تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الكاف مع العين

صفحة 420 - الجزء 11

  الجَمْع⁣(⁣١)، وأَمّا سِيبَوَيْهٌ فإِنَّه جَعَلَه مِمّا كُسِّرَ على ما لا يُكَسَّرُ عليهِ مِثْلُه؛ فِرارًا من جَمْعِ الجَمْعِ، وقد يُكَسَّرُ عَلَى كِرْعَانٍ، والعَامَّةُ تَقُولُ: الكَوَارِعُ.

  وِالكُرَاعُ: أَنْفٌ يَتَقَدَّمُ مِنَ الحَرَّةِ أَو مِنَ الجَبَلِ مُمْتَدٌّ سائِلٌ، وهو مَجازٌ، وقِيل: هو ما اسْتَدَقَّ مِنَ الحَرَّةِ وامْتَدَّ في السَّهْلِ، وقالَ الأَصْمَعِيُّ: العُنُقُ من الحَرَّةِ يَمْتَدُّ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وأَنْشَدَ لعَوْفِ بنِ الأَحْوَصِ:

  أَلَمْ أَظْلِفْ من الشُّعَرَاءِ عِرْضِي ... كَمَا ظُلِفَ الوَسِيقَةُ بالكُرَاعِ؟

  وقالَ غيرُه: الكُرَاعُ: رُكْنٌ من الجَبَلِ يَعْرِضُ في الطَّرِيقِ ج: كِرْعانٌ، كغِرْبانٍ.

  وِالكُرَاعُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ: طَرَفُه، والجَمْعُ: كِرْعانٌ، وأَكارِعُ.

  وِالكُرَاعُ: اسمٌ يَجْمَعُ الخَيْلَ والسِّلاحَ، وهُوَ مَجَازٌ.

  وِكُراعُ الغَمِيمِ: ع، عَلَى ثَلاثَةِ⁣(⁣٢) أَمْيَال مِنْ عُسْفَانَ والغَمِيمُ: وادٍ أُضِيفَ إِليهِ الكُرَاعُ، كما فِي العُبَابِ.

  وِأَكْرُعُ الجَوْزاءِ: أَواخِرُهَا قال أَبو زُبَيْدٍ:

  حَتَّى اسْتَمَرَّتْ إِلَى الجَوْزَاءِ أَكْرُعُها ... وِاسْتَنْفَرَتْ رِيحُهَا قاعَ الأَعَاصِيرِ

  وِمنَ المَجَاز: أَكارِعُ الأَرْضِ: أَطْرَافُهَا القاصِيَةُ، شُبِّهَتْ بِأَكارِعِ الشّاءِ، والواحِدُ كُرَاعٌ، ومِنْهُ حَدِيثُ النَّخَعِيِّ: «لا بَأْسَ بالطَّلَبِ في أَكَارِعِ الأَرْضِ» أَي: نَوَاحِيها وأَطْرَافِهَا⁣(⁣٣).

  وِقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: أَكْرَعَكَ الصَّيْدُ وأَخْطَبَكَ، وأَصْقَبَكَ، وأَقْنَى لَكَ: بمَعْنَى أَمْكَنَكَ.

  قالَ: والمُكْرِعَاتُ من الإِبِلِ بكسرِ⁣(⁣٤) الرّاءِ: اللَّوَاتِي تُدْخِلُ رُؤُوسَها إِلى الصِّلاءِ، فتَسْوَدُّ أَعْنَاقُهَا وفي المُصَنَّفِ لِأَبِي عُبَيْدٍ: هِيَ المُكْرَباتُ، وقالَ غيرُه: هِيَ الّتِي تُدْنَى إِلى البُيُوتِ لتَدْفَأَ بالدُّخانِ، وأَنْشَدَ أَبُو حَنِيفَةَ للأَخْطَلِ:

  فَلا تَنْزِلْ بجَعْدِيٍّ إِذا مَا ... تَرَدَّى المُكْرَعاتُ مِنَ الدُّخانِ

  وِالمُكْرَعاتُ بفتحِ الرّاءِ: ما غُرِسَ في الماءِ مِنَ النَّخِيلِ وغَيْرِهَا ونَقَلَ الجَوْهَرِيُّ عن أَبِي عُبَيْدٍ: الكارِعاتُ والمُكْرِعَاتُ: النَّخِيلُ الَّتي عَلَى الماءِ، قالَ: وهِيَ الشَّوَارِعُ، ووُجِدَ هكذا بكَسْرِ الرّاءِ في سائِرِ نُسَخِ الصِّحاحِ⁣(⁣٥)، وقَدْ أَكْرَعَتْ، وهيَ كارِعَةٌ ومُكْرِعَةٌ، وقالَ أَبُو حَنِيفَةَ: هي الّتي لا يُفَارِقُ الماءُ أُصُولَهَا، وأَنْشَدَ:

  أَو المُكْرِعاتِ من نَخِيلِ ابنِ يامِنٍ ... دُوَيْنَ الصَّفا الّلائِي يَلِينَ المُشَقَّرَا

  وفي العُبَابِ: هو قَوْلُ امْرِئِ القَيْسِ⁣(⁣٦) يُشَبِّهُ الظَّعْنَ بالنَّخِيلِ.

  وِفَرَسٌ مُكْرَعُ القَوَائِمِ، كمُكْرَم: شَدِيدُهَا قالَ أَبُو النَّجْمِ:

  أَحْقبُ مَجْلُوزٌ شَوَاهُ مُكْرَعُ

  وِقالَ الخَلِيلُ: تَكَرَّعَ الرَّجُلُ، أَيْ: تَوَضَّأَ لِلصَّلاةِ، لأَنَّهُ أَمَرَّ الماءَ عَلَى أَكارِعهِ، أَي: أَطْرَافِه وقالَ الأَزْهَرِيُّ: تطَهَّرَ الغُلامُ، وتَكَرَّعَ، وتَمَكَّنَ⁣(⁣٧): إِذا تَطَهَّرَ للصَّلاةِ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  يُقَالُ لِلضَّعِيفِ الدِّفَاعِ: فُلانٌ ما يُنْضِجُ الكُرَاعَ.

  وِالكُرَاعُ، بالضَّمِّ: نُبْذَةٌ من ماءِ السَّمَاءِ في المَساكاتِ، وهُوَ مَجَازٌ، مُشَبَّهٌ بكُراعِ الدّابَّةِ في قِلَّتِه.

  وِكُرَاعا الجُنْدُبِ: رِجْلاهُ، وهُوَ مَجازٌ، ومنه قَوْلُ أَبِي زُبَيْدٍ:


(١) نص في اللسان صراحة على: وأكارعُ جمع الجمع.

(٢) في معجم البلدان «كراع»: ثمانية أميال.

(٣) في غريب الهروي: وأطرافها القاصية.

(٤) وضبطت بالقلم في القاموس بكسر الراء أيضاً: ومثله في التهذيب، وفي اللسان بفتحها.

(٥) ضبطت بالقلم في الصحاح المطبوع بفتح الراء، وفي التهذيب واللسان بكسرها.

(٦) البيت في ديوانه ص ٩١ وضبطت المكرعات بفتح الراء، قال شارحه: شبه بها السفن، وابن يامن: نوتي مشهور من عدولى في البحرين.

والصفا والمشقر: موضعان.

(٧) كذا بالأصل واللسان، وفي التهذيب: وتمكّى، وهو الصواب يؤيده ما في اللسان مكا: قال أبو عمرو: تمكّى الغلام إذا تطهَّر للصلاة وكذلك تطهر وتكرّع.