تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[مطع]:

صفحة 459 - الجزء 11

  رَمَتْنِيَ مَيٌّ بالهَوَى رَمْيَ مُمْضَعٍ ... مِنَ الوَحْشِ لَوْطٍ لم تَعُقْهُ الأَوَانِسُ⁣(⁣١)

  وقالَ ابنُ القَطّاعِ فِي أَفْعَالِه: مَضَعَ الخَشَبَةَ مَضْعاً: أَخْرَجَ نُدُوَّتَهَا.

  والوَتَرَ: مَلَّسَه، والخشَبَةَ كَذلِكَ، وكَذلِكَ مَصَعَهَا بالصّادِ مُهْمَلَةً.

  وقالَ أَيْضاً - فِي مَوْضِعٍ آخَرَ مِنْ كِتابِه -: مَضَعَهُ مَضْعاً، كمَضَحَه بالحاءِ.

  [مطع]: مَطَعَ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ: وقالَ ابنُ دُرَيْد: المَطْعُ مِنْ قَوْلِهِمْ: مَطَعَ فِي الأَرْضِ، كمَنَعَ مَطْعاً، ومُطُوعاً: إِذَا ذَهَبَ فلَمْ يُوجَدْ، ذَكَرَهُ بَعْضُ أَصْحابِنَا مِنَ البَصْرِيِّينَ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ يُونُسَ، ولَمْ أَسْمَعْها مِنْ غَيْرِه.

  وِقالَ اللَّيْثُ: مَطَعَ: أَكَلَ الشَّيْءَ بأَدْنَى الفَمِ وثَنَايَاهُ وما يَلِيها مِنْ مُقَدَّمِ الأَسْنَانِ. ولَوْ قالَ: والشَّيْءَ: أَكَلَهُ بمُقَدَّمِ أَسْنَانِه - كمَا هُوَ نَصُّ ابْنِ القَطّاعِ - لكانَ أَخْصَرَ، وهُوَ ماطِعٌ ناطِعٌ بمَعْنًى واحِدٍ، وهُوَ القَضْمُ.

  وِقالَ ابنُ عَبّادٍ: نَاقَةٌ مُمَطِّعَةُ الضَّرْعِ، بِكَسْرِ الطّاءِ⁣(⁣٢) المُشَدَّدَةِ، ولَوْ قَالَ: «كمُحَدِّثَةٍ» كانَ أَخْصَرَ وأَوْفَقَ لقاعِدَتِه، وهِيَ الَّتِي تَشْخَبُ أَطْبَاؤُهَا، وتَغْدُو لَبَناً هكَذا نَصُّ المُحِيطِ.

  [مظع]: مَظَعَ الوَتَرَ وغَيْرَه، كمَنَعَ مَظْعاً: مَلَّسَهُ وذَبَّلَهُ كَما هُوَ نَصُّ المُحِيطِ، قالَ: والمَظْعُ: الذُّبُولُ، قالَ الصّاغَانِيُّ: كَذا قالَ الذُّبُول، وفيهِ نَظَرٌ، كمَظَّعَهُ تَمْظِيعاً: قالَ اللَّيْثُ: مَظَّعَ الوَتَرَ تَمْظِيعاً: مَلَّسَه حَتَّى يَبَّسَهُ⁣(⁣٣)، وكَذلِكَ الخَشَبَةَ، زادَ غَيْرُه: وأَلأنَهُ.

  ويُقَالُ: مَظَّعَتِ الرِّيحُ الشَّجَرَةَ: امْتَخَرَتْ نُدُوَّتَهَا.

  وِالمُظْعَةُ بالضَّمِّ: بَقِيَّةُ الكَلامِ هكَذَا نَقَلَه الصّاغَانِيُّ في كِتَابَيْهِ عن ابنِ عَبّادٍ، ووُجِدَ هكَذَا فِي نُسَخِ المُحِيطِ، وهُوَ غَلطٌ، والصَّوَابُ: بَقِيَّةٌ مِنَ الكَلإِ، ولَمْ يُنَبِّهْ عَلَيْهِ الصّاغَانِيُّ، وأَوْرَدَه صاحِبُ اللِّسَانِ على الصَّوَابِ⁣(⁣٤)، ولِلَّهِ دَرُّ الجَوْهَرِيِّ حَيْثُ قالَ: إِنَّ المُحِيطَ لابْنِ عَبّادٍ فيهِ أَغْلَاطٌ فاحِشَةٌ، ولذا تَرَكَ الأَخْذَ مِنْه.

