تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الذال المعجمة

صفحة 503 - الجزء 1

  الظاهرُ: إِذا وَقَعَ وَلَدُهَا فِي القُحْقُحِ بِضَمَّتَيْنِ، هو مُلْتَقَى الوَرِكَيْنِ من باطنٍ ودَنَا خُرُوجُ السِّقْيِ وارْتَفَعَ عَجْبُ الذَّنَبِ وعُكْوَتُه، والسِّقْيُ بكَسْرِ السِّينِ المُهْمَلَةِ هكذا في النسخ التي بأَيدينا، ومثله في لسان العرب، وضبطه شيخُنا بكسر العين المهملة، قال: وهو جِلْدة فيها ماءٌ أَصْفَرُ، و في حديث عَليٍّ كرَّم اللهُ وجهه⁣(⁣١) «ضَرَبَ يَعْسُوبُ الدِّينِ بِذَنَبِه».⁣(⁣٢) أَي سارَ في الأَرْضِ ذاهباً⁣(⁣٣) بأَتْبَاعِه، ويقال أَيضاً: ضَرَبَ فلانٌ بِذَنَبِهِ: أَقَامَ وثَبَتَ، ومن المجاز: أَقَامَ بأَرْضِنَا وغَرَزَ ذَنَبَهُ، أَي لَا يَبْرَح، وأَصْلُه في الجَرَادِ، والعربُ تقولُ: رَكِبَ فلانٌ ذَنَبَ الرِّيحِ، إِذا سَبَقَ فَلَمْ يُدْرَك، مَبْنِيًّا للمَجْهُولِ، وهو مجاز ومن المجاز أَيضاً: يَقُولُونَ رَكِبَ ذَنَبَ البَعِيرِ إِذَا رَضِيَ بِحَظٍّ نَاقِصٍ مَبْخُوس⁣(⁣٤) ومن المجاز أَيضاً: ولَّى الخَمْسِينَ ذَنَباً: جَاوَزَهَا، وأَرْبَى⁣(⁣٥) عَلَى الخَمْسِينَ وَوَلَّتْهُ ذَنَبَهَا، قال ابن الأَعْرَابيّ: قلتُ للكِلَابيّ: كَمْ أَتَى عَلَيْكَ: فقال: قَدْ وَلَّتْ لِي الخَمْسُونَ ذَنَبَها، هذه حكايةُ ابنِ الأَعْرابيّ، والأَول حكايةُ يعقوبَ، وبَيْنِي وبَيْنَهُ ذَنَب الضَّبِّ، إِذَا تَعَارَضَا⁣(⁣٦)، واسْتَرْخَى ذَنَبُ الشَّيخِ: فَتَر شَيْبُهُ، وكلُّ ذلك مجاز.

  واسْتَذْنَب الأَمْرُ: تَمَّ واسْتَتَبَّ.

  والذَّنَبَةُ مُحَرَّكَةً: مَاءٌ بَيْنَ إِمَّرَةَ بكسرِ الهمزِة وتشديدِ الميمِ وأُضَاخَ كان لِغَنِيٍّ ثم صار لتَمِيمٍ.

  وذَنَبُ الحُلَيْفِ: مَاءٌ لِبَنِي عُقَيْلِ بنِ كعبٍ.

  وذَنَبُ التَّمْسَاحِ مِنْ قُرَى البَهْنَسَا.

  ومن المجاز تَذَنَّبَ الطَّرِيقَ: أَخَذَهُ كأَنَّه أَخَذَ ذُنَابَتَه، أَو جَاءَه من ذَنَبِهِ، ومن المجاز: تَذَنَّبَ المُعْتَمُّ ذَنَّبَ عِمَامَتِهِ وذلكَ إِذا أَفْضَلَ منها شَيْئاً فَأَرْخَاهُ كالذَّنَبِ.

  وتَذَنَّبَ عَلَى فُلَانٍ: تَجَنَّى وتَجَرَّمَ، كذا في الأَسَاس. والمُذَانِبُ مِنَ الإِبِلِ كالمُسْتَذْنِبِ: الذي يكونَ في آخِرِ الإِبِلِ وقال الجَوْهَرِيّ: عِنْدَ⁣(⁣٧) أَذْنَابِ الإِبلِ.

