تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[متع]:

صفحة 447 - الجزء 11

  وِأَدْرَكْنَا بِها حَكَمَ بنَ عَمْرٍو ... وِقَدْ مَتَعَ النَّهَارُ بِنا فَزَالا

  وقِيلَ: مَتَعَ النَّهَارُ مُتُوعاً: إِذَا ارْتَفَعَ غايَةَ الارْتِفَاعِ، وهو ما قَبْلَ الزَّوالِ، كَمَا فِي الأَسَاسِ.

  وِمِنَ المَجَازِ: مَتَعَ الضُّحَى وتَلَعَ: بَلَغَ آخِرَ غايَتِهِ، وهُوَ عِنْدَ الضُّحَى الأَكْبَرِ، يُقَال: جِئْتُه وَقْتَ الضُّحَى الماتِعِ، وهُوَ الأَكْبَر، أَو مَتَعَ الضُّحَى مُتُوعاً: تَرَجَّلَ وبَلَغَ الغايَةَ، وذلِكَ عِنْدَ أَوَّلِ الضُّحَى، ومِنْه حَدِيثُ ابنِ عَبّاسٍ: «أَنّه كانَ يُفْتِي النّاسَ حَتّى إِذا مَتَعَ الضُّحَى وسَئِمَ ...». ومن المَجَازِ: مَتَعَ بفُلانٍ مَتْعاً، بالفَتْحِ، ويُضَمُّ، أَي: كاذَبَه.

  وِمِنَ المَجَازِ: مَتَعَ السَّرابُ مُتُوعاً: ارْتَفَعَ في أَوّلِ النَّهارِ.

  وِمِنَ المَجَازِ: مَتَعَ الحَبْلُ مُتُوعاً، أَي: اشْتَدَّ، وذلِكَ إِذا جادَ فَتْلُه.

  وِمِن المَجَازِ: مَتَعَ النَّبِيذُ مُتُوعاً: إِذا اشْتَدَّتْ حُمْرَتُه، يُقَال: نَبِيذٌ ماتِعٌ، وكذلِكَ خَلٌّ ماتِعٌ، أَي: شَدِيدانِ فِي الحُمْرَةِ، وذلِكَ إِذا بَلَغَا.

  وِمِنَ المَجَازِ: مَتَعَ الرَّجُلُ مُتُوعاً: جادَ وظَرُفَ، وكَمُلَ في خِصالِ الخَيْرِ، كمَتُعَ، ككَرُمَ.

  وِمِنَ المَجَازِ: مَتَعَ بالشَّيْءِ مَتْعاً، بالفَتْحِ، وعَلَيْهِ اقْتَصَر الجَوْهَرِيّ، ومُتْعَةً بالضَّمِّ، أَي: ذَهَبَ بهِ، يُقَالُ: لَئِن اشْتَرَيْتَ هذا الغُلامَ لتَمْتَعَنَّ مِنْهُ بغُلامٍ صالِحٍ، أَي: لتَذْهَبَنَّ بهِ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ والزَّمَخْشَرِيُّ والصّاغَانِيُّ، إِلّا أَنَّ في نَصِّ الجَوْهَرِيِّ لتُمَتَّعَنَّ بالتَّشْدِيدِ⁣(⁣١)؛ لأَنّه أَوْرَدَهُ بعدَ قَوْلِه: والمَتَاعُ أَيْضاً: المَنْفَعَةُ وما تُمُتِّعَ بهِ، وقد مَتَعَ بهِ يَمْتَعُ مَتْعاً، يُقَال: لَئن اشْتَرَيْتَ إِلَى آخِرِه، وأَنْشَدَ للمُشَعَّثِ:

  تمَتَّعْ يا مُشَعَّثُ إِنَّ شَيْئاً ... سَبَقْتَ بهِ المَماتَ هُوَ المَتاعُ

  قالَ: وبِهذا البَيْتِ سُمِّيَ مُشَعَّثاً.

