فصل القاف مع العين
  أَنَّ جَمْعَ الأَقْرَع للمكان: الأَقَارِعُ، وشاهِدُه قولُ ذي الرُّمَّة:
  كَسَا الأُكْمَ بُهْمَى غَضَّةً حَبَشِيَّةً ... قُواماً ونُقْعانَ الظُّهُورِ الأَقْارِعِ(١)
  وشاهِدُ القُرْعِ - جمعِ الأَقْرَعِ للتُّرْسِ - قولُ الشّاعِرِ:
  فَلَمَّا فَنَى ما في الكَنَائِن ضَارَبُوا ... إِلى القُرْعِ من جِلْدِ الهِجَانِ المُجَوَّبِ
  أَي ضَربُوا بأَيْدِيهِم إِلى التِّرَسَةِ لَمَّا فَنِيَتْ سِهَامُهُم، وفَنَى بمعنَى فَنِيَ في لغةِ طيِّيء، ثمّ رَأَيْتُ فِي قَوْلِ الرّاعِي ما يَشْهَدُ أَنَّ الأَقْرَعَ للمَكَانِ يُجْمَع أَيضاً على القُرْعِ، وهو:
  رَعَيْنٌ الحَمْضَ حَمْضَ خُنَاصِرَاتٍ ... بما فِي القُرْعِ مِنْ سَبَلِ الغَوَادِي(٢)
  وِعُودٌ أَقْرَعُ، إِذا قُرِعَ من لِحَائِه. وقِدْحٌ أَقْرَعُ: حُكَّ بالحَصَى حتّى بَدَتْ سَفاسِقُه، أَي طرائقُه، وهو في كُلّ منهما مَجَاز.
  وِالأَقْرَعُ: السَّيْفُ الجَيِّدُ الحَدِيدِ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ، وهو مَجَازٌ.
  وِالأَقْرَعُ: من الحَيَّاتِ: المُتَمَعِّطُ شَعَرُ رَأْسِهِ، وهو مَجَازٌ، يُقَالُ: شُجاعٌ أَقْرَعُ، وإِنَّمَا سُمِّيَ به لِكَثْرَةِ سُمِّهَ، كما في العبَابِ، زادَ غيْرُه: وطُولِ عُمرِه. وفي الصّحاحِ: والحَيَّةُ الأَقْرَعُ إِنَّمَا يَتَمَعَّطُ شَعرُ رَأْسِهِ - زَعَمُوا - لِجَمْعِه السُّمَّ فيه.
  وِمن المَجَازِ: رِيَاضٌ قُرْعٌ، بالضَّمِّ، أَي بِلا كَلإِ، ويُقَالُ: أَصْبَحَتِ الريَاضُ قُرْعاً، إِذا جَرَّدَتْهَا المَوَاشِي، فلَمْ تَتْرُك فِيها شَيْئاً من الكَلإِ.
  وِالقَرْعَاءُ: مَوْضِعٌ، وقالَ الأَزْهَرِيُّ: مَنْهَلٌ بطَرِيقِ مَكَّةَ، شَرَّفَهَا الله تَعالَى، بينَ القَادِسِيَّةِ والعَقبَة والعُذيْب.
  وِالقَرْعَاءُ: رَوْضَةٌ رَعَتْهَا الماشِيَةُ، والجَمْعُ: القُرْعُ، بالضَّمِّ، وهو مَجَازٌ. والقَرْعَاءُ: الشَّدِيدَةُ من شَدَائِدِ الدَّهْرِ، وهي الدَّاهِيَةُ كالقَارِعَةِ، والجَمْعُ: القَوَارِعُ، يُقَالُ: أَنْزَلَ الله به قَرْعَاءَ، وقَارِعَةً ومُقْرِعَةً(٣)، وأَنْزَلَ الله بهِ بَيْضَاءَ، ومُبَيِّضَةً، هي المُصِيبَةُ التي لا تَدَعُ مالاً ولا غَيْرَه.
  وِالقَرْعَاءُ: ساحَةُ الدّار، وأَعْلَى الطَّرِيقِ.