  وِالتَّمْظِيعُ: التَّمْصِيعُ، وهُوَ أَنْ تَقْطَعَ الخَشَبَةَ رَطْبَةً، ثُمّ تَضَعَها بلِحائِها فِي الشَّمْسِ حَتّى يُتَشَرَّبَ ماؤُهَا، ويُتْرَكَ لِحاؤُهَا عَلَيْهَا؛ لِئَلَّا تَتَصَدَّعَ⁣(⁣٥)، قالَ أَوْسُ بنُ حَجرٍ يصِفُ رَجُلاً قَطَعَ شَجَرَةً يَتَّخِذُ مِنْهَا قَوْساً:

  فمَظَّعَها حَوْلَيْنِ ماءَ لِحائِها ... تُعالَى عَلَى ظَهْرِ العَرِيشِ وتُنْزَلُ

  العَرِيشُ: البَيْتُ، يَقُولُ: تُرْفَعُ عليهِ باللَّيْلِ، وتُنْزَلُ بالنَّهَارِ؛ لِئَلّا تُصِيبَها الشَّمْسُ فتَتَفَطَّرَ، وقَدْ مَظَّعَها الماءَ، أَي: شَرَّبَها، قالَ أَوْسٌ أَيْضاً:

  فلَمّا نَجَا مِنْ ذلِكَ الكَرْبِ لَمْ يَزَلْ ... يُمَظِّعُهَا ماءَ اللِّحَاءِ لتَذْبُلَا

  وقالَ أَبُو حَنِيفَةَ: مَظَّعَ القَوْسَ والسَّهْمَ: شَرَّبَها، وأَنْشَدَ للشَّمّاخِ يَصِفُ قَوْساً:

  فمَظَّهَا شَهْرَيْنِ ماءَ لِحَائِها ... وِيَنْظُرُ فِيهَا أَيُّهَا هُوَ غامِزُ

  وقَالَ: التَّمْظِيعُ: التَّشْرِيبُ، وهُو: أَنْ يُتْرَكَ عَلَيْهَا ماءُ لِحَائِها سَنَتَيْنِ، حَتَّى يَشْرَبَ العُودُ ماءَ اللِّحَاءِ، فتَأَمَّلْ ذلِكَ.

  وِالتَّمْظِيعُ: تَسْقِيَةُ الأَدِيمِ الدُّهْنَ حَتّى يَشْرَبَه، كَذا في المُجْمَلِ واللِّسَانِ.

  وِقالَ أَبُو عَمْرٍو: التَّمْظِيعُ: تَرْوِيَةُ الثَّرِيدِ بالدَّسَمِ، وكَذلِكَ التَّمْزِيعُ، والتَّمْرِيغُ، والتَّرْوِيغُ، والمَرْطَلَةُ، والسَّغْبَلَةُ، والسَّغْسَغَةُ.

  وقالَ ابنُ فارِسٍ: ولَقَدْ تَمَظَّعَ ما عِنْدَنا، ونَصُّ المُجْمَلِ: ما عِنْدَه، أَي: تَلَحَّسَهُ كُلَّهُ.

  وِقالَ الأَصْمَعِيُّ: تَمَظَّعَ الظِّلَّ: تَتَبَّعَهُ مِنْ مَوْضِعٍ إِلَى مَوْضِعِ.

  وِقالَ أَبُو عَمْرٍو: تَمَظَّعَ فِي الرَّعْيِ: إِذا تَأَخَّرَ عَنِ الوَقْتِ.


(١) اللسان وفيه «الأوالس» باللام.

(٢) ضبطت في التكملة بفتحها، ضبط حركات.

(٣) في اللسان: ملَّسه ويبَّسه.

(٤) والتهذيب، وفي إحدى نسخه «بقية من الكلام».

(٥) التهذيب: يتصدع ويتشقق.