تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الراء مع العين

صفحة 146 - الجزء 11

  ورُمْحٌ مَرْبُوعٌ: طُولُهُ أَرْبَعَةُ أَذْرُعٍ وقِيلَ: رُمْحٌ مَرْبُوعٌ: لا طَوِيلَ ولا قَصِير.

  وِالتَرْبِيعُ في الزَّرْعِ: السَّقْيَةُ الَّتِي بَعْدَ التَّثْلِيثِ.

  وناقَةٌ رَبُوعٌ، كَصَبُورٍ: تَحْلبُ أَرْبَعَةَ أَقْدَاحٍ، عن ابْنِ الأَعْرَابِيّ.

  ورَجُلٌ مُرَبَّعُ الحَاجِبَيْن: كَثِيرُ شَعرِهِما، كأَنَّ لَه أَرْبَعَ⁣(⁣١) حَواجِبَ. قال الرّاعِي:

  مُرَبَّعُ أَعْلَى حَاجبِ العَيْنِ، أُمُّه ... شَقِيقَةُ عَبْدٍ مِنْ قَطِينٍ مُوَلَّدِ⁣(⁣٢)

  وقَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: فُلانٌ مُرَبَّعُ الجَبْهَةِ، أَي عَبْدٌ. وهو مَجاز.

  وِرُبِعَ الرَّجُلُ، كعُنِيَ: أُصِيبَتْ أَرْبَاعُ رَأْسِهِ، وهي نَوَاحِيهِ.

  وِارْتَبَعَ الحَجَرَ: شالَهُ، وذلِكَ المُتَنَاوَلُ مَرْبُوعٌ، كالرَّبِيعَةِ.

  ومَرَّ بقَوْمٍ يَرْبَعُونَ حَجَراً، ويَرتَبِعُون، ويَتَرَبَّعُونَ، الأَخِيرُ عَن الزَّمَخْشَرِيّ وأَكْثَرَ الله رَبْعَكَ: أَهْلَ بَيْتِكَ.

  وهم اليَوْمَ رَبْعٌ، إِذا كَثُرُوا ونَمَوْا. وهُو مَجَاز.

  وِالرَّبْعُ: طَرَفُ الجَبَلِ.

  وِالمَرْبُوعُ مِنَ الشِّعْر: الَّذِي ذَهَبَ جُزْءٌ⁣(⁣٣) من ثَمَانِيَةِ أَجْزَاءٍ من المَدِيدِ والبَسِيط.

  قالَ الأَزْهَرِيُّ: وسَمِعْتُ العَرَبَ يَقُولُون: تَرَبَّعَتِ النَّخِيلُ: إِذا خُرِفَتْ وصُرِمَتْ.

  وقالَ ابنُ بَرِّيّ: يُقَالُ: يَوْمٌ قائظٌ وصائفٌ وشاتٍ، ولا يُقَالُ: يَوْمٌ رَابِعٌ، لأَنّهم لَمْ يَبْنُوا منه فِعْلاً على حَدِّ قاظَ يَوْمُنَا، وشَتَا، فَيَقُولُوا: رَبَعَ يَوْمُنَا، لأَنّهُ لا مَعْنَى فيه لحَرٍّ ولا بَرْدٍ، كما في قَاظَ وشَتَا.

  وفي حَدِيثِ الدُّعاءِ: «اللهُمَّ اجْعَل القُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي»، جَعَلَهُ رَبِيعاً لَهُ لِأَنَّ الإِنْسَانَ يَرْتَاحُ قَلْبُه في الرَّبِيعِ من الأَزْمَانِ ويَمِيلُ إِلَيْه، ورُبَّمَا سُمِّيَ الكَلَأُ والغَيْثُ رَبِيعاً.

  وِالرَّبِيعُ: ما تَعْتَلِفُهُ الدَّوَابُّ مِن الخُضَرِ، والجَمْعُ أَرْبِعَةٌ.

  وِالرِّبْعَةُ، بالكَسْرِ: اجْتِمَاعُ الماشِيَةِ في الرَّبِيعِ. يُقَالُ: بَلَدٌ مَيِّثٌ أَنِيثٌ، طَيِّبُ الرِّبْعَة، مَرئُ العُودِ.

  وِرَبَعَ الرَّبِيعُ يَرْبَعُ رُبُوعاً: دَخَلَ.

  وِأَرْبَعَ القَوْمُ: صارُوا إِلَى الرِّيفِ والماءِ.

  وِالمُتَرَبَّعُ: الموضِعُ الَّذِي يُنْزَلُ فيه أَيّامَ الرَّبِيعِ.

  وغَيْثٌ مُرْبعٌ: يَأْتِي فِي الرَّبِيع، أَوْ يَحْمِلُ الناسَ عَلَى أَنْ يَرْبَعُوا في دِيَارِهِم، ولا يَرْتَادُون، وهو مَجَازٌ. أَوْ أَرْبَعَ الغَيْثُ: إِذا أَنْبَتَ الرَّبِيعَ.

  وقَوْلُ الشّاعِر:

  يَدَاكَ يَدٌ رَبِيعُ النّاسِ فِيها ... وِفِي الأُخْرَى الشُّهورُ من الحَرَامِ

  أَرادَ أَنَّ خِصْبَ النَّاسِ في إِحْدَى يَدَيْهِ، لِأَنَّهُ يُنْعِشُ النّاسَ بِسَيْبِهِ. وفي يَدِهِ الأُخْرَى الأَمْنُ والحَيْطَةُ ورَعْيُ الذِّمام.

  وِالمُرْتَبِعُ مِنَ الدَّوابِّ: الَّذِي رَعَى الرَّبِيعَ، فسَمِنَ ونَشِطَ.

  وأَرضٌ مُرْبِعَةٌ: كثيرَة الرَّبِيعِ. وأَربَع إِبلَهُ بِمَكانِ كذا [وكذا]⁣(⁣٤): رَعَاهَا فيه في الرَّبِيعِ.

  وِالرِّبْعِيَّة، بالكسرِ: العِيرُ المُمتارَة في الرَّبِيعِ. وقيل: أَوَّل السَّنَة، وإِنَّمَا يَذْهَبُونَ بِأَوّلِ السَّنَة إِلَى الرَّبِيعِ والجَمع رَبَاعِيّ.

  وِالرِّبْعِيَّة: الغَزْوَة في الرَّبِيع. قالَ النابِغَة:

  وِكَانَتْ لَهمْ رِبْعيَّةٌ يَحذَرُونَها ... إِذا خَضْخَضَتْ ماءَ السَّمَاءِ القَنَابِلُ⁣(⁣٥)

  يَعني أنّه كانَ لَهمْ غَزْوةٌ يَغْزونَهَا في الرَّبِيعِ.

  وِأَربَعَ الرَّجُل، فهوَ مُربِعٌ: وُلِدَ لَه في شَبابِه، عَلَى المَثلِ بالرَّبِيع، ووَلَدُهُ رِبْعيُّون.


(١) كذا بالأصل، «أربع» والحاجب مذكر، فالصواب «أربعة» تؤنث مع المذكر.

(٢) ديوانه ص ٨٦، انظر تخريجه فيه.

(٣) كذا بالأصل والتهذيب واللسان، وصححه مصحح اللسان ط دار المعارف مصر - «جزءان».

(٤) زيادة عن اللسان.

(٥) ديوانه ١١٧ وفيه: «وكانت له ... القبائل» وفسرها بهامشه: القبائل جمع قبيل وهي القطعة من الخيل.