  والمُذَنِّبُ كمُحَدِّثٍ: الضَّبُّ، و: التي تَجِدُ مِنَ الطَّلْقِ شِدَّةً فتُمَدِّدُ ذَنَبَهَا.

  في لسان العرب: التَّذْنِيبُ للضِّبابِ⁣(⁣٨) والفَرَاشِ ونحوِ ذلك إِذا أَرَادَتِ التَّعَاظُلَ والسِّفَادَ، قال الشاعر:

  مِثْلَ الضِّبَابِ إِذَا هَمَّتْ بِتَذْنِيبِ

  وذَنَّبَ الجَرَادُ والفَرَاشُ والضِّبَابُ إِذَا أَرَادَتِ التَّعَاظُلَ والبَيْضَ فَغَرَزَتْ أَذْنَابَهَا، وذَنَّبَ الضَّبُّ: أَخْرَجَ ذَنَبَهُ مِنْ أَدْنَى الجُحْرِ، وَرَأْسُه في دَاخِلِه، وذلك في الحَرِّ⁣(⁣٩)، قال أَبو منصور: إِنَّمَا يقال للضَّبِّ مُذَنِّبٌ إِذَا ضَرَبَ بِذَنَبِهِ مَنْ يُرِيدُهُ مِنْ مُحْتَرِشٍ أَوْ حَيَّةٍ، وقَدْ ذَنَّبَ تَذْنِيباً إِذا فَعَلَ ذلكَ.

  وَضَبُّ أَذْنَبُ: طَوِيلُ الذَّنَبِ، وفي الأَسَاس: وذَنَّبَهُ الحَارِشُ: قَبَضَ عَلَى ذَنَبِهِ، ومن أَمثالهم «مَنْ لَكَ بِذِنَابِ لَوْ» قال الشاعر.

  فَمَنْ يَهْدِي أَخاً لِذِنَابِ لَوٍّ ... فَأَرْشُوَهُ فإنَّ اللهَ جَارُ

  واستشهَدَ عليه شيخُنَا بقول الشاعر:

  تَعَلَّقْتُ مِنْ أَذْنَابِ لَوٍّ بلَيْتَنِي ... ولَيْتٌ كَلَوٍّ خَيْبَةٌ لَيْسَ يَنْفَعُ

  ومن المجاز: اتَّبَعَ ذَنَبَ الأَمْرِ: تَلَهَّفَ عَلَى أَمْرٍ [قد]⁣(⁣١٠) مَضَى.

  ومما في الصحاح نقْلاً عن الفراءِ: الذُّنَابَى: شِبْهُ المُخَاطِ يَقَعُ مِنْ أَنُوفِ الإِبِلِ، وقال شيخُنَا: ولعل المصنّف اعتمد ما ذكره ابن بَرِّيّ في رَدّه وعدمِ قَبُوله: فإِنه قال: هكذا في الأَصل بخَطِّ الجوهريّ، وهو تصحيفٌ، والصحيح الذُّنَانَى بالنون، وهكذا قَرَأَه⁣(⁣١١) على شيخنا أَبِي أُسَامَةَ جُنَادَةَ بنِ مُحَمَّدٍ الأَزْديِّ، مأْخوذٌ من الذَّنِينِ، وهو


(١) زيد في النهاية: وذكر فتنة تكون في آخر الزمان: قال: فإذا كان ذلك.

(٢) كذا بالأصل والنهاية، وزيد في اللسان: فتجتمع الناس.

(٣) كذا بالأصل واللسان، وفي النهاية: «مسرعاً.» وزيد فيه «ولم يعرّج على الفتنة.

(٤) عن الأساس، وبالأصل «منحوس».

(٥) في اوساس: وأرمي.

(٦) في الأساس: إِذا تعاديا.

(٧) عن الصحاح، وبالأصل «عن».

(٨) عن اللسان، وبالأصل «للضَّبِ».

(٩) في الأساس: وذنّب الضب: أخرج ذنبه عند الحرش.

(١٠) زيادة عن الأساس.

(١١) في اللسان: قرأناه.