تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل القاف مع العين

صفحة 408 - الجزء 11

  مالَتْ لمَأْواهَا، وأَقْبَلَتْ نَحْوَ أَهْلِهَا، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ عن ابنِ السِّكِّيتِ هكَذا، وقالَ غَيْرُه: قَنَعَتِ الإِبِلُ والغَنَمُ، بالفَتْحِ: رَجَعَتْ إِلَى مَرْعَاها، ومالَتْ إِلَيْه، وأَقْبَلَتْ نَحْوَ أَهْلِهَا، وأَقْنَعَتْ لِمَأْوَاهَا.

  وِفِي العُبَابِ: قَنَعَتِ الإِبِلُ، بالفَتْحِ، قُنُوعاً: خَرَجَتْ من الحَمْضِ إِلَى الخُلَّةِ ومالَتْ، والاسْمُ القَنْعَةُ، بالفَتْحِ وأَقْنَعْتُهَا أَنا.

  وِقَنَعَتِ الإِبِلُ قُنوعاً، أَيْضاً: صَعِدَتْ، وأَقْنَعْتُهَا أَنا.

  وِقَنَعَ الإِداوَةَ أَو المَزادَةَ قَنْعاً، بالفَتْحِ: خَنَثَ رَأْسَها لِجَوْفِها، فهِيَ مَقْنُوعَةٌ، وكَذلِكَ قَمَعَهَا، فهِي مَقْمُوعَةٌ، وقد تَقَدَّمَ.

  وِقَنَعَتِ الشّاةُ: ارْتَفَعَ ضَرْعُها، ولَيْسَ في ضَرْعِهَا تَصَوُّبٌ، ويُقَال أَيْضاً: قَنَعَتْ بِضَرْعِها، كأَقْنَعَتْ فهي مُقْنِعَةٌ، واسْتَقْنَعَتْ، وفي الحَدِيثِ: «ناقَةٌ مُقْنِعَةُ الضَّرْع»: الّتِي أَخْلافُها تَرْتَفِعُ إِلى بَطْنِهَا.

  وِالمِقْنَعُ والمِقْنَعَةُ، بكَسْرِ مِيمِهما، الأُولَى عن اللِّحْيَانِيِّ: ما تُقَنِّعُ به المَرْأَةُ رَأْسَها ومَحَاسِنَهَا، أَيْ تُغَطِّي، وكَذلِكَ كُلُّ ما يُسْتَعْمَلُ به، مَكْسُورُ الأَوّلِ، يَأْتِي عَلَى مِفْعَل ومِفْعَلَة.

  وِالقِنَاعُ بالكَسْر: أَوْسَعُ مِنْهَا، هكَذَا في النُّسَخِ، أَي مِنَ المِقْنَعَةِ، كما في اللِّسَانِ، وفي العُبَابِ: مِنْهُمَا بِضَمِيرِ التَّثْنِيَة، وقالَ الأَزْهَرِيُّ: لا فَرْقَ عِنْدَ الثِّقَاتِ⁣(⁣١) بين القِنَاعِ والمِقْنَعَةِ، وهُوَ مِثْلُ اللِّحَافِ والمِلْحَفَةِ.

  وِالقِنَاعُ: الطَّبَقُ مِنْ عُسُبِ النَّخْلِ، يُوضَعُ فيه الطَّعَامُ والفَاكِهَةُ، وفي حَدِيثِ عائِشَةَ ^ «إِنْ كانَ لَيُهْدَى لَنَا القِنَاعُ فيه كَعْبٌ مِنْ إِهالَة، فَنَفْرَحُ بهِ» جَمْعُه قُنُعٌ بضَمَّتَيْنِ، ككِتَابِ وكُتُبٍ، وحَكَى ابنُ بَرِّيّ عن ابْنِ خالَوَيْهِ: القِنَاعَ جَمْعُ قُنْعٍ.

  وِمِنَ المَجَازِ: القِنَاعُ: غِشاءُ القَلْبِ، قالَ الأَصْمَعِيُّ: هو الجِلْدَةُ الّتِي تَلْبَسُ القَلْبَ، فإِذا انْخَلَعَتْ ماتَ صاحِبُه، ومنه حَدِيثُ بَدْرٍ: «فأَمَّا ابنُ عَمِّي فانْكَشَفَ قِنَاعُ قَلْبِه فماتَ» أَي حِينَ سَمِعَ قائِلاً يَقُول: أَقْدِمْ حَيْزُومُ.

