁣(⁣١) أَنَّهَا وَاسِطُ نَجْدٍ أَو الحِجَازِ، والله أَعْلَم.

  ووَسْطَانُ، بالفَتْحِ: مَوْضِعٌ في قَوْلِ الأَعْلَمِ الهُذَلِيِّ:

  بذَلْتُ لهم بذِي وَسْطانَ جَهْدِي

  ويُرْوَى شَوْطَان، كَذا نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ قُلت: وهكَذا هو في دِيوَانِ شِعْره ونَصُّه:

  بَذَلْتُ لَهُمْ بِذِي شَوْطَانَ شَدِّي ... غَدَاتَئذٍ ولَمْ أَبْذُلْ قِتَالِي⁣(⁣٢)

  [وطط]: الوَطْوَاطُ: الضَّعِيفُ الجَبَانُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ عن أَبِي عُبَيْدَةَ. قالَ: ولا أُرَاهُ سُمِّيَ بِذلِكَ إِلاَّ تَشْبِيهاً بالطّائِرِ، وأَنْشَدَ للرّاجزِ، وهو العَجّاجُ:

  وَبَلْدَةٍ بَعِيدَةِ النِّيَاطِ⁣(⁣٣) ... قَطَعْتُ حِينَ هَيْبَةِ الوَطْواطِ

  قال الصّاغَانِيُّ: وبَيْنَ المَشْطُورَيْنِ سِتَّةُ مَشَاطِيرَ،⁣(⁣٤) والرِّوَايَةُ: «عَلَوْتُ حِينَ ...» وأَنْشَدَ ابنُ بَرّيّ لذِي الرُّمَّة يَهْجُو امْرَأَ القَيْس:

  إِنِّي إِذا ما عَجَزَ⁣(⁣٥) الوَطْواطُ ... وكَثُرَ الهِيَاطُ والمِيَاطُ

  والْتَفَّ عِنْدَ العَرَكِ الخِلاطُ ... لا يُتَشَكِّى مِنِّيَ السِّقَاطُ

  إِنَّ امْرَأَ القَيْسِ هُمُ الأَنْبَاطُ

  وأَنْشَدَ لِآخَرَ:

  فَداكَهَا دَوْكاً على الصِّراطِ ... لَيْس كَدوْكِ بَعْلِهَا الوَطْوَاطِ

  وقال ابنُ شُمَيْل: الوَطْواطُ: الرَّجلُ الضَّعِيفُ العَقْلِ والرَّأْي، كالوَطْواطِيِّ.

  وفي حَدِيث عَطَاءِ بن أَبي رَباح في الوَطْواطِ يُصِيبُه المُحْرمُ قال: ثُلُثَا دِرْهَم. قال الأَصْمَعِيُّ: الوَطْواطُ هاهُنا: الخُفَّاشُ، وأَهْلُ الشامِ يُسَمُّونَهُ السَّرْوَعَ، وهي البَحْرِيَّةُ، ويُقَالُ لَهَا: الخُشَّاف.

  وقِيلَ: ضَرْبٌ من الخَطَاطِيفِ، يَكُونُ في الجِبَالِ⁣(⁣٦)، أَسْوَدُ، شُبِّهَ بِضَرْبٍ من الخَشَاشِيفِ، لنُكُوصِهِ وحَيْدِه. وقال أَبُو عُبَيْدٍ في قَوْلِ عَطَاءٍ: إِنَّهُ الخُطَّافُ، قالَ: وهُو أَشْبَهُ القَوْلِيْنِ عِنْدِي بالصَّوابِ، لِحَدِيثِ عائِشَةَ رَضِيَ الله تَعالَى عَنْهَا قالَتْ: «لَمَّا أُحْرِقَ بَيْتُ المَقْدِسِ كانَتِ الأَوْزَاغُ تَنْفُخُه بِأَفْواهِها، وكانَتِ الوَطَاوِطُ تُطْفِئُه بأَجْنِحَتِهَا»، كما في الصّحاحِ.

  قال ابنُ بَرِّيّ: الخُطَّافُ: العُصْفُور الَّذِي يُسَمَّى عُصْفُورَ الجَنَّةِ، والخُفَّاشُ: هُوَ الَّذِي يَطِيرُ باللَّيْلِ. والوَطْوَاطُ


(١) في معجم البلدان: وأنا أرى أنه أراد واسط التي بالحجاز أو بنجد بلا شك.

(٢) ديوان الهذليين ٢/ ٨٤ وعجزه فيه.

ولم أَبذل غداتئذٍ قتالي

(٣) بعده في اللسان:

يرملها من خاطفٍ وعاط

(٤) روايتها كما في التكملة:

مجهولة تغتال خطو الخاطي ... وبسطة بسعة البساط

تيه أتاويه على السقاط ... كأن صيران المها الأخلاط

يرملها من عاطفٍ وعاط ... أخلاط أحبوش من الأنباط

علوت حين هيبة الوطواط

(٥) في اللسان: «عجر» بالراء.

(٦) في القاموس: وضرب من خطاطيف الجبال.