تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قلبع]:

صفحة 395 - الجزء 11

  وِالقَلْعُ: فَأْسٌ صَغِيرَةٌ تَكُونُ مع البَنّاءِ هكذا في سائِرِ النُّسَخِ، وفي بَعْضِ الأُصُولِ⁣(⁣١): «مَعَ البُنَاةِ» جَمْعٌ كرُمَاةٍ ورامٍ، قالَ:

  وِالقَلْعُ والمِلاطُ فِي أَيْدِينَا

  وِالقَلْعُ: اسمُ مَعْدِن يُنْسَبُ إِليه الرَّصاصُ الجَيِّدُ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وهو الشَّدِيدُ البياضِ.

  وِالقَلْعانِ: مِنْ بَنِي نُمَيْرٍ هُمَا: صَلاءَةُ وشُرَيْحُ ابْنا عَمْرِو بنِ خُوَيْلِفَةَ بنِ عَبْدِ الله بنِ الحارِثِ بنِ نُمَيْرٍ، قالَ ناهِضُ بن ثُومَةَ بنِ نَصِيحٍ الكلابِيِّ.

  رَغِبْنَا عَنْ دِماءِ بَنِي قُرَيْعٍ ... إِلى القَلْعَيْنِ إِنَّهُمَا اللُّبابُ

  وِقُلْنَا لِلدَّلِيلِ أَقِمْ إِلَيْهِم ... فلا تَلْغَى لِغَيْرِهِمُ كِلابُ

  وِالقَلْعَةُ: الفَسِيلَةُ الَّتِي تُقْتَلَعُ من أَصْلِ النَّخْلَةِ، والَّتِي تَنْبُتُ في أَصْلِ الكَرَبَةِ، وهِي لاحِقَةٌ، قالَهُ أَبو عَمْرٍو، أَوْ هِيَ النُخْلَةُ الَّتِي تُجْتَثُّ من أَصْلِها قَلْعاً، نَقَلَه أَبو حَنِيفَةَ.

  وِمن المَجَازِ: القَلْعَةُ: القِطْعَةُ من السَّنَامِ.

  وِالقَلْعَةُ: الحِصْنُ المُمْتَنِعُ عَلَى الجَبَلِ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، ولم يَقُلِ: المُمْتَنِع، وإِنَّمَا نَصُّه: «الحِصْنُ عَلَى الجَبَلِ» وقالَ غَيْرُه: الحِصْنُ المُشْرِفُ، وفي بَعْضِ الأُصُولِ: الحِصْنُ المُمْتَنِعُ في جَبَلٍ، ونَصُّ الأَزْهَرِيِّ: أَنَّ قَلْعَةَ الجَبَلِ والحِجَارَةِ مَأْخُوذٌ من القَلْعَةِ بمَعْنَى السَّحَابَةِ الضَّخْمَةِ. قالَ ابنُ بَرِّيّ: وغَيْرُ الجَوْهَرِيّ يُحَرّكُ وَيَقُول: القَلَعَةُ، وج: قِلاعٌ، وقُلُوعٌ وقَلَعٌ⁣(⁣٢)، الأَخِيرُ جَمْعُ المُحَرَّكِ.

  وِالقَلْعَةُ: د، بِبِلَادِ الهِنْدِ، قِيلَ: وإِلَيْهِ يُنْسَبُ الرَّصاصُ والسُّيُوفُ الجَيِّدَةُ.

  وِالقَلْعَةُ: كُورَةٌ بالأَنْدَلُسِ، قِيلَ: وإِلَيْهَا يُنْسَبُ الرَّصَاصُ.

  وِالقَلْعَةُ: ع باليَمَنِ بوادٍ⁣(⁣٣) ظَهَرَ بهِ مَعْدِنُ حَدِيدِ، وإِلَيْه نُسِبَت السُّيُوفُ القَلْعِيَّةُ، يقالُ: إِنَّ الجِنَّ تَغَلَّبَتْ عَلَيْهِ، أَفادَه مَلِكُ اليَمَنِ السَّيِّدُ الفاضِلُ فَخْرُ الإسْلامِ عَبْدُ الله بنُ الإِمامِ شَرَفِ الدِّينِ الحَسَنِيُّ في هامِشِ كتابِه «شَرْح نِظَامِ الغَرِيبِ».

