تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[دوع]:

صفحة 123 - الجزء 11

  تركيب «د ق ع» وهو الصّوابُ، فإِنَّ النُّونَ زائدَةٌ.

  [دوع]: دَاعَ يَدُوعُ دَوْعاً، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيّ. وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: أَي اسْتَنَّ عَادِياً أَو سَابِحاً.

  وِقالَ ابنُ عَبَّادِ: الدُّوعُ بالضَّمَّ: سَمَكَةٌ حَمْرَاءُ صَغِيرَةٌ كإِصْبَعٍ، الواحِدَةُ بهاءِ.

  وقال ابن دُرَيْد: الدُّوعُ: ضَرْبُ من الحِيتَانِ، لُغَةٌ يَمَانِيَةُ، قال ابنُ عَبّادِ: وج: الدُّوَع كصُرَدٍ.

  وِقالَ غَيْرُه: يَوْمُ الدُّوَاعِ: بالضَّمَّ، كغُرَاب: من أَيَّامِهِم، نَقَلَه الصّاغَانِيّ.

  [دهع]: دَهَاع، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيّ. وقالَ اللَّيْثُ: دَهَاعِ، كَقَطَامِ، ودَهْدَاعِ، كقَرْقَارِ، مَبْنِيَّيْنِ عَلَي الكَسْرِ: زَجْرٌ للعُنُوقِ يُقَالُ: دَهَعَ بها الرّاعِي، كمَنَعَ، ودَهْدَعَ دَهْدَعَةً هكَذَا يَصِيحُ⁣(⁣١) إِذا زَجَرَهَا بِهِمَا.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:

  دَهَّعَ الرّاعِي تَدْهِيعاً: لُغَةٌ في دَهَعَ ودَهْدَعَ، كَمَا فِي اللَّسَانِ والتَّكْمِلَةِ.

  [دهقع]: الدُّهْقُوع: كعُصْفُور، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيّ. وقال أَبو زَيْد: هو الجُوعُ الشَّدِيدُ الذي يَصْرَعُ صاحِبَه، وكَذلِكَ جُوعُ دُرْقنوعُ، ودَيْقنوعُ، وقد تَقَدَّمَا في مَوْضِعِهِمَا.

فصل الذال المعجمة مع العين

  [ذرع]: الذَّرَاع، بالكَسْرِ: مِنْ طَرَفِ الْمِرْفَقِ إِلي طَرَفِ الإِصْبَع الوُسْطَى، كَذَا في المُحْكَمِ⁣(⁣٢). وقال اللَّيْثُ: الذَّراعُ والسَّاعِدُ وَاحِدٌ. قُلْتُ: وفي حَدِيثِ عائشةَ وزَيْنَبَ، قالت زَيْنَبُ لِرَسُول الله ÷: «حَسْبُك إِذْ قَلَبَتْ لَكَ ابْنَةُ أَبِي قُحَافَةَ ذُرَيَّعَتَيْها» أَرادَتْ ساعِدَيْهَا، والذُّرَيَّعَةُ. تَصْغِيرُ الذَّراع، ولُحُوقُ الهاءِ فِيها لِكَوْنِهَا مُؤنَّثَة، ثُمَّ ثَنَّتْهَا مُصَغَّرَةً، وقد تُذَكَّرُ فِيهما. قال الجَوْهَرِيّ: ذِرَاعُ اليَدِ يُذَكَّر ويُؤَنَّث. قالَ: وقَوْلُهُمْ: الثَّوْبُ سَبْعٌ في ثَمَانِيَة، إِنَّمَا قالُوا: «سَبْعٌ،» علي تَأْنِيثِ الذَّرَاع. وج: أَذْرُعٌ وذُرْعَانٌ، بالضَّمَّ، وإِنَّمَا قالُوا: «في ثَمَانِيَة» لأَنَّ الشَّبْرَ مُذَكَّرٌ.