  والَّذِي في الصّحاحِ: القَارِعَةُ: الشَّدِيدَةُ، وهي الدَّاهِيَةُ، وقَارِعَةُ الدّارِ: سَاحَتُهَا، وقَارِعَةُ الطَّرِيق: أَعْلاه، انْتَهَى.
  أَمّا الشَّدِيدَةُ: فإِنَّهَا تُطْلَقُ عَلَى القَارِعَةِ وعَلَى القَرْعَاءِ، كما في العبَابِ، وكذلِكَ الدّاهِيَةُ، وساحةُ الدّارِ، وأَمّا أَعْلَى الطَّرِيق فإِنَّه يُطْلَقُ عَلَى القَارِعَةِ فقط، وفي الحَدِيثِ: «نَهَى عَنِ الصَّلاةِ على قَارِعَةِ الطَّرِيقِ» هي وَسَطُه، وقيلَ: أَعْلاهُ، والمُرَادُ هُنَا نَفْسُ الطَّرِيقِ ووَجْهُه.
  وِالقَرْعَاءُ: الفَاسِدَةُ من الأَصَابِعِ، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ.
  وِالقَارِعَةُ: النازِلَةُ الشَّدِيدَةُ تَنْزِل بأَمْرٍ عَظِيمٍ، ولذلِكَ قِيلَ لِيَوْمِ القِيَامَة: القارِعَةُ، ومنه قَوْلُه تَعَالَى: {الْقارِعَةُ ١ مَا الْقارِعَةُ ٢ وَما أَدْراكَ مَا الْقارِعَةُ}(٤) وقالَ رُؤْبَةُ:
  وِخَافَ صَدْعَ القَارِعَاتِ الكُدَّهِ
  قالَ يَعْقُوبٌ: القَارِعَةُ هنا: كُلُّ هَنَةٍ شَدِيدَةِ القَرْعِ.
  وهي القِيَامَةُ أَيْضاً.
  وِالقَارِعَةُ: سَرِيَّةُ للنَّبِيِّ ÷، قِيلَ: ومِنْهُ قولُه ø: {وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا} تُصِيبُهُمْ بِما صَنَعُوا قارِعَةٌ(٥) أَو معناها: دَاهِيَةٌ تَفْجَؤُهم، يُقَالُ: قَرَعَتْهُمْ قَوَارِعُ الدَّهْرِ، أَي أَصابَتْهُم وفَجَأَتْهُم.
  وِقَرَعَهُم أَمْرٌ، إِذا أَتَاهُمْ فَجْأَةً، وفي الحَدِيثِ: «مَنْ لَمْ يَغْزُ، ولَمْ يُجَهِّزْ غَازِياً، أَصَابَهُ الله بقارِعَةٍ» أَي بداهِيَةٍ تُهْلِكُه.
  وِمن المَجَازِ: قَوَارِعُ القُرْآنِ هي الآيَاتُ الَّتِي مَنْ قَرَأَهَا أَمِنَ مِنَ الشَّيَاطِينِ والإِنْسِ والجِنِّ، كأَنَّهَا سُمِّيَتْ لأَنَّهَا تَقْرَعُ الشيَاطِينَ*، مثْلُ: آية الكُرْسِيِّ، وآخِر سُورَةِ البَقَرَةِ، ويس،
(١) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: قواما، في التكملة: تؤاما» ومثلها في ديوانه والتهذيب.
(٢) ديوانه ص ٧٧ وانظر تخريجه فيه. وجاء في التهذيب شاهداً على قوله: والأكراش يقال لها القُرْع. وفيه بعد البيت: قيل: أراد بالقرع غدراناً في صلابة من الأرض. والأكراش يقال لها قُرْع إذا ذهب خملها.
(٣) ضبطت عن التهذيب واللسان.
(٤) سورة القارعة الآيات (١) و (٢) و (٣).
(٥) سورة الرعد الآية ٣١.
(*) بالقاموس: «الشيطان» بدل: «الشياطين».