  وِقَلْعَةُ رَباحٍ بالأَنْدَلُسِ، ومِنْهَا: أَبُو القاسِمِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عافِيَة الرَّباحِيُّ النَّحْوِيُّ، مشهورٌ بالأَنْدَلُسِ، وقد ذُكِرَ في «ر ب ح» مع غَيْرِه فراجِعْهُ.

  وِكذا قَلْعَةُ أَيُّوبَ بالأَنْدَلُسِ، ولكِن يُنْسَبُ إِلَيْهَا بالثَّغْرِيِّ؛ لأَنَّهَا في ثَغْرِ العَدُوِّ، وفي بَعْضِ النُّسَخِ ولكِنْ يُنْسَبُ إِلَيْهَا ثَغْرِيٌّ. قُلْتُ: وقَدْ نَسَبُوا إِلَيْهَا بالقَلْعِيِّ أَيْضاً، كما صَرَّحَ به الحافِظُ في التَّبْصِيرِ، وذَكَرَ مِنْ ذلِكَ: أَبا مُحَمَّدٍ عَبْدَ الله بنَ مُحَمَّدِ بنِ القاسِمِ بن حَزْمِ بنِ خَلَفٍ المَغْرِبِيَّ القَلْعِيَّ، قالَ: نُسِبَ إِلى قَلْعَةِ أَيُّوبَ، كانَ فَقِيهاً فاضِلاً، ولِيَ القَضَاءَ زَمَنَ المُسْتَنْصِرِ الأُمَوِيِّ ببَلَدِه، ومَاتَ سَنَةَ ثَلثمائةٍ وثَلاثَةٍ وثَمَانِينَ.

  وِقَلْعَةُ الجِصِّ: بأَرَّجانَ، قُرْبَ كازَرُونَ، وأَرَّجانُ بتَشْدِيدِ الرّاءِ: هي المَدِينَةُ المَشْهُورَةُ المُتَقَدِّمُ ذِكْرُها، وفي بَعْضِ النُّسَخِ: «رَجّان» بتَشْدِيدِ الجِيمِ، وفيه نَظَرٌ.

  وِقَلْعَةُ أَبِي الحَسَنِ: قُرْبَ صَيْدَاءَ بساحِلِ الشّامِ، وهِيَ المَعْرُوفَةُ بقَلْعَةِ أَلَمُوت، واسمُهَا تارِيخُ عِمارَتِهَا، وهي سَنَةُ خَمْسِمائَةٍ⁣(⁣٤) وسَبْعَةِ وسَبْعِينَ، عَمَرَها أَبُو الحَسَنِ مُحَمدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ نِزارِ بن الحاكِمِ بأَمْرِ الله العُبَيْدِيُّ، صاحِبُ الدَّعْوَةِ الإِسْمَاعِيلِيَّةِ، ولَهُ بها عَقِبٌ مُنْتَشِرٌ.

  وِقَلْعَةُ أَبِي طَوِيلٍ: بإِفْرِيقِيَّةَ.

  وِقلعةُ عَبْدِ السَّلامِ: بالأَنْدَلُسِ، مِنْهَا إِبْرَاهِيمُ بنُ سَعْدِ المُحَدِّثُ القَلْعِيُّ.

  وِقَلْعَةُ بَنِي حَمّادٍ: د، بجِبَال البَرْبَرِ في المَغْرِبِ.

  وِقَلْعَةُ نَجْمٍ: عَلَى الفُرَات.

  وِقَلْعَةُ يَحْصُبَ: بالأَنْدَلُسِ وقد تَقَدَّمَ ذِكْرُهَا للمُصَنِّفِ في «ح ص ب» وضَبَطَهُ هُنَاكَ كيَضْرِب⁣(⁣٥)، ونَبَّهْنَا عليه أَنَّ


(١) كالتكملة مثلاً.

(٢) في اللسان: وقَلَع وقِلَع ضبط حركات.

(٣) بالأصل: «بوادي».

(٤) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: وهي سنة خمسمئة هكذا في النسخ وفيه تأمل ا ه».

(٥) ضبطت بالقلم في ياقوت بفتح فسكون فكسر.