تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل السين مع العين

صفحة 227 - الجزء 11

  ويُقَال: الأَمِيرُ يَسْمَع كلامَ فُلانٍ، أَي يُجِيبُه. وهو مَجازٌ.

  وقولُ ابنِ الأَنْبَارِيّ: وقولُهُم: «سَمِعَ الله لِمَنْ حَمِدَه» أَي أَجابَ الله دُعَاءَ مَنْ حَمِدَه» أَي أَجابَ الله دُعَاءَ من حَمِدَه، فوضَعَ السَّمْعَ مَوْضِعَ الإِجَابَةِ، ومنه الدُّعَاءُ: «اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بك من دُعَاءٍ لا يُسْمَعُ» أَي لا يُعْتَدُّ به، ولا يُسْتَجَابُ، فكأَنَّه غيرُ مَسْمُوع، وقال سُمَيْرُ بنُ الحارِثِ الضَّبِّيُّ:

  دَعَوْتُ الله حَتّى خِفْتُ أَنْ لا ... يكونَ الله يَسْمَعُ ما أَقُولُ

  وبه فُسِّرَ قولُه تعالَى: {وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ}⁣(⁣١) أَي غَيْرَ مُجابٍ إِلى ما تَدْعُو إِلَيْه.

  وقولُهُم: سَمْعٌ لا بَلْغٌ، بالفَتْح مَرْفُوعَانِ، ويُكْسَران: لُغَتان في سَمْعَان لا بَلْغان.

  وِالسَّمَعْمَع: الشَّيْطَان الخَبِيث.

  والسِّمْعَانِيَّةُ، بالكَسرِ: من قُرَى ذَمَار⁣(⁣٢) باليَمَنِ.

  وِاسْتَمَع: أَصْغَى، قالَ الله تعالَى: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ}⁣(⁣٣) وقولُه تعالى: {وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ}⁣(⁣٤) وكذا اسْتَمَعَ، بهِ، ومنه قولُه تَعالَى: {نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَسْتَمِعُونَ بِهِ}⁣(⁣٥).

  ويُعَبَّر بالسَّمْع تارةً عن الفَهْم، وتارةً عن الطّاعَةِ، تقولُ: اسْمَعْ ما أَقُولُ لك، ولَمْ تَسْمَعْ ما قُلْتُ لك، أَي لم تَفْهَم، وقولهُ تَعَالَى: {وَلَوْ عَلِمَ اللهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأَسْمَعَهُمْ}⁣(⁣٦)، أَي أَفْهَمَهُم بأَنْ جَعَلَ لهم قُوَّةً يَفْهَمُون بها. وقالَ اللهُ تَعالَى: {إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ}⁣(⁣٧) أَي أَطِيعُونِ.

  ويُقَال: أَسْمَعَكَ الله، أَي⁣(⁣٨) لا جَعَلَكَ أَصَمَّ، وهو دعاءٌ.

  وقولُه تعالَى: {أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ}⁣(⁣٩) أَي ما أَبْصَرَه وما أَسْمَعَه! على التَّعَجُّبِ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.

  وِالسَّمَّاعُ، كشَدَّادٍ: المُطِيعُ.

  ويُقَال: كَلَّمَهُ سِمْعَهُم، بالكسر، أَي: بحيثُ يَسْمَعُونَ، ومنه قولُ جَنْدَلِ بن المُثَنَّى:

  قامَتْ تُعَنْظِي بكَ سِمْعَ الحاضِرِ

  أَي بحَيْثُ يَسْمَعُ مَنْ حَضَرَ. وتَقُولُ العَرَبُ: لا وِسِمْعِ الله، يَعْنُون وذِكْرِ الله.

  والسَّمَاعِنَة: بَطنٌ من العَرَبِ، مَساكِنُهم جَبَلُ الخَلِيلِ #.

  والسَّوَامِعَةُ: بطنٌ آخرُ، مَسَاكِنُهم بالصَّعِيد.

  وِالمَسْمَع⁣(⁣١٠): خَرْقُ الأُذُنِ، كالمِسْمَعِ. نَقَلَه الرّاغِبُ.

  وِالسِّمَاعِيَةُ، بالفَتْحِ: موْضعٌ.

  وَبَنُو السَّمِيعَةِ، كسَفِينَةٍ: قَبِيلةٌ من الأَنْصَارِ، كانوا يُعْرَفُونَ ببَنِي الصَّمَّاءِ، فغَيَّره النَّبِيُّ ÷.

  وِالمَسْمَعُ، كمَقْعَدٍ: مصدرُ سَمِعَ سَمْعاً.

  وأَيْضاً: الأُذُنُ، عن أَبِي جَبَلَةَ، وقِيلَ: هو خَرْقُهَا الَّذِي يُسْمَعُ به، وحكى الأَزْهَرِيُّ عن أَبِي زَيْدٍ: ويُقَال لِجَمِيعِ⁣(⁣١١) خُرُوقِ الإِنْسَانِ؛ عَيْنَيْه ومَنْخَرَيْه واسْتِهِ: مَسَامِعُ، لا يُفْرَدُ وَاحِدُهَا.

  وقال اللَّيْثُ: يُقالُ: سَمِعَتْ أُذُنِي زَيْداً يَفْعَلُ كذا وكذا، أَي أَبْصَرْتُه بِعَيْنِي يَفْعَلُ كذا وكذا، قالَ الأَزْهَرِيُّ: ولا أَدْرِي مِن أَيْن جاءَ اللّيْثُ بهذا الحَرْفِ، وليسَ من مَذْهَبِ العَرَبِ أَنْ يَقُولَ الرجلُ: سَمِعَتْ أُذُني بمَعْنَى أَبْصَرَت عَيْنِي، قال.

  وهو عِنْدِي كلامٌ فاسِدٌ، ولا آمَنُ أَنْ يَكُونَ [مما]⁣(⁣١٢) وَلَّدَه أَهْلُ البِدَع والأَهْوَاءِ [وكأَنه من كلام الجهمية]⁣(⁣١٢).

  ويُقَال: باتَ في لَهْوٍ وسَمَاعٍ: السَّمَاعُ: الغِنَاءُ، وكُلُّ ما الْتَذَّتْه الآذَانُ من صَوْتٍ حَسَنٍ: سَماعٌ.

  وِالسَّمِيعُ، في أَسْمَاءِ الله الحُسْنَى: الَّذِي وَسِعَ سَمْعُه كُلَّ شَيْءٍ.


(١) سورة النساء الآية ٤٦.

(٢) عن معجم البلدان وبالأصل «ديار».

(٣) سورة الجن الآية ١.

(٤) سورة ق الآية ٤١.

(٥) سورة الإسراء الآية ٤٧.

(٦) سورة الأنفال الآية ٤٢.

(٧) سورة يس الآية ٢٥.

(٨) في المفردات: أي جعلك الله أصم. وهو دعاء على الانسان وهذا أحد وجهي تفسير قوله تعالى: {وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ} انظر المفردات.

(٩) عن المفردات وبالأصل «والمستمع».

(١٠) عن المفردات وبالأصل «والمستمع».

(١١) عن التهذيب وبالأصل «بجمع».

(١٢) زيادة عن التهذيب.