فصل الميم مع العين
  حَلْقٍ، وطِيبٍ، وتَنَظُّفٍ، وقَضاءِ تَفثٍ، وإِلْمَامٍ بأَهْلِه إِنْ كانَتْ مَعَهُ، كذا فِي النِّهَايَةِ(١).
  وِالمُتْعَةُ: ما يُتَبَلَّغُ بهِ مِنَ الزَّادِ، ويُكْسَرُ فِيهِما أَي: في الزّادِ وعُمْرَةِ الحَجِّ، ج: مِتَعٌ، كصُرَدٍ، وعِنَبٍ، فِيهِ لَفٌّ ونَشْرٌ مُرَتَّبٌ.
  وِالمُتْعَةُ، بالضَّمِّ: الدَّلْوُ، والسِّقَاءُ والرِّشاءُ، لأَنَّ كُلٍّا مِنْ ذلِكَ يُتَمَتَّعُ بِهِ.
  وِقِيلَ: المُتْعَةُ: الزّادُ القَلِيلُ، والبُلْغَةُ مِنَ العَيْشِ، لا يَخْفَى أَنَّ هذا مَعَ قَوْلِه قَرِيباً: «ما يُتَبَلَّغُ بهِ» تَكْرَارٌ، فتَأَمَّلْ، ويَقُولُ الرَّجُلُ لصاحِبِهِ: ابْغِنِي مُتْعَةً أَعِيشُ بِها، أَي: أَبْغِ لِي شيْئاً آكُلُه، أَو زادًا أَتزَوَّدُه، أَو قُوتاً أَقْتَاتُه.
  وِمِنْ ذلِكَ: المُتْعَةُ: ما يُتَمَتَّعُ بهِ من الصَّيْدِ والطَّعَامِ، والجَمْعُ: مُتَعٌ، ومِنْهُ قَوْلُ الأَعْشَى يَصِفُ مَهاةً:
  حَتَّى إِذا ذَرَّ قَرْنُ الشَّمْسِ صَبَّحَها ... مِنْ آلِ نَبْهانَ يَبْغِي صَحْبَهُ المُتَعَا
  أَيّ: صَيْدًا يَعِيشُونَ بِهِ، ويُكْسَرُ في الثَّلاثَةِ الأَخِيرَةِ نَقَلَه اللّيثُ عن بَعْضٍ، والجَمْعُ: مِتَعٌ، كعِنَبٍ.
  وِمِنَ المَجَازِ: مُتْعَةُ المَرْأَةِ: ما وُصِلَتْ بهِ بَعْدَ الطَّلاقِ، مِنْ ثَوْبٍ أَو طَعَامٍ أَوْ دَراهِمَ أَو خادِمٍ، مِنْ غَيْرَ أَنْ يَكُونَ لَهُ لازِماً، ولكِنْ سُنَّةً، وقَدْمَتَّعَها تَمْتِيعاً، وقَوْلُه تَعالَى: {وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ}(٢) أَي: أَعْطُوهُنَّ ما يَسْتَمْتِعْنَ بهِ، ولَيْسَ بمَعْنَى زَوِّدُوهُنَّ المُتَعَ، قالَهُ الأَزْهَرِيُّ.
  وِأَمْتَعَهُ اللهُ تعالى بكَذا: أَبْقَاهُ ليَتَمَتَّعَ بهِ فِيما يُحِبُّ مِنَ الانْتِفَاعِ بهِ، والسُّرُورِ بمَكَانِهِ، وقِيلَ: مَتَّعَهُ اللهُ، وأَمْتَعَهُ: أَطالَ لَهُ الانْتِفَاعَ بهِ، وهُوَ مَجَازٌ، وقَرَأَ ابنُ عامِرٍ: فأُمْتِعُهُ قَلِيلاً(٣) بالتَّخْفِيفِ، أَي: أُؤَخِّرُهُ(٤)، وقولُه تَعالَى: {يُمَتِّعْكُمْ مَتاعاً حَسَناً}(٥) أَي: يُبْقِكُمْ(٦) بَقَاءً في عافِيَةٍ إِلَى وَقْتِ وَفَاتِكُمْ، ولا يَسْتَأْصِلْكُمْ بالعَذابِ، وأَنْشَأَهُ بالشِّينِ المُعْجَمَةِ، وفي بَعْضِ النُّسَخِ بالسِّينِ المُهْمَلَةِ(٧)، وهو صَحِيحٌ أَيْضاً، أَي أَخَّرَه إِلَى أَنْ يَنْتَهِيَ شَبَابُه، كمَتَّعَهُ تَمْتِيعاً.
