تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الطاء مع العين

صفحة 326 - الجزء 11

  ويُقَالُ: أَنَا أُطَالِعُكَ بحقيقةِ الأَمْرِ، أَي أُطْلِعُكَ عَليْه، وهو مَجَازٌ، كما فِي الأَسَاسِ، وكذا قَوْلُهُم: طَالِعْنِي بكُتُبِكَ⁣(⁣١).

  وِاطَّلَعْتُ من فَوْقِ الجَبَلِ، وأَطْلَعْتُ بمَعنًى وَاحِدٍ.

  ونَفْسٌ طَلِعَةٌ، كفَرِحَة: شَهِيَّةٌ مُتَطَلِّعَةٌ، عَلَى المَثَل، وبه رُوِيَ قولُ الحَسَنِ: «إِنَّ هذِه النُّفُوسَ طَلِعَةٌ».

  وِطَلَّعَهُ تَطْلِيعاً: أَخْرَجَه، عامِّيَّةٌ.

  ومن أَمْثَالِ العَرَبِ: «هذِه يَمِينٌ قد طَلَعَتْ في المَخَارِمِ» وهي اليَمِين الَّتِي تَجْعَلُ لصَاحِبِهَا مَخْرَجاً، ومنه قَوْلُ جَرِيرٍ:

  وِلا خَيْرَ في مَالٍ عَليْهِ أَلِيَّةٌ ... وِلا فِي يَمِينٍ غيرِ ذاتِ مَخَارِمِ

  والمَخارِمُ: الطُّرُقُ في الجِبَالِ.

  وِتَطَلَّعَ الرَّجُلَ: غَلبَه وأَدْرَكَه، وأَنْشَدَ ثَعْلَبٌ:

  وِأَحْفَظُ جارِي أَنْ أُخالِطَ عِرْسَه ... وِمَوْلايَ بالنَّكْراءِ لا أَتَطَلَّعُ

  وقالَ ابنُ بَرِّيّ: ويُقَالُ: تَطَالَعْتُه: إِذا طَرَقْتَهُ، وأَنْشَدَ أَبُو عَلِيٍّ:

  تَطالَعُنِي خَيالاتٌ لسَلْمَى ... كما يَتَطَالَعُ الدَّيْنَ الغَرِيمُ

  قالَ: كذا أَنْشَدَهُ، وقالَ غَيْرُه: إِنَّمَا هو يَتَطَلَّع؛ لأَنَّ تَفَاعَلَ لا يَتَعَدَّى في الأَكْثَرِ، فعَلَى قَوْلِ أَبِي عَلِيٍّ يَكُونُ مِثْلَ تَفاوَضْنَا الحَدِيثَ، وتَعَاطيْنَا الكَأْسَ، وتَنَاشَدْنَا الأَشْعَارَ.

  قالَ: ويُقَالُ: أَطْلَعَتِ الثُّرَيَّا، بمعنَى طَلَعَتْ، قال الكُمَيْتُ:

  كَأَنَّ الثُّرَيّا أَطْلَعَت في عِشَائِها ... بوَجْهِ فَتَاةِ الحَيِّ ذَاتِ المَجَاسِدِ

  وِأَطْلَعَ الشَّجَرُ: أَوْرَقَ.

  وِأَطْلَعَ الزَّرْعُ: ظَهَرَ⁣(⁣٢)، وهو مَجَازٌ. وفي التَّهْذِيبِ: طَلَعَ الزَّرْعُ طُلُوعاً، إِذا بَدَأَ يَطْلُعُ وظَهَرَ نَبَاتُه.

  وقَوْسٌ طِلَاعُ الكَفِّ: يَمْلُأ عَجْسُهَا الكَفَّ، وقد تَقَدَّم شَاهِدُه.

  وهذَا طِلَاعُ هذَا، ككِتَابٍ، أَي قَدْرُه.

  والاطِّلاعُ: النَّجَاةُ، عن كُرَاع.

  وِأَطْلَعَت السَّمَاءُ، بمَعْنَى أَقْلَعَتْ.

  وِمَطْلَعُ الأَمْرِ، كمَقْعَدٍ: مَأْتَاهُ ووَجْهُه الّذِي يُؤْتَى إِليْه، ومَطْلَعُ الجَبَلِ: مَصْعَدُه، وأَنْشَدَ: أَبُو زَيْدٍ:

  ما سُدَّ من مَطْلَعٍ ضَاقَتْ ثَنِيَّتُه ... إِلَّا وَجَدْتُ سَوَاءَ الضِّيقِ مُطَّلَعَا

  وِطَالِعَةُ الإِبِلِ: أَوَّلُها.

  وكذا مَطْلَعُ القَصِيدَةِ: أَوَّلُها، وهو مَجَاز.

  وِتَطَلُّعُ النَّفْسِ: تَشَوُّفُهَا ومُنَازَعَتُها.

  ويَقُولُون: هو طَالِعُه سَعِيدٌ: يَعْنُونَ الكَوْكَبَ.

  ومَلأتُ له القَدَحَ حتَّى كادَ يَطْلَعُ من نَوَاحِيه، ومنه قَدَحٌ طِلاعٌ، أَي مَلآن، وهو مَجَازٌ، وعَيْنٌ طِلَاعٌ: مَلَأى من الدَّمْعِ، وهو مَجَازٌ.

  وِتَطَلَّعَ الماءُ من الإِنَاءِ: تَدَفَّقَ مِنْ نَوَاحِيهِ. ويُقَالُ: هذا لَكَ مَطْلَعُ الأَكَمَةِ، أَي حاضِرٌ بَيِّنٌ، ومَعْنَاهُ أَنَّه قَرِيبٌ مِنْكَ فِي مِقْدَارِ مَا تَطْلُعُ له الأَكَمَةُ، ويُقَالُ: «الشَّرُّ يُلْقَى مَطَالِعَ الأَكمِ» أَي بارِزاً مَكْشُوفاً.

  وِاطَّلَعَتْه عَيْنِي: اقْتَحَمَتْه وازْدَرَتْه، وكُلُّ ذلِك مَجَازٌ.

  وفي المَثَلِ: «بعدَ اطِّلاعٍ إِيناسٌ» قاله قَيْسُ بنُ زُهَيْرٍ في سِبَاقِه حُذَيْفَة بنَ بَدْرٍ لما اطَّلَعَت فَرَسُه الغبْرَاءُ، فقال قيْسٌ ذلِكَ فَذَهَبَتْ مَثَلاً، والإِيناسُ: النَّظَرُ والتَّثَبُّتُ، وذلِكَ لأَنَّ الغَبْرَاءَ سَبَقَت في المَكَانِ الصُّلْبِ، فلمَّا صِرْنَ في الوَعَثِ سَبَقَ دَاحِسٌ بقُوَّتِه، فلِذَا قالَ:

  رُوَيْدَ يَعْلُونَ⁣(⁣٣) الجَدَدْ


(١) في الأساس: وطالعني كل وقتٍ بكتبك.

(٢) في اللسان: «بدا».

(٣) في الفاخر للمفضل ص ٢٢٠: «يعدوان».