  وقال سِيبويهٌ: الذَّرَاعُ مُوَنَّثَةٌ، وجَمْعُهَا أَذْرُعٌ لا غَيْر، ولم يَعْرِفِ الأَصْمَعِيُّ التَّذْكِير في الذَّراع. قال الشَّاعِرُ يَصِفُ قَوْساً عَرَبِيَّةً:

  أَرْمِي عَلَيْهَا وَهْيَ فَرْعٌ أَجْمَعُ ... وَهْيَ ثَلاثُ أَذْرُعٍ وإصْبَعُ

  وقَالَ سِيبَوَيَه: كَسَّرُوه على هذا البِنَاءِ حِينَ كانَ مُؤَنَّثاً، يَعْنِي أَن فعَالاً وفِعَالاً وفَعِيلاً مِن المُؤَنَّثِ، حُكْمُه أَنْ يُكَسَّرَ عَلَي أَفْعُل، ولَمْ يُكَسَّرُوا ذِرَاعاً عَلَى غَيْرِ أَفْعُلٍ، كما فَعَلُوا ذلِكَ فِي الأَكُفَّ.

  وقال ابنُ بَرِيّ: الذَّرَاعُ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ مُؤَنَّثَةٌ لا غَيْرُ، وأَنْشَدَ لِمِرْدَاسِ بنِ حُصَيْنٍ:

  قَصَرْتُ لَهُ القَبِيلَةَ إِذ تَجِهْنَا ... وِما دَانَتْ بِشِدَّتِهَا ذِرَاعِي

  قُلْتُ: والتَّذْكِيرُ الَّذِي أَشارَ إِلَيْه المُصَنَّفُ هُوَ قَوْلُ الخَلِيلِ. قالَ سِيبَوَيْهٌ: سَأَلْتُ الخَلِيلَ عَنْ ذِرَاعٍ، فقال: ذِرَاعٌ كَثِيرٌ في تَسْمِيَتِهِم بِهِ المُذَكَّرَ، ويُمَكَّنُ في المُذَكَّر، فصارَ من أَسْمَائِه خَاصَّةً عِنْدَهُمْ، ومع هذا فَإِنَّهُم يَصِفُونَ به المُذَكَّرَ فيَقُولُونَ: هذا ثَوْبٌ ذِراعٌ، فقد⁣(⁣٣) يُمَكَّنُ هذا الاسْمُ في المُذَكَّرِ، ولهذا إِذا سُمِّيَ الرَّجُلُ بِذِرَاعٍ صُرِفَ في المَعْرِفَةِ والنَّكرَةِ، لأَنَّهُ مُذكَّرٌ سُمَّيَ بِه مُذَكَّرٌ.

  وِالذَّرَاعُ مِنْ يَدَى⁣(⁣٣) البَقَرِ والغَنَمِ: فَوْقَ الكُرَاعِ. ومِنْ يَدَيِ البَعِيرِ: فَوْقَ الوَظِيفِ، وكَذلِكَ مِنَ الخَيْلِ والبِغَالِ والحَمِيرِ.

  وقال اللَّيْثُ: الذَّرَاعٍ: اسمٌ جَامِعٌ في كُلَّ ما يُسَمَّي يَداً من الرُّوحانِيَّينَ ذَوِي الأَبْدَان.

  وِقَوْلُهُم: لا تُطْعِمِ العَبْدِ الكُرَاعَ، فيَطْمَعَ في الذَّراع سَيَأْتِي ذِكْرَهُ في: ط وق.

  وِيُقَالُ: ذَرَعَ الثَّوْبَ وغَيْرَه، كَما في الصّحاح، بِذِرَاعِه كَمَنَعَ: قَاسَمه بِهَا.


(١) عن المطبوعة الكويتية وبالأصل «يصح» ويؤيده ما جاء في اللسان: ودهدع بها: صوّت.

(٢) وهو قول الليث أيضاً نقله الأزهري في التهذيب.

(٣) في اللسان: أَيدي.