فصل الطاء مع العين
  ويُقَالُ: أَنَا أُطَالِعُكَ بحقيقةِ الأَمْرِ، أَي أُطْلِعُكَ عَليْه، وهو مَجَازٌ، كما فِي الأَسَاسِ، وكذا قَوْلُهُم: طَالِعْنِي بكُتُبِكَ(١).
  وِاطَّلَعْتُ من فَوْقِ الجَبَلِ، وأَطْلَعْتُ بمَعنًى وَاحِدٍ.
  ونَفْسٌ طَلِعَةٌ، كفَرِحَة: شَهِيَّةٌ مُتَطَلِّعَةٌ، عَلَى المَثَل، وبه رُوِيَ قولُ الحَسَنِ: «إِنَّ هذِه النُّفُوسَ طَلِعَةٌ».
  وِطَلَّعَهُ تَطْلِيعاً: أَخْرَجَه، عامِّيَّةٌ.
  ومن أَمْثَالِ العَرَبِ: «هذِه يَمِينٌ قد طَلَعَتْ في المَخَارِمِ» وهي اليَمِين الَّتِي تَجْعَلُ لصَاحِبِهَا مَخْرَجاً، ومنه قَوْلُ جَرِيرٍ:
  وِلا خَيْرَ في مَالٍ عَليْهِ أَلِيَّةٌ ... وِلا فِي يَمِينٍ غيرِ ذاتِ مَخَارِمِ
  والمَخارِمُ: الطُّرُقُ في الجِبَالِ.
  وِتَطَلَّعَ الرَّجُلَ: غَلبَه وأَدْرَكَه، وأَنْشَدَ ثَعْلَبٌ:
  وِأَحْفَظُ جارِي أَنْ أُخالِطَ عِرْسَه ... وِمَوْلايَ بالنَّكْراءِ لا أَتَطَلَّعُ
  وقالَ ابنُ بَرِّيّ: ويُقَالُ: تَطَالَعْتُه: إِذا طَرَقْتَهُ، وأَنْشَدَ أَبُو عَلِيٍّ:
  تَطالَعُنِي خَيالاتٌ لسَلْمَى ... كما يَتَطَالَعُ الدَّيْنَ الغَرِيمُ
  قالَ: كذا أَنْشَدَهُ، وقالَ غَيْرُه: إِنَّمَا هو يَتَطَلَّع؛ لأَنَّ تَفَاعَلَ لا يَتَعَدَّى في الأَكْثَرِ، فعَلَى قَوْلِ أَبِي عَلِيٍّ يَكُونُ مِثْلَ تَفاوَضْنَا الحَدِيثَ، وتَعَاطيْنَا الكَأْسَ، وتَنَاشَدْنَا الأَشْعَارَ.
  قالَ: ويُقَالُ: أَطْلَعَتِ الثُّرَيَّا، بمعنَى طَلَعَتْ، قال الكُمَيْتُ:
  كَأَنَّ الثُّرَيّا أَطْلَعَت في عِشَائِها ... بوَجْهِ فَتَاةِ الحَيِّ ذَاتِ المَجَاسِدِ
  وِأَطْلَعَ الشَّجَرُ: أَوْرَقَ.
  وِأَطْلَعَ الزَّرْعُ: ظَهَرَ(٢)، وهو مَجَازٌ. وفي التَّهْذِيبِ: طَلَعَ الزَّرْعُ طُلُوعاً، إِذا بَدَأَ يَطْلُعُ وظَهَرَ نَبَاتُه.
  وقَوْسٌ طِلَاعُ الكَفِّ: يَمْلُأ عَجْسُهَا الكَفَّ، وقد تَقَدَّم شَاهِدُه.
  وهذَا طِلَاعُ هذَا، ككِتَابٍ، أَي قَدْرُه.
  والاطِّلاعُ: النَّجَاةُ، عن كُرَاع.
  وِأَطْلَعَت السَّمَاءُ، بمَعْنَى أَقْلَعَتْ.
  وِمَطْلَعُ الأَمْرِ، كمَقْعَدٍ: مَأْتَاهُ ووَجْهُه الّذِي يُؤْتَى إِليْه، ومَطْلَعُ الجَبَلِ: مَصْعَدُه، وأَنْشَدَ: أَبُو زَيْدٍ:
  ما سُدَّ من مَطْلَعٍ ضَاقَتْ ثَنِيَّتُه ... إِلَّا وَجَدْتُ سَوَاءَ الضِّيقِ مُطَّلَعَا
  وِطَالِعَةُ الإِبِلِ: أَوَّلُها.
  وكذا مَطْلَعُ القَصِيدَةِ: أَوَّلُها، وهو مَجَاز.
  وِتَطَلُّعُ النَّفْسِ: تَشَوُّفُهَا ومُنَازَعَتُها.
  ويَقُولُون: هو طَالِعُه سَعِيدٌ: يَعْنُونَ الكَوْكَبَ.
  ومَلأتُ له القَدَحَ حتَّى كادَ يَطْلَعُ من نَوَاحِيه، ومنه قَدَحٌ طِلاعٌ، أَي مَلآن، وهو مَجَازٌ، وعَيْنٌ طِلَاعٌ: مَلَأى من الدَّمْعِ، وهو مَجَازٌ.
  وِتَطَلَّعَ الماءُ من الإِنَاءِ: تَدَفَّقَ مِنْ نَوَاحِيهِ. ويُقَالُ: هذا لَكَ مَطْلَعُ الأَكَمَةِ، أَي حاضِرٌ بَيِّنٌ، ومَعْنَاهُ أَنَّه قَرِيبٌ مِنْكَ فِي مِقْدَارِ مَا تَطْلُعُ له الأَكَمَةُ، ويُقَالُ: «الشَّرُّ يُلْقَى مَطَالِعَ الأَكمِ» أَي بارِزاً مَكْشُوفاً.
  وِاطَّلَعَتْه عَيْنِي: اقْتَحَمَتْه وازْدَرَتْه، وكُلُّ ذلِك مَجَازٌ.
  وفي المَثَلِ: «بعدَ اطِّلاعٍ إِيناسٌ» قاله قَيْسُ بنُ زُهَيْرٍ في سِبَاقِه حُذَيْفَة بنَ بَدْرٍ لما اطَّلَعَت فَرَسُه الغبْرَاءُ، فقال قيْسٌ ذلِكَ فَذَهَبَتْ مَثَلاً، والإِيناسُ: النَّظَرُ والتَّثَبُّتُ، وذلِكَ لأَنَّ الغَبْرَاءَ سَبَقَت في المَكَانِ الصُّلْبِ، فلمَّا صِرْنَ في الوَعَثِ سَبَقَ دَاحِسٌ بقُوَّتِه، فلِذَا قالَ:
  رُوَيْدَ يَعْلُونَ(٣) الجَدَدْ
(١) في الأساس: وطالعني كل وقتٍ بكتبك.
(٢) في اللسان: «بدا».
(٣) في الفاخر للمفضل ص ٢٢٠: «يعدوان».