  وِأَمْتَعَ عَنْهُ: اسْتَغْنَى، حَكاهُ أَبُو عَمْرٍو عَن النُّمَيْرِيِّ، كما فِي الصِّحاحِ.
  وِأَمْتَعَ بِمالِهِ: تَمَتَّعَ وهُوَ قَوْلُ أَبِي زَيْدٍ وأَبِي عَمْرٍو، ونَصُّ الأَوَّلِ: أَمْتَعْتُ بالشَّيْءِ: تَمَتَّعْتُ بهِ، وأَنْشَدَ للرّاعِي:
  خَلِيطَيْنِ في شَعْبَيْنِ شَتَّى تَجَاوَرَا ... قَدِيماً، وكانَا بالتَّفَرُّقِ أَمْتَعَا(٨)
  وأَنْشَدَ الثّانِي للرّاعِي أَيْضاً:
  وِلكِنّما أَجْدَى وأَمْتَعَ جَدُّهُ ... بفِرْقٍ يُخَشِّيهِ بهَجْهَجَ ناعِقُهْ(٩)
  أَي: تَمَتَّعَ جَدُّه بفِرْقٍ مِنَ الغَنَمِ، وخالَفَهُمَا الأَصْمَعِيُّ، ورَوَى البَيْتَ الأَوَّلَ: «وكانَا للتَّفَرُّقِ» باللْامِ يَقُول: لَيْسَ أَحَدٌ يُفارِقُ صاحِبَه إِلّا أَمْتَعَهُ بشَيْءٍ يَذْكُرُه بِهِ، فكانَ ما أَمْتَعَ كُلُّ واحِدٍ مِنْ هذَيْنِ صاحِبَه أَنْ فارَقَهُ، ورَوَى البَيْتَ الثّانِي «وأَمْتَعَ جَدَّهُ» بالنَّصْبِ، أَي: أَمْتَعَ اللهُ جَدَّهُ، كما في الصِّحاحِ، كاسْتَمْتَعَ وقالَ الفَرّاءُ: «اسْتَمْتَعُوا» يَقُول: رَضُوا بنَصِيبِهِمْ فِي الدُّنْيَا مِنْ أَنْصِبائِهِمْ فِي الآخِرَةِ، قالَهُ في تَفْسِيرِ قَوْلِه تَعالى: {فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلاقِكُمْ}(١٠) وقالَ الزَّجّاجُ: فِي قَوْلِه تَعالَى: {فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ}(١١) أَي انْتَفَعْتُمْ بهِ مِنْ وَطْئِهِنَّ.
  ويُقَال: أَمْتَعَ بالشَّيْءِ، وتَمَتَّعَ بهِ، واسْتَمْتَعَ: دامَ لَهُ ما يَسْتَمِدُّهُ مِنْهُ، قالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ:
  مَنايَا يُقَرِّبْنَ الحُتُوفَ مِنَ اهْلِها ... جِهارًا ويَسْتَمْتِعْنَ بالأَنَسِ الجِبلِ(١٢)
  وقد تَقَدَّم شَرْحُه في «أَ ن س».
  وِالتَّمْتِيعُ: التَّطْوِيلُ يُقالُ: مَتُعَ الشَّيْءُ: طالَ، ومَتَّعَهُ
(١) وانظر التهذيب ٢/ ٢٩١.
(٢) سورة البقرة الآية ٢٣٦.
(٣) سورة البقرة الآية ١٢٦.
(٤) عن اللسان وبالأصل «ادخره».
(٥) سورة هود الآية ٣.
(٦) في التهذيب: بيقيكم.
(٧) في التهذيب: وأنسأه.
(٨) ديوانه ص ١٦٦ وانظر تخريجه فيه، وفي الديوان «من شعبين».
(٩) ديوانه ص ١٨٧ وانظر تخريجه فيه.
(١٠) سورة التوبة الآية ٦٩.
(١١) سورة النساء الآية ٢٤.
(١٢) ديوان الهذليين ١/ ٣٨ برواية «لأهلها»، ويروى: «قديماً» بدل «جهاراً».