تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الفاء مع العين

صفحة 341 - الجزء 11

  المِنْقَرِيِّ⁣(⁣١)، وهو الَّذِي قَالَ لِنَفْسِهِ - وهو يَجُودُ بها -: اخْرُجِي لَكَاعِ.

  وِفُرْعَانُ بنُ الأَعْرَفِ أَيْضاً: أَحَدُ بَنيِ مُرَّةَ بنِ عُبَيْدِ بن⁣(⁣٢) الحَارِثِ بنِ عَمْرِو بن مُقَاعِسِ بن كَعْبِ بن زيْدٍ مَنَاة⁣(⁣٢): شاعِرٌ لِصٌّ.

  وِأَبُو عَبْدِ الرَّحْمنِ عَبْدُ الله بنُ لَهِيعَةَ بنِ عُقْبَةَ بنِ فُرْعانَ بنِ رَبِيعَةَ الحَضْرَمِيُّ قاضِي مِصْرَ، مُحَدِّثٌ، وسيأْتي للمُصَنَّف في «لهع» ونَذْكُرُ تَرْجَمَتَه هُنَاك.

  وِالمَفَارِعُ: الَّذِين يَكُفُّونَ بَيْنَ الناسِ ويُصْلِحُون، الوَاحِدُ مِفْرَعٌ كمِنْبَرٍ، يقال: رجُلٌ مَفْرَعٌ، من قَوْمٍ مَفَارِعَ.

  وِفي الحَدِيثِ: «لا يَؤمَّنَّكُم الأَفْرَعُ.

  نَصُّ الحَدِيث: «لا يَؤمَّنَّكُم أَنْصَرُ، ولا أَزَنُّ، ولا أَفْرَعُ» أَي المُوَسْوِسُ⁣(⁣٣) كما في النِّهَايَةِ، والأَنْصَرُ: تَقَدّم مَعْنَاهُ، والأَزَنُّ سَيَأْتِي.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  الفِرَاعُ، بالكَسْرِ: ما عَلَا مِنَ الأَرْضِ وارْتَفَع، جَمْعُ⁣(⁣٤) فَرْعَةٍ، ويُقَالُ: ائْتِ فَرْعَةً من فِرَاعِ الجَبَلِ فانْزِلْها، وهي أَماكِنُ مُرْتَفِعَةٌ. وقِيل: الفَرْعَةُ: رَأْسُ الجَبَلِ خاصَّةً، وفارِعَةُ الجَبَلِ: أَعْلاهُ، يُقَال: انْزِلْ بِفَارِعَةِ الوَادِي، واحْذَرْ أَسْفَلَه.

  ويُقَال: فُلانٌ فَارِعٌ. ونَقاً فَارِعٌ: مُرْتَفِعٌ طَوِيلٌ.

  وِالمُفْرِعُ: الطَّوِيلُ من كُلِّ شَيْءٍ.

  وِفُرُوعُ المُقْلَتَيْنِ: أَعالِيهِما، وأَنْشَدَ ثَعْلَبٌ:

  من المُنْطِيَاتِ المَوْكِبَ المَعْجَ بَعْدَ ما ... يُرَى فِي فُرُوعِ المُقْلَتَيْنِ نُضُوبُ

  وِفَرَعَ فُلانٌ فُلاناً فَرْعاً وفُرُوعاً: عَلَاهُ.

  وِالفَارِعَةُ من الغَنَائِمِ: المُرْتَفِعَةُ الصاعِدَةُ من أَصْلِهَا قبلَ أَنْ تُخَمَّسَ.

  وِفَرْعَةُ الجُلَّةِ: أَعْلاها من التَّمْرِ. وكَتِفٌ مُفْرِعَةٌ: عالِيَةٌ مُشْرِفَةٌ عَرِيضَةٌ، ورَجُلٌ مُفْرِعُ الكَتِفِ: عَرِيضُها، وقِيلَ: مُرْتَفِعُهَا.

  وِفَرْعَةُ الطَّرِيقِ، وفَرَعَتُه، وفَرْعاؤُه، وفَارِعَتُه، كُلُّه: أَعْلاهُ ومُنْقَطَعُهُ، وقيل: مَا ظَهَرَ منه وارْتَفَع، وقيل: فَارِعَتُهُ: حَوَاشِيهِ.

  وِالفُرُوعُ: الصُّعُود.

  وِأَفْرَعَ في قَوْمِهِ، وفَرَّعَ: طَالَ، قال لبِيدٌ:

  فَأَفْرَعَ بالرُّبَابِ يَقُودُ بُلْقاً ... مُجَنَّبَةً تَذُبُّ عن السِّخَال

  شبَّهَ البَرْقَ بالخيْلِ البُلُقِ في أَوَّل النّاسِ.

  وحَكَى ابنُ بَرِّيّ عن أَبِي عُبَيْدٍ: أَفْرَعَ في الجَبَلِ: صَعَّدَ، وأَفْرَع منه: نَزَلَ، ضدٌّ، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيٍّ في الإِفْرَاعِ بمَعْنَى الإِصْعَادِ:

  إِنِّي امْرُؤُ من يَمَانٍ حِينَ تَنْسُبُنِي ... وِفي أُمَيَّةَ إِفْرَاعِي وتَصْوِيبِي

  قالَ: فالإِفْرَاعُ هُنَا: الإِصْعَادُ؛ لأَنَّهُ ضَمَّه إِلى التَّصْوِيبِ، وهو الانْحِدَارُ، وقالَ عَبْدُ الله بنُ هَمَّامٍ السَّلُولِيُّ:

  فإِمَّا تَرَيْنِي اليَوْمَ مُزْجِي ظَعِينَتِي ... أُصَعِّدُ سِرًّا في البِلَادِ وأُفْرِعُ

  وأَصْعَدَ في لُؤْمِه وأَفْرَعَ، أَي انْحَدَر، وهو مَجازٌ.

  وضَرَبَه على فَرْعَيْ أَلْيَتَيْه، وهُمَا المماسَّتان⁣(⁣٥) للأَرْضِ إِذا قَعَدَ، وهو مَجَازٌ.

  وِالفَرَعُ، مُحَرَّكَةً: طَعَامٌ يُصْنَع لنَتَاجِ الإِبِلِ، كالخُرْسِ لِوِلَادِ المَرْأَةِ.

  وِالفَرَعُ: أَنْ يُسْلَخَ جِلْدُ الفَصِيلِ فيُلبَسَهُ آخَرُ، وتُعْطَفَ عليه ناقَةٌ سِوَى أُمِّه، فتَدُرَّ عليه، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وأَنْشَدَ لأَوْسِ بنِ حَجَرٍ - يَذْكُرُ أَزْمَةً في شِدَّةِ بَرْدٍ -:

  وِشُبِّهَ الهَيْدَبُ العَبَامُ من الْ ... أَقْوامِ سَقْباً مُجَلَّلاً فَرَعَا

  أَرَاد مُجَلَّلاً جِلْدَ فَرَعٍ، فاخْتَصَرَ الكَلامَ. ويُقَالُ: قَدْ


(١) كذا، والنزال هو ابن مرة بن عبيد أخي منقر بن عبيد بن مقاعس ... بن سعد بن زيد مناة كما في جمهرة ابن حزم ص ٢١٦.

(٢) كذا والذي في جمهرة ابن حزم: عبيد بن مقاعس (وهو الحارث) بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة.

(٣) ضبطت بالقلم في النهاية واللسان بفتح الواوين.

(٤) بالأصل «جمعه».

(٥) عن الأساس، وبالأصل «المماسان».