  وِمِنَ المَجَازِ: القِنَاعُ: السِّلاحُ يُقَالُ: أَخَذَ قِنَاعَهُ، أَي: سِلاحَه، ومنه قَوْلُ المُسَيَّبِ بنِ عَلَسٍ:

  إِذْ تَسْتَبِيكَ بأَصْلَتِيٍّ ناعِمٍ ... قامَتْ لتَقْتُلَه بِغَيْرِ قِنَاعِ

  ج: قُنُعٌ، بضَمَّتَيْنِ، وأَقْنِعَةٌ.

  وِالنَّعْجَةُ تُسَمَّى قِنَاع، مَمْنُوعَةً مِنَ الصَّرْفِ، كما تُسَمَّى خِمارَ ولَيْسَ هذا بوَصْف، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ.

  وِالقانِعُ: الخارِجُ مِنْ مَكَانٍ إِلَى مَكَانٍ.

  وِالقَنُوعُ كصَبُورٍ: الهَبُوطُ بِلُغَةِ هُذَيْلٍ، وهِيَ مُؤَنَّثَةٌ، وهِيَ بمَنْزِلَةِ الحَدُورِ مِنْ سَفْحِ الجَبَلِ.

  وِالقَنُوعُ أَيضاً: الصَّعُودُ فهُوَ ضِدٌّ.

  وِقَنَعَةُ الجَبَلِ، والسَّنامِ، مُحَرَّكَةً: أَعْلاهُمَا، وكَذلِكَ القَمَعَةُ بالمِيمِ، كما تَقَدَّمَ.

  وِالقَنَعُ - مُحَرَّكَةً - مِنَ الرَّمْلِ: ما أَشْرَف، هكَذَا في النُّسَخِ، وهو غَلَطٌ، وصَوَابُه: «ما اسْتَرَقَّ» كما هُوَ نَصُّ ابنِ شُمَيْلٍ، ونَقَلَه الصّاغَانِيُّ وصاحِبُ اللِّسَانِ، أَو: هُوَ ما اسْتَوَى أَسْفَلُه مِنَ الأَرْضِ إِلى جَنْبِه، وهُوَ اللَّبَبُ، أَيْضاً، وقَدْ ذُكِرَ في مَوْضِعِه، القِطْعَةُ مِنْه قَنَعَةٌ.

  وِالقَنَعُ، أَيضاً: ماءٌ بَيْنَ الثَّعْلَبِيَّةِ وحَبْلِ مُرْبِخٍ بفَتْحِ الحاءِ المُهْمَلةِ⁣(⁣٢) وسُكُونِ المُوَحَّدَةِ، ومُرْبِخٌ كمُحْسِنٍ، من رَبَخَ بالرّاءِ والمُوَحَّدَةِ ثم الخّاءِ المُعْجَمَةِ، وهو رَمْلٌ مُسْتَطِيلٌ بَيْنَ مَكَّةَ والبَصْرَةِ، ذُكِرَ في مَوْضِعِه.

  وِالقِنْعُ بالكَسْرِ: السِّلاحُ، كالقِنَاعِ، وهو مَجازٌ، ج: أَقْنَاعٌ كخِدْنٍ وأَخْدَانٍ.

  وِالقِنْعُ أَيضاً: جَمْعُ قِنْعَة، وهيَ مُسْتَوًى⁣(⁣٣) بين أَكَمَتَيْنِ سَهْلَتَيْنِ وقِيلَ: القِنْعُ: مُتَّسَعُ الحَزْن حَيْثُ يَسْهُلُ، أَو مُسْتَدارُ الرَّمْلِ، وقِيل: أَسْفَلُه وأَعْلاهُ، وقِيلَ: القِنْعُ: أَرْضٌ سَهْلَةٌ بينَ رِمَالِ، تُنْبِتُ الشَّجَرَ، وقِيلَ: هُوَ خَفْضٌ مِن الأَرْضِ، له حَواجِبُ، يَحْتَقِنُ فيه الماءُ، ويُعْشِبُ، وقِيل:


(١) في التهذيب: عند العرب.

(٢) قيدها ياقوت «جبل» بالجيم هنا وفي مادة «مربخ».

(٣) في اللسان: والقنعان بالكسر من القنع وهو المستوي بين أكمتين سهلتين.