فصل الصاد المهملة مع العين
  بهِ السِّرْحَانُ مُفْتَرِشاً يَدَيْهِ ... كأَنَّ بَيَاضَ لَبَّتِه صَدِيعُ
  وِالصَّدِيعُ: رُقْعَةٌ جَدِيدَةٌ في ثَوْبٍ خَلَقٍ، كأَنَّهَا صُدِعَتْ، أَي شُقَّت، قال لَبِيدٌ ¥:
  دَعِي اللَّوْمَ أَو بِينِي كشَقِّ صَدِيعِ ... فَقَدْ لُمْتِ قَبْلَ اليَوْمِ غَيْرَ مُطِيعِ
  وِكُلُّ نِصْفٍ من ثَوْبٍ، أَو شَيْءٍ يُشَقُّ نِصْفَيْنِ فهو صَدِيعٌ.
  وقِيلَ: صَدِيعٌ في قَوْلِ لَبِيدٍ هو الرِّدَاءُ الذِي شُقَّ صِدْعَيْنِ، يُقَال: باتَ مِنْهُ كشِقِّ صَدِيعٍ، ويُضْرَب في كُلِّ فُرْقَةٍ لا اجْتِمَاعَ بَعْدَها: ج صُدُعٌ، ككُتُبٍ.
  وِالصَّدِيعُ: اللَّبَنُ الحَلِيبُ وَضَعْتَهُ فبَرَدَ، فعَلَتْهُ الدُّوَايَةُ، وسُمِّيَ صَدِيعاً؛ لأَنَّكَ تَصْدَعُ الدُّوَايَةَ عن صَرِيحِ اللَّبَنِ.
  وِقالَ ابنُ عَبّادٍ: الصَّدِيعُ: الفَتِيُّ من الأَوْعَالِ، وقِيلَ: هو المَرْبُوعُ الخَلْقِ، أَي وَعِلٌ بَيْنَ الوَعِلَيْن، كالصَّدَعِ، مُحَرَّكةً.
  قال: والصَّدِيعُ: ثَوْبٌ يُلْبَسُ تَحْتَ الدِّرْعِ، وهو القَمِيصُ بينَ القَمِيصَيْنِ، لا بالكَبِيرِ ولا بالصَّغِيرِ.
  وِالصُّدَاعُ، كغُرَابٍ: وَجَعُ الرَّأْسِ، كما في الصّحاحِ، وقالَ الرّاغِبُ: هو شِبْهُ الانْشِقَاقِ في الرَّأْسِ من الوَجَعِ، مُسْتَعَارٌ من الصَّدْعِ، بمَعْنَى الشَّقِّ في الحَائطِ وغَيْرِه، وأَنْشَدَ الصّاغَانِيُّ للقُطَامِيِّ يصِفُ نَاقَةً:
  وِسَارَتْ سِيرَةً تُرْضِيكَ مِنْهَا ... يَكَادُ وَشِيجُهَا يَشْفِي الصُّدَاعَا
  وِصُدِّعَ الرَّجُلُ، بالضَّمِّ، تَصْدِيعاً، كما في الصّحاحِ، أَي أَصابَهُ الصُّدَاعُ، قال الصّاغَانِيُّ: وهو الاخْتِيَارُ ويَجُوزُ في الشِّعْرِ صُدِعَ، كعُنِيَ، فهو مَصْدُوعٌ.
  وِالمُصَدِّع، كمُحَدِّثٍ: سَيْفُ زُهَيْرِ بنِ جَذِيمَةَ العَبْسِيِّ أَبِي قَيْسٍ، ويُقَالُ: اجْتَمَع زُهَيْرُ بنُ جَذِيمَةَ وخالِدُ بنُ جَعْفَرٍ عندَ بعضِ مُلُوكِ بَنِي نَصْرٍ بالحِيرَةِ، فجَرَى بينهما فَخْرٌ، فقَال زُهَيْرٌ: جَدَعْتُ والله رَجُلاً من بَنِي جَعْفَرِ بنِ كِلَابٍ وأَنا شَابٌّ، فسَمّانِي أَبِي مُجَدِّعاً، وضَرَبْتُ بسَيْفِي رَجُلاً من بَنِي كِلابٍ، فصُدِّعَ، فَسُمِّي سَيْفِي مُصَدِّعاً.
  وِمُصَدِّع: ع، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ.
  وِمن المَجَازِ: تَصَدَّعَ، أَي تَفَرَّقَ، يقال: تَصَدَّع القَوْمُ، أَي تَفَرَّقوا. قال مُتَمِّمُ بنُ نُوَيْرَة يَرْثِي أَخاه مَالِكاً:
  وِكُنَّا كَنَدْمَانَيْ جَذِيمَةَ حِقْبَةً ... من الدَّهْرِ حتّى قِيلَ: لَنْ يَتَصَدَّعَا
  فَلَمَّا تَفَرَّقْنا كأَنِّي ومَالِكاً ... لِطُولِ اجْتِمَاعٍ لم نَبِتْ لَيْلَةً مَعَا
  كاصَّدَّعَ، بتَشْدِيدِ الصّادِ والدّالِ، قال الله تَعالَى: {يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ}(١) قال الزَّجّاجُ: مَعْنَاه يَتَفَرَّقُونَ، فَيَصِيرُونَ فَرِيقَيْنِ، (فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ)، وأَصْلُهَا يَتَصَدَّعُونَ، قُلِبَتْ التاءُ صاداً، ثمّ أُدْغِمَتْ.
  وِقالَ ابنُ عَبّادٍ تَصَدَّعَت الأَرْضُ بفُلانٍ، إِذا تَغَيَّبَ فِيهَا فَارًّا.
  وِانْصَدَعَ: انْشَقَّ، كَنَصَدَّعَ، وهُمَا مُطَاوِعَا صَدَعَه وصَدَّعَهُ، قال سُوَيْدُ بنُ أَبِي كاهِلٍ اليَشْكُرِيُّ:
  فبِهِمْ يُنْكَى عَدُوٌّ وبِهِمْ ... يُرْأَبُ الشَّعْبُ إِذا الشَّعْبُ انْصَدَع
  وقال ابنُ الرِّقاع:
  وِنَكْبَةٍ لَوْ رَمَى الرّامِي بها حَجَراً ... أَصَمَّ مِنْ جَنْدَلِ الصَّوّانِ لانْصَدَعَا
  أَتَتْ عَلَيَّ فَلَمْ أَتْرُكْ لها سَلَبِي ... وِما اسْتَكَنْتُ لها شَكْوَى ولا جَزَعَا
  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:
  صَدَّعَهُ تَصْدِيعاً: شَقَّه، وصَدَّعَ الفَلاةَ والنَّهْرَ تَصْدِيعاً: شَقَّمُهَا وقَطَعَهُمَا، على المَثَلِ، قال لَبِيدٌ:
  فتَوَسَّطَا عُرْضَ السَّرِيّ وصَدَّعَا ... مَسْجُورَةً مُتَجَاوِزاً قُلَّامُهَا(٢)
  وَقَوْل قَيْسِ بنِ ذَرِيحٍ:
  فَلَمَّا بَدا مِنْهَا الفِراقُ كما بَدَا ... بظَهْرِ الصَّفَا الصَّلْدِ الشُّقُوقُ الصَّوادِعُ
(١) سورة الروم الآية ٤٣.
(٢) ديوان ص ١٧٠ ويروى: فرمى بها عرض السري وفي الديوان «متجاوراً».