تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[طعع]:

صفحة 322 - الجزء 11

  وِطَلَعَت سَنُّ الصَّبِيِّ: بَدَتْ شَبَاتُهَا، وهو مَجَازٌ، وكُلُّ بَادٍ من عُلْوٍ: طالِعٌ.

  وِطَلَعَ أَرْضَهُم: بَلَغَهَا، يُقالُ: مَتَى طَلَعْت أَرْضَنَا؟ أَيْ مَتَى بَلَغْتَها، وهو مَجَازٌ، وطَلَعْتُ أَرْضِي، أَي بَلَغْتُهَا.

  وِطَلَع النَّخْلُ يَطْلُعُ طُلُوعاً: خَرَجَ طَلْعُه، وسَيَأْتِي مَعْنَاهُ قَرِيباً، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ كأَطْلَعَ، كأَكْرَمَ، نقَلَه الجَوْهَرِيُّ. وهو قولُ الزَّجّاجِ. وطَلَّعَ تَطْلِيعاً، نَقَله صاحبُ اللِّسَانِ.

  وِطَلَعَ بِلَادَهُ: قَصَدَها، وهو مَجَازٌ، ومنه الحَدِيثُ: «هذا بُسْرٌ قد طَلَعَ اليَمَنَ» أَي قَصَدَهَا من نَجْدٍ.

  وِطَلَعَ الجَبَلَ يَطْلَعُه طُلُوعاً: عَلاهُ ورَقِيَهُ، كطَلِعَ، بالكَسْرِ، وهو مَجَازٌ، الأَخِيرُ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ عن ابنِ السِّكِّيتِ.

  وِيُقَالُ: حَيَّا الله طَلْعَتَه، أَي رُؤْيَتَه وشَخْصَه وما تَطَلَّعَ منه، كما فِي اللِّسَانِ، أَو وَجْهَهُ، وهو مَجَازٌ، كما في الصّحاحِ.

  وِالطّالِعُ: السَّهْمُ الّذِي يَقَعُ وَرَاءَ الهَدَفِ، قالَهُ الأَزْهَرِيُّ، وقال غيرُه: الَّذِي يُجَاوِزُ الهَدَفَ ويَعْلُوه، وقال القُتَيْبِيُّ: هو السَّهْمُ الساقِطُ فَوْقَ العَلامَةِ، ويُعْدَلُ بالمُقْرطِسِ، قال المرّارُ بنُ سَعِيدٍ الفَقْعَسِيُّ:

  لَهَا أَسْهُمٌ لا قَاصِراتٌ عَن الحَشَا ... وِلا شَاخِصَاتٌ عن فُؤادِي طَوَالِعُ

  أَخبَر أَنَّ سِهَامَها تُصِيبُ فُؤادَه، وليْسَت بالَّتِي تَقْصُرُ دُونَه، أَو تُجَاوِزُه فتُخْطِئُه. وقال ابنُ الأَعْرَابِيِّ: رُوِيَ عن بَعْضِ المُلُوكِ - قال الصّاغَانِيُّ: هو كِسْرَى⁣(⁣١) - كانَ يَسْجُدُ للطّالِعِ. قِيلَ: مَعْنَاه أَنَّه كان يَخْفِضُ رَأْسَه إِذا شَخَصَ سَهْمُه، فارْتَفَعَ عن الرَّمِيَّةِ، فكان يُطَاطِئُ رَأْسَه، ليتَقَوَّمَ السَّهْمُ، فيُصِيبَ الدَّارَةَ.

  وِقال الصّاغَانِيُّ: ولو قِيلَ: الطَّالِعُ: الهلالُ، لم يَبْعُدْ عن الصَّوابِ، فقد جاءَ عن بعض الأَعْرَابِ: ما رَأَيْتُكَ منذ طالِعَيْنِ، أَي منذ شَهْرَيْنِ، وأَنَّ كِسْرَى كان يَتطامَنُ له إِذا طَلَعَ إِعْظاماً لله ø. ومن المَجَازِ: رَجُلٌ طَلّاعُ الثَّنَايَا، وطَلَّاعُ الأَنْجُدِ، كشَدَّادٍ، أَي مُجَرِّبٌ للأمُورِ، ورَكَابٌ لها أَي غالِبٌ يَعْلُوها، ويَقْهَرُهَا بمَعْرِفَتِه وتَجَارِبهِ وجَوْدَةِ رَأْيِه، وقِيلَ: هو الَّذِي يَؤُمُّ مَعَالِيَ الأُمورِ. والأَنْجُدُ: جَمْعُ نَجْدٍ، وهو الطَّرِيق في الجَبَلِ، وكذلِكَ الثَّنِيَّة، فمِنَ الأَوَّلِ: قولُ سُحَيْمِ بن وَثِيلٍ:

