تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الراء مع العين

صفحة 145 - الجزء 11

  وِارْتَبَع بمَكَانِ كَذَا: أَقامَ به في الرَّبِيعِ، والمَوْضِعُ مُرْتَبَعٌ، كما سَيأْتِي للمُصَنِّف قَرِيباً: وِارْتَبَعَ الفَرَسُ، والبَعِيرُ: أَكَلَ الرَّبِيعَ، كَترَبَّع فنَشِطَ وسَمِنَ، قالَ طَرَفَةُ بنُ العَبْدِ يَصِفُ ناقَتَهُ:

  تَرَبَّعَتِ القُفَّيْنِ في الشَّوْلِ تَرْتَعِي ... حَدَائقَ مَوْلِيِّ الأَسِرَّةِ أَغْيَدِ

  وقِيلَ: تَرَبَّعُوا، وارْتَبَعُوا: أَصابُوا رَبِيعاً، وقيل: أَصابُوهُ فَأَقَامُوا فيه، وتَرَبَّعَتِ الإِبِلُ بمَكَانِ كَذا: أَقَامَتْ به. قالَ الأَزْهَرِيّ: وأَنْشَدَ أَعْرَابِيّ:

  تَرَبَّعَتْ تَحْتَ السُّمِيِّ الغُيَّمِ ... في بَلَد عافِي الرِّيَاضِ مُبْهِمِ

  عافِي الرِّيَاضِ، أَيْ رِياضُه عافِيَةٌ وَافِيةٌ لم تُرْعَ. مُبْهِم: كَثِير البُهْمَى.

  ويقال: تَرَبَّعْنَا الحَزْنَ والصَّمَّانَ، أَي رَعَيْنَا بُقُولَها في الشّتَاءِ.

  وِتَرَبَّعَ في جُلُوسِه: خِلَافُ جَثَا وأَقْعَى. يُقَالُ: جَلَسَ مُتَرَبِّعاً، وهو الأُرْبَعَاوَى الَّذِي تَقَدَّم.

  وِتَرَبَّعَتِ النَّاقَةُ سَنَاماً طَوِيلاً، أَي حَمَلَتْهُ. قالَ النابِغَةُ الجَعْدِيُّ ¥:

  وِحَائلٍ بَازِلٍ تَرَبَّعَتِ الصَّيْ ... فَ عَلَيْهَا⁣(⁣١) العِفَاءُ كالأُطُمِ

  يُرِيدُ رَعَت بِالصَّيْفِ حَتَّى رَفَعَتْ سَنَاماً كالأُطُمِ. والمُرْتَبَعُ، بالفَتْحِ، أَيْ بفَتْحِ الباءِ: المَنْزِلُ يُنْزَلُ فيه أَيّامَ الرَّبِيعِ خاصَّةً، كالمَرْبَعِ، ثُمَّ تُجُوِّزَ فيه حَتَّى سُمِّيَ كُلُّ مَنْزِلٍ مَرْبَعاً ومُرْتَبَعاً، ومِنْه قَوْلُ الحَرِيريّ:

  دَعِ ادِّكارَ الأَرْبُعِ ... وِالمَعْهَدِ المُرْتَبَعِ

  وِقالَ أَبو زَيْد: اسْتَرْبَعَ الرَّمْلُ: إِذا تَرَاكَمَ.

  وِالغُبَارُ: إِذا ارْتَفَعَ، وأَنْشَدَ:

  مُسْتَرْبِعٌ مِنْ عَجَاجِ الصَّيْفِ مَنْخُولُ

  وِقالَ ابنُ السِّكِّيتِ: اسْتَرْبَعَ البَعِيرُ للسَّيْرِ: إِذا قَوِيَ عَليْهِ.

  وِرَجُلٌ مُسْتَرْبِعٌ بِعَمَلِهِ، أَي مُسْتَقِلٌّ به، قَوِيٌّ عَلَيْه، صَبُورٌ. قالَ أَبو وَجْزَةَ:

  لَاعٍ يَكَادُ خَفِيُّ الزَّجْرِ يُفْرِطُهُ ... مُسْتَرْبِعٍ بِسُرَى المَوْمَاةِ هَيَّاجِ

  الّلاعِي: الَّذِي يُفْزِعُه أَدْنَى شَيْءٍ، ويُفْرِطُه: يَمْلَؤه رَوْعَا حَتَّى يَذْهَبَ بِه. وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: اسْتَرْبَعَ الشَّيْءَ: أَطاقَهُ، وأَنْشَد⁣(⁣٢):

  لَعَمْرِي لَقَدْ نَاطَتْ هَوَازِنُ أَمْرَهَا ... بمُسْتَرْبِعِينَ الحَرْبَ شُمِّ المَنَاخِرِ

  أَيْ بمُطِيقِينَ الحَرْبَ.

  قال الصّاغَانِيّ: وأَمّا قَوْلُ أَبِي⁣(⁣٣) صَخْرٍ الهُذَلِيّ يَمْدَحُ خالِدَ بنَ عَبْدِ العَزِيز:

  رَبِيعٌ وبَدْرٌ يُسْتَضَاءُ بوَجْهِه ... كَريمُ النَّثا⁣(⁣٤) مُسْتَرْبِعٌ كُلَّ حاسِدِ

  فمعناه أَنه يَحْتَمِلُ حَسَدَه، ويَقْوَى عَلَيْه.

  وقالَ الأَزْهَرِيُّ: هذا كُلُّه من رَبْعِ الحَجَرِ وإِشالَتِهِ.

  قَالَ الصّاغَانِيّ: والتَّرْكِيبُ يَدُلُّ عَلى جُزْءٍ مِنْ أَرْبَعَةِ أَجْزَاءِ، وعَلَى الإِقَامَةِ، وعَلَى الإِشالَةِ، وقَدْ شَذَّت الرَّبْعَةُ: المَسَافَةُ بَيْنَ أَثافِي القِدْر.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:

  يُقَالُ: هو رابعُ أَرْبَعَةٍ، أَيْ وَاحِدٌ من أَرْبَعَة.

  وجاءَت عَيْنَاهُ بأَرْبَعَةِ، أَيْ بِدُمُوعٍ جَرَتْ مِنْ نَوَاحِي عَيْنَيْهِ الأَرْبَع، وقالَ الزَّمَخْشَرِيّ: أَي جاءَ باكِياً أَشَدَّ البُكَاءِ، وهو مَجَازٌ.

  وِأَرْبَعَ الإِبِلَ: أَوْرَدَهَا رِبْعاً.

  وِأَرْبَعَ الرَّجُلُ: جَاءَتْ إِبِلُهُ رَوَابِعَ.


(١) في التهذيب واللسان: «طويل العفاء» ونصب الصيف لأنه جعله ظرفاً.

(٢) في الأساس: قال الأخطل.

(٣) بالأصل «ابن صخر» والمثبت عن التكملة. وفي التهذيب واللسان «صخر».

(٤) عن التكملة، وبالأصل والتهذيب واللسان: كريم الثنا.