  وِالماتِعُ: الطَّوِيلُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وقد مَتَعَ الشَّيْءُ مُتُوعاً، كما فِي الصِّحاحِ، يُقَال: جَبَلٌ ماتِعٌ، أَي: طَوِيلٌ مُرْتَفِعٌ، ونَخْلَةٌ ماتِعَةٌ، وفي حَدِيثِ الدَّجّالِ: «يُسَخَّرُ مَعَهُ جَبَلٌ ماتِعٌ، خِلاطُه ثَرِيدٌ» أَي: شاهِقٌ.

  وِمِنَ المَجَازِ: الماتِعُ: الجَيِّدُ البالِغُ في الجَوْدَةِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ⁣(⁣٢)، قالَهُ أَبُو عَمْرٍو، وأَنْشَدَ:

  خُذْهُ فَقَدْ أُعْطِيتَهُ جَيِّدًا ... قَدْ أُحْكِمَتْ صَنْعَتُه ماتِعَا⁣(⁣٣)

  وِالماتِعُ: الفاضِلُ المُرْتَفِعُ مِنَ المَوَازِين، أَو الرّاجِحُ الزّائِدُ، وفي بَعْضِ النُّسَخِ: والرّاجِحُ، ومِنْهُ قولُ النّابِغَةِ الذُّبْيانِيِّ:

  إِلَى خَيْرِ دِينٍ نُسْكُه قَدْ عَلِمْتُه ... وِمِيزانُه فِي سُورَةِ البِرِّ ماتِعُ⁣(⁣٤)

  قالَ الجَوْهَرِيُّ: أَي: راجِحٌ زائِدٌ. قُلْتُ: وبِه يُفَسَّرُ أَيْضاً قَوْلُ حَسّانٍ، ¥:

  إِنْ سابَقُوا النّاسَ يَوْماً فازَ سَبْعهُم ... أَوْ وازَنُوا أَهْلَ مَجْدٍ بالنَّدَى مَتَعُوا⁣(⁣٥)

  أَي: فَضُلُوا، وارْتَفَعُوا، أَوْ رَجَحُوا وزادُوا.

  وِالماتِعُ: الجَيِّدُ الفَتْلِ مِنَ الحِبَالِ.

  وِالماتِعُ: الشَّدِيدُ الحُمَرَةِ مِنَ النَّبِيذِ والخَلِّ، وقَدْ مَتَعَ مُتَوعاً فِي كُلِّ ذلِكَ.

  وِماتِعٌ، بِلا لامٍ: والِدُ كَعْبٍ الحَبْرِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُه في «ح ب ر».

  وِالمَتَاعُ: المَنْفَعَةُ ومنه حَدِيثُ ابْنِ الأَكْوَعِ: «قَالُوا: يا رَسُولَ الله، لَوْلَا مَتَّعْتَنَا بهِ» أَيْ تَرَكْتَنَا نَنْتَفِعُ بهِ، وبهِ فُسِّرَتِ الآيَة: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيها مَتاعٌ لَكُمْ}⁣(⁣٦) جاءَ فِي التَّفْسِيرِ أَنَّه عَنَى بِها الخَرَاباتِ الّتِي يَدْخُلُهَا أَبْنَاءُ السَّبِيلِ للانْتِفَاصِ مِنْ بَوْلٍ أَو خَلاءٍ، ومَعْنَى قَوْلِه ø: {فِيها مَتاعٌ لَكُمْ} أَي مَنْفَعَةٌ لَكُمْ،


(١) ومثله في التهذيب.

(٢) عبارة التهذيب: «البالغ في الجودة الغاية في بابه» والأصل كاللسان.

(٣) البيت في الأساس ونسبه للأسود العجلي.

(٤) هذه رواية الديوان ص ٥٢ ورواية الأصل «دين سنة ... في سورة المجد».

(٥) لم أجده في ديوانه.

(٦) سورة النور الآية ٢٩.