  أَنا ابْنُ جَلَا وطَلّاعِ الثَّنَايَا ... مَتَى أَضَعُ العِمَامَةَ تَعْرِفُونِي

  ومن الثّانِي: قولُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي شِحَاذٍ الضَّبِّيِّ - وقال ابنُ السِّكِّيتِ: هو لرَاشِدِ بنِ دِرْوَاسِ -:

  وِقَدْ يَقْصُرُ القُلُّ الفَتَى دُونَ هَمَّه ... وِقَدْ كانَ، لَوْلَا القُّلُّ، طَلَّاعَ أَنْجُدِ⁣(⁣٢)

  وِالطَّلْعُ: المِقْدَارُ، تَقُولُ: الجَيْشُ طَلْعُ أَلْفٍ، أَي مِقْدَارُه.

  وِالطَّلْعُ من النَّخْلِ: شَيْءٌ يَخْرُجُ كأَنَّه نَعْلَان مُطْبَقَانِ، والحَمْلُ بَيْنَهُمَا مَنْضُودٌ، والطَّرَفُ مُحَدَّدٌ، أَوْ هو ما يَبْدُو من ثَمَرَتهِ في أَوَّلِ ظُهُورِهَا، وقِشْرُه يُسَمَّى الكُفُرَّى والكافُور، وما فِي داخِلِه الإِغْرِيضُ، لِبَيَاضِهِ، وقد ذُكِرَ كُلٌّ مِنْهُمَا في مَوْضِعِهِ، وفيه تَطْوِيلٌ مُخِلٌّ بمُرَادِه، ولو قالَ: ومِنَ النَّخْلِ: الإِغْرِيضُ يَنْشَقُّ منه الكافُور، أَو: ومن النَّخْلِ: نَوْرُهُ ما دامَ في الكافُورِ، كانَ أَخْصَرَ.

  وِالطِّلْعُ، بالكَسْرِ: الاسْمُ من الاطِّلاعِ، وقد اطَّلَعَهُ واطَّلَعَ عَليْه، إِذا عَلِمَه، وقد تَقَدَّم، قال الجَوْهَرِيُّ: ومنه اطَّلِعْ طِلْعَ العَدُوِّ أَي عِلْمَه، ومنه أَيْضاً حَدِيثُ سَيْفِ بنِ ذِي يَزَنَ قالَ لعَبْدِ المُطَّلِبِ: «أَطْلَعْتُك طِلْعَهُ» وسَيَأْتِي قَرِيباً.

  وِالطِّلْعُ: المَكَانُ المُشْرِفُ الَّذِي يُطَّلَع مِنْه، يُقَالُ: عَلَوْتُ طِلْعَ الأَكَمَةِ، إِذا عَلَوْتَ منها مَكَاناً تُشْرِفُ منه عَلَى ما حَوْلَها، قَالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ.

  وِقالَ: الطِّلْعُ: النّاحِيَةُ، يُقَال: كُنْ بطِلْعِ الوَادِي، ويُقَال أَيْضاً: فُلانٌ طِلْعَ الوَادِي، بغيرِ الباءِ. أُجْرِي مُجْرَى وَزْنِ الجَبَل، قالَهُ الأَزْهَرِيُّ، ويُفْتَحُ فِيهِمَا قالَ الجَوْهَرِيُّ: الكَسْرُ والفَتْحُ كِلاهُمَا صَوابٌ، وفي العَبَابِ: كِلاهما يُقَالُ. وقالَ


(١) في اللسان والنهاية: وفي حديث كسرى: أنه كان يسجد للطالع، ولم يرد ذكر كسرى في التكملة ولا في التهذيب.

(٢) ويروى: وقد يعقل.